نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

سورية في العقل الأميركي الجديد

05/08/2025 - باسل الحاج جاسم

سمومُ موازينِ القوى

28/07/2025 - غسان شربل

من نطنز إلى صعدة: مواد القنبلة في قبضة الوكيل

24/07/2025 - السفير د. محمد قُباطي

في كذبة الوطنية السورية

21/07/2025 - غازي دحمان


حبيبان في غزة يطلبان التبرع على الانترنت للزواج رغم الانتقادات





مدينة غزة - سعود أبو رمضان - - " إسمي حكيم وأنا أعيش حالة حب، وأريد أن أتزوج فتاة أحلامي واسمها فلسطين، واحتاج إلى مساعدتكم لأحقق هذا الحلم ".

هذه هي الكلمات الأولى من حملة على الإنترنت لجمع المال اللازم للزواج دشنها حكيم زغبور وفلسطين طناني المواطنان بمدينة غزة ويبلغ عمر كل منهما 27 عاما، وهي حملة لاقت سخرية ورفض بعض مواطني غزة.


 
وطرح الحبيبان مبادرة جمع المال على موقع "كوفندوم دوتكوم" ومقره الولايات المتحدة، على أمل أن يتمكنا من جمع تسعة آلاف دولار، وهو المبلغ الذي يحتاجانه لتحقيق حلمهما في الزواج.

غير أن هذه الخطوة تتحدى التقاليد بمجتمع غزة المحافظ، حيث من المفروض أن يحصل الأبناء على موافقة آبائهم على الزواج، وغالبا ما تأتي هذه الموافقة فقط في حالة ما إذا كان لدى الراغبين في الزواج ما يكفي من المال لإقامة حفل العرس وتأثيث عش الزوجية، ويعد هذه الشرط المالي عقبة كبرى أمام شباب قطاع غزة الذي يعاني من الحصار، كما يعاني ما نسبته ثلثي الشباب فيه من البطالة.

وقال حكيم وهو مهندس معماري فارع القامة وملتح لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.ا) إن " أسرتي رفضت فكرة زواجي قبل أن يكون لدي المال الكافي لإعداد بيت الزوجية وبدء تكوين أسرة ".

وعاش كل من حكيم وفلسطين - وهي مهندسة كمبيوتر - قصة حب عندما التقيا أول مرة منذ سبعة أعوام، وناضلا منذ ذلك الحين من أجل العثور على وظيفة دائمة مثلهما في ذلك مثل الكثيرين من أبناء جيلهما.

وأضاف حكيم " إن هذه الحالة ليست الوحيدة من نوعها في غزة، فهناك الآلاف مثلنا الذين يرغبون في الزواج، غير أنهم ليست لديهم الشجاعة والإرادة للنضال من أجل قضيتهم ".

وفي أعقاب حرب غزة التي اندلعت عام 2014 قفز معدل البطالة في هذا الجيب الساحلي المحاصر إلى أكثر من 47%، وهو معدل يعد الأعلى في العالم وفقا لبيانات البنك الدولي، كما يعد نمو قطاع البناء والتشييد بطيئا في الوقت الذي ظل فيه معدل البطالة المرتفع للغاية ثابتا عند 42%.

ويلقي معدل البطالة المرتفع عبئا خاصا على كاهل الشباب الفلسطينيين، حيث يقضي العرف في المجتمع الفلسطيني على أن يكد الرجل ويكدح للحصول على المال اللازم للإنفاق على زواجه، ويزهو بعض الرجال بالحصول على المال من آبائهم لمساعدتهم على إتمام الزواج.

ونظمت حماس وهي الحركة الإسلامية التي تسيطر بحكم الأمر الواقع على غزة عمليات زواج جماعي في الماضي، بهدف إتاحة قدر من الإعانة للشباب المقبل على الزواج.

ويعيش ما نسبته 39% من سكان غزة الذين يبلغ عددهم 9ر1 مليون نسمة تحت خط الفقر، ويتلقى نحو 80% منهم نوعا من أشكال المساعدة الدولية أبرزها المعونة الغذائية، وذلك وفقا لتقرير الأمم المتحدة.

وبعد أن عجز كل من حكيم وفلسطين عن العثور على عمل مستقر، وبعد أن رفضا الاستسلام للأعراف الاجتماعية، اتجها للبحث عن بدائل قبل أن يخبرهما صديق عن الموقع الإليكتروني Gofundme.

غير أن الكثيرين من أبناء غزة وجهوا انتقادات لاذعة على مواقع التواصل الاجتماعي لهذا البديل الذي اختاراه لمحاولة تمويل مشروع زواجهما، ووصفوا هذه المحاولة بأنها " طريقة ذكية للتسول " من شأنها أن تصور سكان غزة بشكل سيء.

واضطر الحبيبان إلى فرض نطاق من السرية على علاقتهما لعدة أعوام، حيث أنه ليس من المقبول أن يتقابل رجل وامرأة في غزة بمعزل عن الآخرين إذا لم يكونا متزوجين أو مخطوبين رسميا، ويمكن لغير المتزوجين أو المخطوبين أن يلتقوا وسط مجموعات وليسوا منعزلين.

وقال حكيم " إننا قررنا الاحتفاظ بقصة حبنا سرا إلى حين تخرجنا من كلية الهندسة منذ ثلاث سنوات، عندئذ فكرنا في شكل خطوتنا المقبلة ".

وأخبرت إحدى الصديقات فلسطين أنها تعارض الفكرة وتعتقد أنها خاطئة.

وكتب أحد أبناء غزة وهو صديق لحكيم على الفيس بوك يقول " إنه لأمر مخجل، إن المثقفين في غزة يتابعون طريقة جديدة للتسول ".

بينما ردت فلسطين في تعليق على الفيس بوك مبررة محاولتهما الحصول على التمويل عن طريق الإنترنت قائلة " لا أعتقد أننا ارتكبنا أي خطأ ضد مجتمعنا وتقاليده ".

وخلال الشهر الماضي تمكن الاثنان عبر حملة التمويل من جمع نحو نصف المبلغ الذي طلباه وهو تسعة آلاف دولار.

وقال حكيم " إننا لا نهتم ما يقوله الناس على مواقع التواصل الاجتماعي، لقد فكرنا كثيرا وكانت هذه الطريقة هي الخيار الوحيد المتاح أمامنا، وآمل أن تكلل نهاية قصتنا بالنجاح ".

سعود أبو رمضان
الجمعة 4 مارس 2016