نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

المثقف من قرامشي إلى «تويتر»

24/05/2025 - د. عبدالله الغذامي :

التانغو" فوق حطام المنطقة

22/05/2025 - عالية منصور

واقع الديمقراطية في سورية الجديدة

09/05/2025 - مضر رياض الدبس

(سوريا بين حرب أهلية ومشاريع تقسيم؟)

05/05/2025 - عبدالوهاب بدرخان

دلالات التصعيد الإسرائيلي في سوريا

04/05/2025 - العميد المتقاعد مصطفى الشيخ


رخصة بغاء...رواية مصرية عن سياسيين بلاضمائر وصحافيين ولاءهم الوحيد للأجهزة الأمنية




القاهرة زينة احمد - عمل مؤلف راوية "رخصة بغاء " حسن هند مستشارا في مؤسسة صحفية كبرى بالقاهرة وشاهد كيف يصعد بعض الصحافيين من أسفل السلم الى اعلاه بسرعة البرق مع أنهم دون مواهب مهنية وكل ما يعرفونه هو التعاون مع الأجهزة السرية وكتابة التقارير بزملائهم والوشاية بالجميع لكسب الحماية وهم اذ يبيعون أنفسهم بهذه الطريقة لا يختلفون عن الأديبة نورا بطلة الرواية التي لا تتورع عن أي شئ فبيع الجسد من أسهل الامور عندها وعند مثيلاتها ولاكتمال المعادلة لابد من سياسي صاحب نفوذ ومحام بلا ضمير ليفهم القارئ ماذا حدث لمصر منذ الخمسينات الى اليوم


غلاف الرواية
غلاف الرواية

"رخصة بغاء" عنوان رواية يثير الفضول حتي نعلم ان مؤلفها المستشار حسن هند الذي يؤرخ من خلالها لفترة تاريخية مهمة فى التاريخ المصرى الحديث شهدت ميلاد نماذج شاذة لم تكن مألوفة فى المجتمع المصرى من قبل إلا أن الحس الأمنى والمخابراتى الذى اتسمت به ثورة يوليو ساهم بقدر كبير فى ظهور مثل هذه الشخصيات وذلك فى الفترة من 1950 وحتى الوقت الحالى. الرواية صدرت عن دار "مدبولى" للنشر وتدور احداثها فى عالم من الواقعية المتخمة بالتعاطف والحب والصدام، وكل الأفعال التى تفجر قدرا كبيرا من الواقع المسكوت عنه عبر العلاقات العاطفية الشائهة للقانوني العجوز الذي يحمل خبرة خمسين عاما، والصحافي المتسلق الذي يتاجر بفكره طمعا في الرضا السامي، والاديبة الوحيدة ــ بلا مثيل ــ الواقعة بين شقي الرحى فتسد فراغها العاطفي بمحاولات في مجال العمل اهمها حقوق الانسان.

في روايته "رخصة بغاء" استطاع المستشار حسن هند نائب رئيس مجلس الدولة المصري أن يسجل العديد من مظاهر الفساد في الدوائر المختلفة سواء السياسية أو الصحافية أو القانونية من خلال تناوله لشخصيات ليست بعيدة تماما عن الواقع بل مأخوذة منه وتعبر عن شريحة ليست هينة في المجتمع.

فالشخصيات الثلاث الرئيسية وهى شخصية نورا الأديبة الشابة التى تهوى الرجال وتفعل أى شىء فى سبيل تحقيق أهدافها، والشخصية الثانية للسياسى البارع عبد الوهاب الذى يجد حلا وتصريفا لكل المشاكل والقضايا، والشخصية الثالثة شخصية عبد الله الصحفى المتسلق الذى يجد مبررات لكل شىء ويقضى وقته فى الدفاع عن قضايا متناقضة، وفى كتابة التقارير الأمنية فى زملائه حتى يترقى فى منصبه.

حالات غريبة لشخصيات ونماذج تتسم بالواقعية وإن كانت من نسج خياله إلا أنه عاصر وعايش نماذج مشابهة لها كما أن عددا من هذه النماذج تعتبر معاصرة أو ترمز لشخصيات واقعية بالفعل ومنهم السياسي والقانوني البارع الذي يستطيع تبرير أي موقف والمبدعة الشابة التي لا تتورع عن فعل أي شيء لتحقيق طموحها واستخدام أساليب مخابراتية للتحكم والسيطرة على أشخاص بعينهم مثل تصويرهم في أوضاع مخلة ثم توظيفهم لجمع المعلومات والإيقاع بآخرين يمثلون قلقا للسلطة.

يقول الكاتب حسن هند : الشخصيات التي تناولتها لها جذور في الواقع إلا أنها جميعا من نسج الخيال، ورغم ذلك فقد استفدت كثيرا من عملي كمستشار قانوني في إحدى المؤسسات الصحفية الكبرى، في رؤية نماذج كثيرة تصعد من أدنى السلم إلى أعلاه بسرعة الصاروخ لحسابات غير مهنية وإنما تتعلق بعلاقتهم بالجهات الأمنية ومدى ولائهم لهذه الجهات وكتابتهم التقارير الأمنية في زملائهم، وأقرب المقربين لهم بالإضافة إلى، اعتمادهم الكامل على الأمن في كتاباتهم الصحفية فضلا عن ان الوقائع الواردة في الرواية حدثت بالأمس وتحدث اليوم وستحدث غدا، فآليات السيطرة موجودة بالفعل حتى أن الجنس الذي كنا نراه ونحن في الجامعة، نوعا من المحرمات، أصبح الآن متاحا بضغطة زر على الفضائيات ويُستخدم كوسيلة للسيطرة بعد أن انهال علينا من حيث لا ندري، وهو ما رصدته من خلال الشخصية النسائية القابلة للتداول والتي لا تتورع عن فعل أي شيء لتحقيق أغراضها الخاصة

وحول مدي افادته من عمله القانوني في كتابة شخصيات الرواية اضاف :نموذج المحامي المنحرف له وجود في الواقع و يجد دائما مبررات لانحرافاته، ففي البداية كان يدافع عن الثورة وشرعيتها ومصلحة الفقراء وفي فترة الانفتاح انقلب وأصبح يدافع عن رجال الأعمال، ثم عن تجار المخدرات ويقبض أتعابه جوالا من المال أي أموالا بلا عدد، ، فهو دائما لديه حلول لكل شيء، وهي ظاهرة أو مهنة يطلق عليها في العامية المصرية لفظ "المشهلاتي "
ويخلص كاتب رخصة بغاء الي ان الهدف من الرواية هو ترسيخ مفهوم ضرورة تواصل الاجيال لا الصراع بينها
ويقول:الرسالة تتمثل في سؤال أردت أن أطرحه ويجسد خلاصة الرواية وهو من الذي سيرث مكتب وسط البلد الذي سيتركه عبد الوهاب بعد رحيله عن عمر تجاوز الثمانين عاما، وهناك شخصيتان تتنافسان على هذا الإرث، محمد المناضل الثوري الذي يعمل في صمت وشلبي الأفاق المنافق المشهلاتي الذي كان يحقق لعبد الوهاب كل ما يريده، ..النضال في مقابل النفاق، والرواية تطرح هذا التساؤل على نطاق أوسع، فبعد موت عبد الله وعبد الوهاب ونورا؛ من في الأجيال التالية سيرث إمكانيات هذه الشخصيات ومن سيرث صفاتها، وهل سيصنع المستقبل من هم أمثال شلبي، أم أمثال محمد؟


زينة احمد
الجمعة 28 غشت 2009