نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص


حدائق لندن الملكية... بيوت زجاجية رائعة تضم كنوزا من نباتات العالم




لندن – هذه النخلة تنمو بسرعة داخل الحدائق الملكية للنباتات بلندن المعروفة باسم "كيو"، وقد وصل طولها الآن إلى 15 مترا.


 

وفي وقت ما سيزداد طول النخلة ليتجاوز سقف "بيت النخيل" الذي تنمو بداخله، وهو أول بيت زجاجي للنباتات، مثل صوبة هائلة الحجم، وتم تشييده في عام 1844 داخل حدائق "كيو" لزراعة أنواع من النخيل والنباتات الاستوائية، وعندئذ سيضطر ويل سبولسترا إلى قطع الجزء العلوي من النخلة، على مضض.
ويشرف سبولسترا على "بيت النخيل"، ويقول إنه في حالة عدم تقصير طول النخلة، فإنها ستخترق السقف، وقد أعرب عن أسفه، قائلا: "إنه لأمر مخيف أن أقطع جزءا من هذه النخلة الرائعة، قلبي ينفطر".
وسواء كنت مغرما بنباتات السرخسيات (الخرزيات)، أو بنبات كف الأسد أو من المعجبين بالورود، ليس هناك مكان أفضل من الحدائق الملكية للنباتات في لندن، لكي تستمتع بهذه النباتات الجميلة المتنوعة والنادرة.
وحدائق "كيو" الملكية تلقب بـ "حديقة الحدائق"، وبداخلها متنزه واسع المساحة وبيوت زجاجية رائعة، ويرجع تاريخ إنشائها إلى العصر الفيكتوري الذي اشتق اسمه من فيكتوريا ملكة بريطانيا، التي عاشت خلال الفترة من 1819 إلى 1901.
وفي ذلك الوقت كانت الإمبراطورية البريطانية تغطي ربع مساحة العالم، وكان الهدف من إنشاء حدائق "كيو" تأسيس إمبراطورية من النباتات، وأراد مؤسسوها أن تمثل جميع أنواع النباتات في بيئة اصطناعية يتم تدفئتها وريها بعناية، وحمايتها من سماوات لندن الرمادية الملبدة بالسحب والغيوم.
وصارت الإمبراطورية البريطانية في ذمة التاريخ منذ زمن، ولكن طموحات المشرفين على نباتات حدائق "كيو" لا زالت حية، فعلى سبيل المثال، تحتوي مجموعة نباتات السحلبية وحدها، والتي تعد الأقدم عمرا في العالم على خمسة آلاف نوع.
ويقول سبولسترا: "لم يعد من الممكن عرض جميع أنواع النباتات الموجودة في العالم اليوم، غير اننا لا نزال نهدف إلى الحفاظ على مجموعة متنوعة من النباتات المهمة".
وهناك جزء مهم آخر من "كيو" وهو "بنك الألفية للبذور"، ويوضح سبولسترا أنه "يتم تخزين البذور في البنك"، وهي لكثير من أنواع النباتات في العالم على قدر الإمكان.
وإذا سرت باتجاه الصوب الزراعية، ستدب جماليات الحياة في جميع حواسك، منذ اللحظة التي تفتح فيها الباب لترى نباتات منطقة مناخية مختلفة، وسيجد الزوار في انتظارهم درجة من الحرارة دافئة، ممزوجة بالرطوبة ورائحة الزهور، ويهبط من عل رذاذ لطيف من أوراق الأشجار العالية.
وتأخذك السلالم الدائرية المشيدة على الطراز الفيكتوري إلى أزمنة ذلك العصر، لتجد مجموعة من الصور التي تسجل أنواع النباتات المختلفة تحت سقف زجاجي، وستتاح لك فرصة الاستمتاع بالمنظر الذي سيظهر لك من فوق قمم أعلى أشجار النخيل الموجودة.
وبيت النخيل هو إمبراطورية ويل سبولسترا، ويعد أقدم صوبة زراعية في العالم، والتي لا تزال تعمل وتدار حتى الآن، وتم تشييد الصوبة من الصلب والزجاج في عام 1840، وتعد الأولى من نوعها بهذا الحجم حيث يبلغ طولها 110 أمتار وعرضها 30 مترا وارتفاعها 19 مترا.
وأقدم نوع من النباتات داخل الصوبة هو أكبر عمرا من مبنى الصوبة ذاتها، وهو نوع من النخيل الذي ينمو في جنوب أفريقيا اسمه العلمي "إنسيفالارتوس ألتنشيني"، وقام بالحصول على شتلة منه في عام 1773 فرانسيس ماسون الذي يوصف بأنه أول صائد نباتات لحدائق "كيو".
وجاء هذا النبات إلى حدائق كيو في عام 1775 ولم يغادرها منذ ذلك الحين، ومن المعتقد أنه أقدم نبات في العالم تم جلب شتلته من الخارج.
ويقول سبولسترا " أحب العمل في هذه الغابة الاستوائية المطيرة بالتأكيد، كما أنني مهتم إلى حد كبير بأشجار النخيل، واعتقد أنها مميزة للغاية وساحرة فوق الوصف، وتبدو كقطع النحت الفنية الرائعة".
ويطلب منه كثير من الزوار نصائح عن أفضل الطرق للعناية بالنباتات المنزلية لديهم.
ومن المقرر تجديد بيت النخيل خلال السنوات المقبلة، وهي عملية تم الانتهاء منها بالنسبة "لبيت النباتات ذات المناخ المعتدل"، والذي يعد أكبر صوبة موجودة حتى الآن حيث تم تشييدها في القرن التاسع عشر.
وهذا البيت تم تجديده بشكل رائع، غير أن النباتات المعروضة بداخله صارت أصغر حجما مقارنة بما كان عليه الحال قبل بضعة أعوام، وهي تحتاج لوقت حتى تنمو وتصبح بنفس الحجم الذي كانت عليه، ولم يتم إدراج مجموعة من النباتات الأقدم عمرا في البيت بعد تجديده.
أما أشجار النخيل التي يعتني بها سبولسترا برقة، فستواجه قريبا مصيرا مماثلا، ولن يكون من الممكن إنقاذ الأشجار الأكبر حجما، وفي هذا الصدد، يقول سبولسترا "ستكون عملية شاقة".

كريستوف دريسن
الجمعة 23 أكتوبر 2020