نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

عن روسيا وإيران شرق المتوسّط

08/05/2024 - موفق نيربية

( في نقد السّياسة )

05/05/2024 - عبد الاله بلقزيز*

أردوغان.. هل سيسقطه الإسلاميون؟

03/05/2024 - إسماعيل ياشا

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى


دمشقيون يرفعون نبرة التحدي في مواجهة احتمالات الضربة الغربية




دمشق- رنا موسوي - رغم مغادرة عدد كبير من السوريين دمشق هربا من ضربة عسكرية غربية محتملة، تؤكد ديما وغيرها من سكان العاصمة السورية متحدين "المؤامرة الاميركية"، ان "دمشق لن تسقط"، بينما يسلم آخرون أمرهم لله في مواجهة الخطر الداهم.


دمشقيون يرفعون نبرة التحدي في مواجهة احتمالات الضربة الغربية
في السوق الشعبية في حي الصالحية وسط دمشق، تقول الرسامة البالغة من العمر 30 عاما لوكالة فرانس برس انها تؤيد الرئيس بشار الاسد "حتى العظم"، وهي مقتنعة بانه "سيدافع عنا".

وكما العديد من الاشخاص الذين قابلتهم فرانس برس في دمشق، تعتقد ديما ان الولايات المتحدة وحلفاءها يريدون شن ضربة ضد النظام السوري الذي يتهمونه بالمسؤولية عن هجوم مفترض بالاسلحة الكيميائية قرب العاصمة في 21 آب/اغسطس، بهدف "كسر محور المقاومة" المتمثل بدمشق وحليفيها ايران وحزب الله اللبناني.

وفي احد مطاعم الصالحية، تجلس ديما ذات العينين البنيتين المحاطتين بالكحل الاسود، الى طاولة في الهواء الطلق وضع عليها صحن من الشيش طاووق.
وتقول بنبرة تحدٍ "دمشق قلعة حصينة، شوكة في حلق الاميركيين. لن تسقط".

وينعكس هذا الشعور في برامج التلفزيون الرسمي السوري، الذي يعرض خلال النهار برامج تتحدث عن "صمود" سوريا في وجه "المعتدي"، وتظهر مرارا لقطات واشرطة مصورة للجنود السوريين في الميدان.

وتؤكد ديما انه "في حال حصلت الضربة، انا سأتطوع في الجيش، ولا يهمني ما اذا كنت سأقاتل او أقدم يد العون".
تضيف "لو كنت خائفة، لغادرت (دمشق) منذ زمن".

وبحسب منظمات غير حكومية في لبنان، ارتفع عدد العائلات السورية النازحة التي تعبر الحدود يوميا الى داخل الاراضي اللبنانية الى ما بين 80 و120 عائلة منذ تصاعد الحديث عن الضربة المحتملة، في حين كان هذا الرقم ما بين 40 و60 عائلة يوميا قبل 21 آب/اغسطس.

في محيط المطعم حيث جلست ديما، يمكن ملاحظة حياة شبه "طبيعية"، باستثناء اصوات القصف المتقطع والحواجز الامنية المنتشرة في شوارع دمشق. في الشارع بائعو ذرة، وشابات يتأملن في واجهات المحال، وجمع من الاشخاص يتحلقون امام بائع للعصير وسلطة الفاكهة.

لدى الدمشقيين، يمكن ايضا التماس شعور بتسليم المصير للقضاء والقدر. وتقول حنان "اؤمن بعمق بان ما كتب لنا سيصيبنا". وتضيف هذه السيدة المحجبة وهي تتبضع من أحد متاجر الاحذية "انا اقوم بالتبضع، وسأذهب الى حفل زواج... لست مهمومة الى هذا الحد".

وفي دمشق التي تعد نقطة ارتكاز النظام السوري، يكرر العديد من السوريين امام الصحافيين خطاب التحدي الذي اعتمدته السلطات في وجه التهديدات الغربية بضربة محتملة، وإن يبدي بعضهم خشية من حصولها.

وتقول ام حسن في محطة الحجاز التاريخية للنقل وسط دمشق "أكيد نخاف من وقوع قتلى وتدمير البنى التحتية".
وتضيف هذه السيدة الخمسينية التي تضع حجابا أبيض ونظارتين سوداويين "لكننا سنبقى هنا وسنقاوم، وبهذه الطريقة سننتصر".

وفي حين ان فرنسا من ابرز الدول التي تتحضر للمشاركة في اي ضربة غربية محتملة، يستعيد السوريون محطات تاريخية ليؤكدوا انهم "سيقاومون" كما فعل يوسف العظمة ضد سلطات الانتداب الفرنسي مطلع القرن الماضي، والذي تخلده دمشق بنصب يبعد نحو كيلومتر عن محطة الحجاز.

ويقول ابو فراس، وهو موظف، ان "يوسف العظمة لم يكن يحمل سوى بضع بنادق. رغم ذلك لم يستسلم للفرنسيين، ونحن سنقوم بالامر نفسه".
ويعتمد النظام السوري والاعلام الرسمي خطابا يقوم على التمييز بين فرنسا ابان عهد الجنرال شارل ديغول، وفرنسا في الايام الراهنة، والتي يعتبرونها "خاضعة" لإرادة الولايات المتحدة.ويصرخ احد المارة في الشارع "عار على فرنسا ان تكون منقادة بهذا الشكل خلف اميركا".

وبالنسبة لآخرين، تدفعهم طبول الحرب التي تقرع الى استذكار نزاع من حقبات ماضية. ويستذكر المهندس مازن وهو يطالع عناوين الصحف الرسمية "في العام 1973 (في اشارة الى حرب تشرين الاول/اكتوبر ضد اسرائيل) كنت ابلغ من العمر 14 عاما، وكنت اصعد الى سطح المنزل لأرى الطائرات الحربية الاسرائيلية".
يضيف "الايمان بنصرنا سيكون اقوى من اي قوة عسكرية".

ويرفع آخرون نبرة التحدي الى مستويات أعلى. ويقول فؤاد "حتى لو سال كثير من الدماء، دمشق ستقاوم، وان استقدموا كل دباباتهم، لن يمروا الا فوق جثثنا".

رنا موسوي
الخميس 5 سبتمبر 2013