
غجر الروما في فرنسا
عاد نيدا/52 عاما/ قبل ثلاثة أسابيع من باريس إلى قريته شيفيرسول ولم يحصل من السلطات الفرنسية على أموال لتمويل عودته، على حد قوله، وكذلك لم يحصل على تذكرة طيران، بل ركب إحدى الحافلات طواعية، ودفع 120 يورو مقابل الرحلة.. وعاد من فرنسا بجيوب شبه خاوية، بعد أن ظل يبيع الصحف على مدى شهر بالقرب من نهر السين في العاصمة الفرنسية باريس.
أخلت الشرطة الفرنسية معسكر غجر الروما بمنطقة مولان جالانت جنوبي باريس صباح يوم 30 تموز/يوليو الماضي، وهو المعسكر الذي كان نيدا يقيم به في سكن متنقل.
وتلقى نيدا ورقة من السلطات المعنية في فرنسا تطالبه بمغادرة البلاد خلال شهر، دون مبرر ولا يزال الرجل يحتفظ بالورقة في غلاف بلاستيكي. و وقع نيدا على الورقة دون أن يعلم مضمونها لأنه "أمي"، لا يستطيع القراءة، فما بالك بالفرنسية.
ويبدو أن سبب عدم حصوله على أموال من السلطات الفرنسية هو أنه قد تم ترحيله مرة سابقة من البلاد عام 2008 ،وحصل آنذاك على 300 يورو، مقابل "العودة الطوعية" لبلاده.
ومازالت بيانات هذه العودة محفوظة لدى السلطات الفرنسية. فهل يعود نيدا مرة أخرى لفرنسا؟ "كيف وأنا أواجه الترحيل مرة أخرى؟". و يقيم نيدا في منزل متهالك، جدرانه من الطين والقش.
وأوقدت النيران في المطبخ على إناء به أعشاب تنضج، وضع على فرن مصنوع من الطوب اللبن، ذلك الفرن الذي يعتبر مصدر التدفئة الوحيد في الشتاء. ولايتمتع هذا المنزل البسيط بخدمات الصرف الصحي، كما أن الأسرة التي تقيم فيه تحمل الماء بدلو من بئر تقع على الجانب الآخر من الطريق. كان نيدا يكسب من وراء بيع الصحف في باريس ما لا يزيد عن 25 يورو يوميا.
ويقول:؟"لا أريد أن أكذب، كنت أتسول أيضا، أمام أحد محلات الخبز، بولانجري، وهي الكلمة الفرنسية المفضلة إليه".
كان نيدا يحصل على 10 إلى 15 يورو يوميا من التسول، وكان يتوقع أن يساعده هذا المال في إعالة أسرته في رومانيا خلال فصل الشتاء لأنه ليس لديه وظيفة ثابتة في رومانيا، التي كان يعمل بها كناسا حتى عام 1995، قبل أن تسرح السلطات الرومانية عددا من العاملين.
يكسب نيدا قوت يومه من العمل من وقت لآخر أجيرا باليومية، في الزراعة في بلاده ليحصل على ما يعادل 50ر7 يورو يوميا، ولكن السؤال هو: ماذا سيفعل إذا انتهى موسم حصاد الذرة، على سبيل المثال، وانقطع عمل نيدا؟
ليس لدى الأسرة مال لتشتري ملابسا لأطفالها، ناهيك عن أن تدفع أجر الطبيب لهم.
كانت ابنتهم مانويلا بحاجة إلى الكشف الصحي بشكل ملح، تلك الطفلة التي تبدو أصغر بكثير من أقرانها في سنع سبع سنوات، كما أنها لا تستطيع الكلام.
فهل سبب عدم إجادة الكلام هو التأخر العقلي أم نقص التغذية وسوء الرعاية؟ لابد أن يكون نيدا وزوجته طبيبين حتى يحكمان على ذلك في ظل عدم قدرتهما على تدبير أجر الطبيب.
ليست أسرة نيدا من البدو الرحالة، مثلهم مثل أغلب غجر الروما في رومانيا. وكانت الحاجة البحتة هي التي دفعت نيدا للذهاب لفرنسا.
يعيش في شيفيرسول مار نحو 200 من غجر الروما، ولكل أسرة هناك فرد على الأقل في فرنسا، حسبما أكد فيوريل ماركو، البوليباشا، أي الزعيم.
لدى معظم هؤلاء الغجر الذين يعيشون في فرنسا بشكل غير دائم عمل بشكل مشروع، وبينهم موزعو صحف كبار، وحصل نيدا من أحدهم على صحف لبيعها في الشارع. لذلك فإن غجر الروما لهم في باريس طرف دائم يتوجهون إليه، فهم ينطلقون من رومانيا إلى منطقة مولان جالانت جنوبي باريس، ويشترون سكنا متحركا قديما بنحو مئة إلى 300 يورو يبيعونه لاخرين لدى مغادرتهم.
يقيم ييش بوليباشا في مواجهة نيدا، بمنزل أنيق به أثاث فخم نسبيا. ورفض الرجل الإفصاح عن سر هذا الرخاء الذي يعيش به. وكان الرجل نفسه في فرنسا عام 2008، شريكا لأحد تجار الصحف ولكنه طرد من فرنسا.
وقال "الزعيم" إن الفرنسيين أعطوا آنذاك كل عائد إلى بلاده رومانيا 3600 يورو نقدا، أو ما يعادله من حيوانات مستأنسة، ليبدأ كل منهم مستقبلا جديدا في بلاده. ولكن هذا المال لم يصل أبدا حسب بوليشيا إلى قرية شيفيرسول رغم أن وصولها كان هو الحل للكثير من الغجر الفقراء في القرية حسبما ذكر الزعيم الذي أشار إلى أن هذه الأموال كانت ستستخدم في استثمارات تؤدي إلى توفير فرص عمل.
أخلت الشرطة الفرنسية معسكر غجر الروما بمنطقة مولان جالانت جنوبي باريس صباح يوم 30 تموز/يوليو الماضي، وهو المعسكر الذي كان نيدا يقيم به في سكن متنقل.
وتلقى نيدا ورقة من السلطات المعنية في فرنسا تطالبه بمغادرة البلاد خلال شهر، دون مبرر ولا يزال الرجل يحتفظ بالورقة في غلاف بلاستيكي. و وقع نيدا على الورقة دون أن يعلم مضمونها لأنه "أمي"، لا يستطيع القراءة، فما بالك بالفرنسية.
ويبدو أن سبب عدم حصوله على أموال من السلطات الفرنسية هو أنه قد تم ترحيله مرة سابقة من البلاد عام 2008 ،وحصل آنذاك على 300 يورو، مقابل "العودة الطوعية" لبلاده.
ومازالت بيانات هذه العودة محفوظة لدى السلطات الفرنسية. فهل يعود نيدا مرة أخرى لفرنسا؟ "كيف وأنا أواجه الترحيل مرة أخرى؟". و يقيم نيدا في منزل متهالك، جدرانه من الطين والقش.
وأوقدت النيران في المطبخ على إناء به أعشاب تنضج، وضع على فرن مصنوع من الطوب اللبن، ذلك الفرن الذي يعتبر مصدر التدفئة الوحيد في الشتاء. ولايتمتع هذا المنزل البسيط بخدمات الصرف الصحي، كما أن الأسرة التي تقيم فيه تحمل الماء بدلو من بئر تقع على الجانب الآخر من الطريق. كان نيدا يكسب من وراء بيع الصحف في باريس ما لا يزيد عن 25 يورو يوميا.
ويقول:؟"لا أريد أن أكذب، كنت أتسول أيضا، أمام أحد محلات الخبز، بولانجري، وهي الكلمة الفرنسية المفضلة إليه".
كان نيدا يحصل على 10 إلى 15 يورو يوميا من التسول، وكان يتوقع أن يساعده هذا المال في إعالة أسرته في رومانيا خلال فصل الشتاء لأنه ليس لديه وظيفة ثابتة في رومانيا، التي كان يعمل بها كناسا حتى عام 1995، قبل أن تسرح السلطات الرومانية عددا من العاملين.
يكسب نيدا قوت يومه من العمل من وقت لآخر أجيرا باليومية، في الزراعة في بلاده ليحصل على ما يعادل 50ر7 يورو يوميا، ولكن السؤال هو: ماذا سيفعل إذا انتهى موسم حصاد الذرة، على سبيل المثال، وانقطع عمل نيدا؟
ليس لدى الأسرة مال لتشتري ملابسا لأطفالها، ناهيك عن أن تدفع أجر الطبيب لهم.
كانت ابنتهم مانويلا بحاجة إلى الكشف الصحي بشكل ملح، تلك الطفلة التي تبدو أصغر بكثير من أقرانها في سنع سبع سنوات، كما أنها لا تستطيع الكلام.
فهل سبب عدم إجادة الكلام هو التأخر العقلي أم نقص التغذية وسوء الرعاية؟ لابد أن يكون نيدا وزوجته طبيبين حتى يحكمان على ذلك في ظل عدم قدرتهما على تدبير أجر الطبيب.
ليست أسرة نيدا من البدو الرحالة، مثلهم مثل أغلب غجر الروما في رومانيا. وكانت الحاجة البحتة هي التي دفعت نيدا للذهاب لفرنسا.
يعيش في شيفيرسول مار نحو 200 من غجر الروما، ولكل أسرة هناك فرد على الأقل في فرنسا، حسبما أكد فيوريل ماركو، البوليباشا، أي الزعيم.
لدى معظم هؤلاء الغجر الذين يعيشون في فرنسا بشكل غير دائم عمل بشكل مشروع، وبينهم موزعو صحف كبار، وحصل نيدا من أحدهم على صحف لبيعها في الشارع. لذلك فإن غجر الروما لهم في باريس طرف دائم يتوجهون إليه، فهم ينطلقون من رومانيا إلى منطقة مولان جالانت جنوبي باريس، ويشترون سكنا متحركا قديما بنحو مئة إلى 300 يورو يبيعونه لاخرين لدى مغادرتهم.
يقيم ييش بوليباشا في مواجهة نيدا، بمنزل أنيق به أثاث فخم نسبيا. ورفض الرجل الإفصاح عن سر هذا الرخاء الذي يعيش به. وكان الرجل نفسه في فرنسا عام 2008، شريكا لأحد تجار الصحف ولكنه طرد من فرنسا.
وقال "الزعيم" إن الفرنسيين أعطوا آنذاك كل عائد إلى بلاده رومانيا 3600 يورو نقدا، أو ما يعادله من حيوانات مستأنسة، ليبدأ كل منهم مستقبلا جديدا في بلاده. ولكن هذا المال لم يصل أبدا حسب بوليشيا إلى قرية شيفيرسول رغم أن وصولها كان هو الحل للكثير من الغجر الفقراء في القرية حسبما ذكر الزعيم الذي أشار إلى أن هذه الأموال كانت ستستخدم في استثمارات تؤدي إلى توفير فرص عمل.