نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

مقاربة الأسد لا تزال تحكم البلد.

08/08/2025 - مضر رياض الدبس

سورية في العقل الأميركي الجديد

05/08/2025 - باسل الحاج جاسم

سمومُ موازينِ القوى

28/07/2025 - غسان شربل

من نطنز إلى صعدة: مواد القنبلة في قبضة الوكيل

24/07/2025 - السفير د. محمد قُباطي

في كذبة الوطنية السورية

21/07/2025 - غازي دحمان


زياد الرحباني ل "صحيفة الهدهد الدولية " : اخطأت عندما بقيت في لبنان عند بدء الحرب




القاهرة - فادي عاكوم - " مع بدء الحرب كان اللبناني امام خيارين، اما ان يترك البلد ويهرب الى الخارج لتامين مستقبله، او البقاء وتحمل ما يجري، انا اخترت الحل الثاني لكني استغرقت وقتا طويلا لاعرف اني كنت على خطأ باختياري"، هذه الكلمات كانت اجابة زياد الرحباني للهدهد في القاهرة بعد سؤاله عن تاثير الحرب والاوضاع السياسية على نوعية فنه، وهذه المرة الاولى التي يقول فيها زياد كلاما كهذا، خصوصا وانه طالما عرف بوطنيته وحبه للبنان رغم كل ما جرى وما يجري، وربما تفكيره هذت بحالة الاحباط التي تهيمن على الكثير من الشباب اللبناني في هذه الفترة بسبب الاوضاع السياسية الحالية وافرازات الحرب سياسيا وماديا واجتماعيا، فالجميع يعتقد انه هدر حياته بعد الجرب سنوات طويلة وراء مشاريع سياسية خيالية.


زياد خلال ندوة مشتركة في مبنى الاهرام - خاص بالهدهد
زياد خلال ندوة مشتركة في مبنى الاهرام - خاص بالهدهد
زياد قال عن اعماله السياسية، المسرحيات والاعمال الاذاعية، انها ربما لم تحدث فرقا في المجتمع اللبناني خصوصا على صعيد الطائفية التي لا تزال موجودة بشكل كبير، واستشهد بان الجمهور يطلب في الحفلات اغنيته الشهيرة "يا زمان الطائفية" والجميع يتفاعل معها بشكل جنوني لكن مجرد ان تنتهي الحفلة يعود كل شخص الى موقعه الطائفي متناسيا الحالة التي كان بها من لحظات يجابهها، لكن هنا وكون مراسل "الهدهد" عايش اعمال زياد في عشرات السنين الماضية لم يستطع الا ان يقول له انه على خطا، وان اعماله تركت اثارا كبيرة في قلوب جيل بكامله نسي الطائفية وكل ما يتعلق بها وتغنى باعماله وغنياته لمواجهتها، فاجاب زياد مبتسما انه قال "ربما" لم يحدث فرقا، وربما فهم زياد ان المقصود هو الاحزاب الغير طائفية والتي ينتمي هو نفسه الى واحد منها، قبل ان يتحول التحول العجيب في مساره السياسي نحو دعم افكار احد الاحزاب الطائفية بامتياز، لكن على قاعدة " عدم نشر الغسيل امام الغرباء" سكت زياد مبتسما وجاراه مراسل الهدهد بالسكوت.

كلام زياد للهدهد كان على هامش ندوة اقامها المعهد الإقليمى للأهرام في قاعة توفيق الحكيم بمبنى الاهرام، وضمت الندوة نخبة من صحافيي الاهرام على راسهم الدكتور حسن ابو طالب الذي ادار الندوة ومحمد حبوشة وامال بكير، ومنى رجب بالاضافة الى عدد قليل جدا من الصحافيين الضيوف.

زياد فتح قلبه وكتاب حياته الفنية والشخصية مع تحفظ كبير بالاجابات حتى لا يقع بالمطبات السياسية فجائت اجوبته متمحورة حول الوضع اللبناني وانتقاد الكيان المؤسساتي الغير موجود اساسا حسب تعبيره، وقال كيف نتكلم عن الموسيقى ودعمها وسرقات الالحان في بلد لم يستطع ان يعيد ابنائه المهجرين الى قراهم، وكيف من الممكن في بلد لا ماء فيه ولا كهرباء ان تقوم بتنظيم المعاهد الفنية او المؤسسات الحامية للملكية الفكرية، منتقدا غياب الدعم الرسمي للموسيقى في لبنان واقتصار الامر على بعض الدعم الخاص الذي غالبا ما ياتي خجولا، وتتطرق الى محاولاته لدعم نفسه بنفسه واقامة ستديو التسجيل الخاص به واتكاله على ايرادات الحفلات والمسرحيات التي كان يقدمها.

زياد وردا على سؤال عن جوزف صقر، بدا عليه التاثر لفقدانه هذا الشخص العزيز، الذي لم يستطع العثور على بديل له للان، فجوزف لم يكن مطربا بالمعنى الصحيح بل كان مؤديا، وتذكر زياد كيف كان يطلق النكات هو وجوزف كل ما ارادا الصعود الى المسرح للغناء خصوصا وان لا دخل لهما بالغناء الصحيح، وذكر ايضا تجربته مع سامي حواط الذي وكما قال عنه ينسى مخارج الحروف في غنائه فيشوه الاغنية كلها فاضطر ان يسجل الاغنيات " نوتة نوتة" باشارة الى الجهد الكبير الذي بذله معه.

عن فيروز كان الكلام مختلفا والاجوبة دلت على احترام شديد وتشديد على ان امور فنها ملكها هي وحدها وبالتلي هي التي تملك الاجوبة الشافية، " ولا بد ان نذكر هنا ان الاجوبة ربما تكون مع ريما وليس مع فيروز وهذا امر شائع ومعروف في لبنان بان ريما ابنة فيروز هي المتحدث الرسمي باسم الفنانة الكبيرة وبدا زياد وكانه يتحاشى المواجهة مع اخته المعروفة بمواقفها الصلبة"، وقال عن الالبوم الجديد ان اخر تسمية له كانت " أى فى أمل" لكنه قد يتغيير، وسيتضمن العمل الجديد بعضا من التراث الرحباني مع تحديثات لحنية من خلال اضافة الات جديدة وتوزيع جديد.
زياد تكلم ايضا عن تفاصيل اربع اغنيات لحنها رياض السنباطي للسيدة فيروز، واشار الى ان التسجيل تم عام 1997 وتمت اعادته ثلاث مرات لمشاكل تتعلق ببعض المقاطع، وتحفظ بباقي التفاصيل باعتبار هذه الاغنيات كنزا كبيرا حتى ان احد الحضور شبه التعاون بين السنباطي وفيروز كالتعاون بين محمد عبد الوهاب وام كلثوم.

عن حفله الافتتاحي لمهرجان القاهرة للجاز قال زياد ان العزف تضمن اخطاء كثيرة بسبب الاجواء المحيطة بالحفل، كالجمهور والتدريبات وامور اخرى، لكنه اكد انه كان سعيدا لان الاخطاء كانت تمر دون ان ينتبه لها احدا، باشارة منه على عدم رضاه فنيا عن ادائه، ولدى سؤاله عما اذا كان سيعيد الكرة ويعزف في ساقية الصاوي راوغ وناور وتهرب من الاجابة، لكن اللافت وكما لاحظ مراسل الهدهد ان الاهرام بصدد التحضير لحفل كبير لزياد مستقبلا حيث سيكون ربما في دار الاوبرا .

فادي عاكوم
الاثنين 15 مارس 2010