نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص


حي التضامن بتونس"صين شعبية" ينخرها الفقر والجريمة والعنف




تونس - طارق القيزاني - استعاد حي التضامن الشهير بأحواز تونس العاصمة أجواءه الساخنة هذا الأسبوع مع تجدد المواجهات بين سكانه من الشباب وقوات الأمن.


حي التضامن بتونس"صين شعبية" ينخرها الفقر والجريمة والعنف
وقضى سكان الحي ساعات طويلة من الرعب ليل الإثنين/الثلاثاء مع تصاعد دوي القنابل المسيلة للدموع والرصاص الحي في الهواء بسبب اشتباكات بين قوات الشرطة وشباب المنطقة الغاضب.

كانت الاشتباكات بدأت مع تبادل صفحات على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" صورا وأنباء عن عرض لوحات مسيئة للمقدسات في معرض للفنون التشكيلية بضاحية المرسى.

وتخللت هذه الاشتباكات التي امتدت إلى أحياء أخرى متفرقة في العاصمة عمليات حرق وتخريب ومحاولات لاقتحام مراكز شرطة ما ألقى بشكوك حول وجود مخططات مشبوهة لإثارة البلبلة في البلاد.

وحي التضامن الذي يتصدر دائرة الضوء في هذه الأحداث هو أكبر حي شعبي في تونس وربما في أفريقيا، وقد تأسس منذ خمسينيات القرن الماضي ويلقب بـ "الصين الشعبية" نظرا للكثافة السكانية المرتفعة به حيث لا يقل عدد سكانه اليوم عن نصف مليون نسمة.

ويقع الحي على بعد بضع كيلومترات من قلب العاصمة، لكنه يتبع من الناحية الإدارية محافظة أريانة المتاخمة للعاصمة وله امتداد نحو أحياء أخرى مجاورة مثل حي الانطلاقة وحي ابن خلدون والمنيهلة.

ولعب حي التضامن بقاعدته الشعبية العريضة من السكان الناقمين دورا حاسما في الإطاحة بنظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي عندما وصلت المظاهرات الشعبية للثورة إلى أطراف العاصمة في الأيام القليلة التي سبقت 14 كانون ثان/يناير 2011 ، يوم فرار بن علي من تونس.

ينحدر أغلب سكان الحي من المحافظات الداخلية الفقيرة والمهمشة في تونس. والكثير من العائلات القاطنة به لها صلات قرابة مع أهالي الجرحى والشهداء الذين سقطوا برصاص الأمن في بداية ثورة الكرامة والحرية بالمحافظات البعيدة في تونس.

ومثلت تلك القرابات عنصرا محوريا في انتفاضة الحي ضد حكم بن علي ونظامه البوليسي ، في الوقت الذي كان الرئيس المخلوع يعول على تحييد العاصمة، آخر معقل له، في الثورة التي اجتاحت باقي أنحاء تونس.

وقال نبيل الحمزاوي أحد سكان حي التضامن لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) "حي التضامن علامة بارزة في تونس.. قدمنا الكثير للثورة، فماذا قدمت لنا الحكومة؟".

وأضاف "الفقر على حاله والبيئة الإجرامية تهدد الأجيال الجديدة في الحي بالضياع".

تنتشر اوضاع اجتماعية معقدة في حي التضامن الذي تطغى عليه المساكن العشوائية، بداية من تفشي الإجرام حيث تنتشر ظاهرة بيع الخمور والمخدرات وصولا إلى انتشار الفقر والبطالة على نطاق واسع.

وتدرك الحكومة المؤقتة التي تقودها حركة النهضة الإسلامية مع شريكيها في الائتلاف، حزب المؤتمر الجمهوري وحزب التكتل، أن تعبيد الطريق نحو الاستقرار الأمني في العاصمة والمدن التونسية الكبرى يبدأ بتنمية الأحياء الشعبية الكبرى المماثلة لحي التضامن.

كان النائب في المجلس الوطني التأسيسي عن حركة النهضة الصحبي عتيق قد حذر في إحدى مداخلاته بالمجلس من غضب حي التضامن في حال تم إهمال البرامج الخاصة المطلوبة لسكانه.

ومن المشاهد المعقدة في الحي الذي يرزح تحت وقع الفقر والإجرام أنه بات يمثل في نفس الوقت نقطة استقطاب مهمة لأنصار السلفية الذين باتوا يسيطرون على عدد من المساجد.

ويمكن مشاهدة رايات التوحيد السوداء لأنصار السلفية وحزب التحرير ترفرف في شوارع حي التضامن والأحياء الأخرى المجاورة له خاصة أيام الجمعة.

ومن المفارقات الأخرى أن حي التضامن الذي أطاح ببن علي يعد كذلك معقلا محبذا لفلول النظام البائد حيث يسهل عليهم تجنيد العاطلين عن العمل من الشباب.

وقال الطالب وليد البلطي من سكان حي التضامن لـ(د. ب. أ) : "يمكنك رؤية الأطفال بين 13 و 17 سنة بكثرة خلال أعمال العنف والاشتباكات مع قوات الأمن في الحي.. هؤلاء يمكن تجنيدهم بسهولة بمقابل مادي بسبب الفقر".

ويقول مراقبون إن إخماد الشغب في حي التضامن قد لا ينهي القصة بكاملها طالما أن مقومات العنف مستمرة وعلى رأسها الفقر والبطالة والجريمة.

طارق القيزاني
الاربعاء 13 يونيو 2012