نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
السبت 17 ماي 2025
عيون المقالات

واقع الديمقراطية في سورية الجديدة

09/05/2025 - مضر رياض الدبس

(سوريا بين حرب أهلية ومشاريع تقسيم؟)

05/05/2025 - عبدالوهاب بدرخان

دلالات التصعيد الإسرائيلي في سوريا

04/05/2025 - العميد المتقاعد مصطفى الشيخ

السياسة المزدوجة

25/04/2025 - لمى قنوت


ديكتاتوريات أم ديانات ؟...عبادة الفرد في التاريخ الحديث كما تفسرها الكتب المحظورة




بيونج يانج - بيل سميث - لا يكفي ان نتهم الديانة الكونفوشيوسية بالتشجيع على انتاج الاستبداد فكل الديكتاتوريين في كل البلدان والديانات يشبهون بعضهم في السلوك وكأنهم تربوا في بيت واحد وسلوك هؤلاء كما تصفه الكتب المحظورة يعتمد نظام السرية المبالغ فيها بالاضافة الى الاستبداد المطلق وعدم الرضا بأقل من الطاعة العمياء ومع ذلك يظل هناك عدة فروق نتبينها من خلال مقارنة النموذجين الصيني والكوري فماو بالرغم من كل ما قيل عنه لم يحول الحكم الى وراثة في عائلته


صورة للزعيم الكوري الشمالي الراحل كيم ايل-سونغ خلال تجمع في بيونغ يانغ
صورة للزعيم الكوري الشمالي الراحل كيم ايل-سونغ خلال تجمع في بيونغ يانغ
اول وجه يطالعك عندما تصل الي المطار الرئيس في بيونجيانج هو وجه كيم ايل سونج -الذي يعبد باعتباره مؤسس كوريا الشمالية الشيوعية-على بورتريه ضخم معلق أعلى مبني الوصول.
وتزين تماثيل عديدة وصور مرسومة وصور فوتوغرافية وغيرها من صور للزعيم العظيم أو ابنه القائد المحبوب كيم يونج ايل الشوارع والملاعب الرياضية ومحطات السكك الحديدية والمدارس والحدائق العامة والمباني الحكومية والشارات التي يرتديها غالبية الكوريين الشماليين في بيونجيانج.
ويمكن القول أن المدى الذي ذهبت إليه عبادة الشخصية المحيطة بآل كيم ربما كانت غير مسبوقة في التاريخ الحديث.
وقد وصلت عبادة الشخصية أو الفرد ذروتها في متحف كيم ايل سونج المغلق الان للاصلاح بحسب مرشدين من كوريا الشمالية .
وافتتح هذا المتحف المعروف أيضا باسم كومسزان ميموريال بالاس عام 1995 بعد عام واحد من وفاة كيم ايل سونج.
يو يونجلي كاتب شعبى صيني ومؤلف كتاب " كوريا الشمالية الحقيقية" عاش طوال فترة التطرف في عبادة الشخصية في الصين حول ماوتسي تونج ابان الثورة الثقافية 1966 - 76 .
يو زار كوريا الشمالية عام 2007 قبل أن ينشر كتابه العام الماضي لكن الحكومة الصينية أمرت برفع الكتاب من ارفف المكتبات بضغط من كوريا الشمالية.
قال يو " على غلاف الطبعة المحظورة كتب ّ كوريا الشمالية اليوم ، الصين أمسّ " مضيفا أن عبادة الفرد المتمثلة في شخص كيم تجاوزت " ماو بكثير".
ويري بعض المراقبين أن عبادة الفرد في ظل حكم حزب العمال الكوري كشكل متطرف من اشكال الديكتاتورية في أسرة إمبريالية.
وفي كتاب آخر نشر العام الماضي عن كوريا الشمالية تحت عنوان " الانصهار" وصف الصحفي الامريكي مايك شينوي كوريا الشمالية بأنها " معسكر ديني تحول إلى مجتمع شديد التزمت مغلق غارق في الكونفوشيوسية التقليدية.
وتقول التواريخ الرسمية للحزب الشيوعي الصيني إن التقليد الكونفشيوسي المتمثل في الطاعة العمياء للسلطة هو المسئول جزئيا عن التجاوزات التي حدثت في الثورة الثقافية.
لكن عبادة الفرد في كوريا الشمالية تجاوزت مثيلتها التي تمثلت في عبادة ماوتسي تونج لجيل واحد.
فمنذ معاناته من سكتة دماغية العام الماضي يتردد أن الزعيم المريض كيم يونج ايل/ 67 عاما/ عين ابنه الاصغر من بين 3 أشقاء كخليفة له. ومن المعتقد أن كيم يونج ايل البالغ من العمر 26 عاما فقط يتم ترقيته بالفعل بوصفه " القائد اللامع " بحسب وسائل الاعلام في كوريا الجنوبية.
يقول يو " كرجل خبر الثورة الثقافية ، أعتقد أن ما رايته في كوريا الشمالية شبيه جدا بما حدث في الصين. كانت كلمات ماو في كل مكان.
وأضاف " لكن ماو لم يتبن نظام وراثي. كيم ايل سونج مرر السلطة إلى ابنه كيم يونج ايل والاخير سيمررها إلى إبنه".
ولا يعرف عن كيم يونج أون الكثير. من المعتقد انه درس تحت اسم مستعار في احد مدارس سويسرا مما حدا بالبعض إلى التكهن بان تعليمه سيجعله أكثر قدرة على التواصل مع الحكومات الغربية.
وفي ظل الاسلوب الدعائي الغريب والسرية المطلقة من جانب بيونجيانج فان كثيرا من الحكومات الغربية مضطرة للاعتماد أساسا على تقارير واردة من المخابرات الكورية الجنوبية.
صرح دبلوماسي طلب عدم الكشف عن هويته إن التساؤلات بشأن الخلافة والحزب الحاكم هي" شئ شبيه بالثقب الاسود".
وقال الدبلوماسي عن زعماء كوريا الشمالية " إننا لا نعرف بالضبط ماذا يدور في رؤوسهم".

بيل سميث - د ب ا
الاثنين 15 يونيو 2009