نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

عن روسيا وإيران شرق المتوسّط

08/05/2024 - موفق نيربية

( في نقد السّياسة )

05/05/2024 - عبد الاله بلقزيز*

أردوغان.. هل سيسقطه الإسلاميون؟

03/05/2024 - إسماعيل ياشا

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام


رسام أمريكي ينوي تكريس 79 عاما من حياته لتصوير سكان نيويورك




نيويورك - كاثرينا سونيشسن- يعكف الفنان الأمريكي جاسون بولان البالغ من العمر 29 عاما على تنفيذ مهمة يمكن أن بقضي بقية حياته كلها دون أن يتمكن من إكمالها.


رسام أمريكي ينوي تكريس 79 عاما من  حياته لتصوير سكان نيويورك
ويهدف بولان إلى رسم صور سريعة لكل فرد من سكان نيويورك سواء كانوا يرغبون في ذلك أم لا، وبحلول نهاية كانون ثان/يناير الماضي كان بولان قد فرغ من رسم اسكتشات لنحو 17 ألفا من أبناء نيويورك وهو عدد ضئيل مقارنة بتعداد المدينة الذي يبلغ 2 ر 8 مليون نسمة، وهو يعمل في تنفيذ مشروعه بشكل يومي وأحيانا يعود إلى منزله وبصحبته صورة أو اثنتين وفي أيام أخرى يعود ومعه مئات الصور.

ويحمل المشروع الذي ينفذه بولان إسما معبرا هو " كل شخص في نيويورك "، ويمكن رؤية جميع الإسكتشات التي يرسمها على المدونة الخاصة به عل ، وهو يضع عناوين بسيطة أيضا للرسوم ذات الخطوط البسيطة مثل " رجل في تاكو بل " بالشارع رقم 14 وهو اسم سلسلة مطاعم أمريكية للوجبات السريعة ، ومثل " إمرأة تتزلج على الجليد بمركز روكفلر " و " الممثلة البريطانية تيلدا سوينتون بمتحف جوجنهايم " بنيويورك.

ويمكن لسكان نيويورك الذين يريدون تحديد موعد مع بولان لرسم صور سريعة لهم أن يبعثوا له برسالة إليكترونية يشيرون فيها إلى مكان وتوقيت الموعد إلى جانب بعض الملامح عن الشخص التي يمكن من خلالها التعرف عليه ولا شيء غير ذلك، فليس مطلوبا مثلا ذكر الاسم أو رقم الهاتف، وتستغرق المقابلة دقيقتين على الأكثر ويتحاشى بولان أي اتصال بالعين مع الأشخاص الذين يرسهم بل يقوم بمجرد ملاحظتهم عن بعد مسافة ما ويرسمهم بعد ذلك.

وبينما هو يتجول يلاحظ أحيانا وجود شخصيات شهيرة في المجتمع ربما عند مفترق الشارع، وهو لا يبحث عن نوعية معينة من الأشخاص لتكون موضوع الرسم بل هو يرسم الناس الذين يراهم في مترو الأنفاق أو المتفرجين الذين يتابعون مباريات رياضية أو أشخاصا يجلسون لتناول كوبا من القهوة.
وعندما يلاحظ شيئا مختلفا في شخص ما يثير اهتمامه يقوم بشكل تلقائي برسمه، ولدى بولان قدرة فائقة على ملاحظة الأحذية غير العادية والجواكت الملونة التي يرتديها الأطفال أو الطريقة التي يسلم بها رجل جفنيه للنعاس وهو جالس على أريكة بحديقة عامة، ويوضح بولان إنه لا يبحث عمدا عن الأشخاص الذين يرسمهم في اسكتشاته بل يجدهم أمامه مما يعني أنه يرسم بالمصادفة.

وغالبا ما يتم استلهام لوحة من منظر لاحظه لبضع ثوان فقط، ويحب بولان أن يعطي مزيدا من الوقت لرسم اللوحة إذا سمح الموقف بذلك، وعلى سبيل المثال أمضى حوالي ثمان دقائق وهو يرسم صورة لسيدة تكتب بطاقة بريدية داخل مقهى، ورسم صورة سريعة لرجلين يحملان مجموعة من لوحات مزج الألوان الخشبية في برودواي في أقل من دقيقة واحدة.

وقال بولان في مقابلة مع محطة التلفاز المحلية لنيويورك إن" الناس لا يلاحظون عادة أنني أقوم برسمهم، وتكون نوعية الرسم أفضل عندما لا يعلم الناس أنني أرسمهم وعندما لا يكونون متأهبين للرسم".
وأضاف إنه بمجرد أن يختفي الشخص الذي يرسمه عن أنظاره يتوقف عن الرسم، وأوضح أنه لا يجري تغييرات بعد ذلك على الخطوط السريعة التي يرسمها لأنه يرسم فقط ما يراه، كما أنه ليست لديه القدرة على استعادة التفاصيل من الذاكرة ووضعها على الورق، ويتمنى أحيانا ان يكون قادرا على الرسم بسرعة أكثر.

وفي عملية حسابية أجرتها صحيفة نيويورك تايمز قدرت أن بولان سيحتاج إلى رسم صورة لكل شخص من سكان نيورك كل خمس دقائق ليكتمل مشروعه في غضون 79 عاما، ولكن مع عدم حساب السياح واستبعاد احتمال رسم الشخص أكثر من مرة.

وولد بولان بالقرب من مدينة ديترويت بولاية ميتشجان عام 1982، وبعد دراسة علم الأجناس وفنون الرسم انتقل إلى مدينة نيويورك حيث عمل رساما حرا، ثم بدأ هذا المشروع في آذار/مارس 2008، وفي مشروع سابق قام برسم وجوه تتناسب مع أرقام الهواتف التي يبلغ عددها 117 والمدونة في دليل هواتف بلدة سكايكوميش بولاية واشنطن.

ويقول بولان إنه يهوى هذه النوعية من الفن التفاعلي، فهي تقربه من ناحية مع الموضوع الذي يرسمه وتبعده عنه كثيرا من ناحية أخرى، ومن صفات بولان أنه لا يتحدث مع أي شخص يسير في الشارع لأنه خجول للغاية على حد قوله.

ولم يكسب بولان أي قدر من المال من تنفيذ مشروعه غير أنه جذب اهتمام شركات كبرى مثل شركة ليفاى لإنتاج الملابس ومثل شركة جاك سبيد لأزياء الرجال ذات العلامة التجارية الشهيرة وكذلك متحف الفن الحديث، وفي مشروع سابق قام بولان برسم جميع مقتنيات متحف الفن الحديث التي يبلغ عددها 1503 قطعة فنية.

وأصبح من الصعب بشكل متزايد بالنسبة لبولان أن يظل مجهولا، وإلى جانب القلم الرصاص والكراس الذي يحمله صار غطاء الرأس أحمر اللون المزدان بالشرائط الزرقاء علامة يعرف بها، وهذا بالضبط نوعية التفاصيل التي يمكن أن تجذب اهتمامه وتدفعه إلى رسم الشخص الذي يرتديها.

وقال بولان في مقابلة مع محطة التلفاز المحلية إنه يستمتع بتنفيذ مشروعه أثناء قيامه بالرسم، وأعرب عن أمله بأن يستمتع الناس أيضا بأعماله أثناء قيامه بتنفيذها، قائلا إن السبب في ذلك هو أنه من المرجح ألا ينتهي من مشروعه، مضيفا إنه على الرغم من ذلك إلا أنه يرغب في العمل فيه على الدوام.

كاثرينا سونيشسن
الاربعاء 28 مارس 2012