نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

عن روسيا وإيران شرق المتوسّط

08/05/2024 - موفق نيربية

( في نقد السّياسة )

05/05/2024 - عبد الاله بلقزيز*

أردوغان.. هل سيسقطه الإسلاميون؟

03/05/2024 - إسماعيل ياشا

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام


سلطنة عُمان لاتزال تبحث تجديد الفقه ومواكبته للمستجدات بتوجيهات السلطان




مسقط ـ عاصم الشيدي - يعتقد البعض أن ثمة مفارقة غريبة حديثة في سلطنة عمان خلال الأيام الماضية حينما عقدت ندوة لتطوير الفقه الإسلامي وجعله متواكبا مع المتغيرات التي تحدث في العالم. واعتقاد المفارقة يتأتي من خلال معرفة أن القوى الإسلامية والسلفية آخذت في الصعود واخذ الأماكن التي حرمت منها خلال عقود طويلة.


مسقط ـ عاصم الشيدي - يعتقد البعض أن ثمة مفارقة غريبة حديثة في سلطنة عمان خلال الأيام الماضية حينما عقدت ندوة لتطوير الفقه الإسلامي وجعله متواكبا مع المتغيرات التي تحدث في العالم. واعتقاد المفارقة يتأتي من خلال معرفة أن القوى الإسلامية والسلفية آخذت في الصعود واخذ الأماكن التي حرمت منها خلال عقود طويلة.


سلطنة عُمان لاتزال تبحث تجديد الفقه ومواكبته للمستجدات بتوجيهات السلطان
لكن تلك الغرابة ستتلاشى حينما يعرف المتابع أو القارئ أن هذه الندوة وصلت إلى النسخة الحادية عشر، وسط حضور ضخم من كبار علماء الإسلام من مشرق الأرض ومغربها. وليس غريبا أيضا أن يصل المجتمعون في نهاية الندوة إلى اتفاق يبدو عاديا لكنه يحمل دلالة مختلفة في هذه المرحلة الملتبسة من مراحل الأمة العربية وهي أن "الوسطية مظهر من مظاهر الشريعة في جميع الجوانب، وهي أداة من أهم أدوات ضبط التجديد محذرة من الإفراط والتفريط".
 
وشددت الندوة على أهمية أن يتناول التجديد القضايا العامة لا مجرد القضايا الخاصة؛ لأن الفقه يعالج الأمرين معا لاسيما القضايا السياسية، إذ لا بد من طرحها في المجامع الفقهية فضلا عن غيرها".
 
لم تتحدث أوراق الندوة "المهمة" التي أتت بتوجيهات من السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان نفسه، عن القضايا السياسية، أو عن الربيع العربي، لكنها لم تغيب عنه تماما أيضا، وكان "الربيع" موجودا على هامش حوارات الندوة، وبين أروقتها.

 وقال سماحة الشيخ احمد بن حمد الخليلي المفتي العام في سلطنة عمان "ان العناية بالشريعة الاسلامية والبحث عما في طوايا كنوزها من حلول لمشكلات الامة ومن فوائد تعود على الانسانية بأسرها مطلب انساني وهو بالنسبة إلى هذه الامة مطلب ديني لأن هذه أمانة في أعناقها وعلى علماء الشريعة جميعا أن يحرصوا على أن يوجهوا هذا الخير إلى الانسانية لأن الانسانية عطشى إلى هذا الخير فقد فقدت ما يجمع شتاتها وما يحل مشكلاتها ولن تجد حلا لمشكلاتها إلا في طوايا الشريعة الاسلامية".
 
من جانبه يرى الشيخ علي جمعة مفتي الديار المصرية أن الفهم ينبغي أن يكون "لمصادر الشريعة الغراء والفهم ينبغي أن يكون لتلك الآراء التي صدرت من الأتقياء الانقياء عبر العصور من المجتهدين العظام والفهم يجب أن يكون أيضا للواقع المعيش وهو يتغير من لحظة إلى لحظة.. هذا الواقع بعوالمه عالم الاشياء و الاشخاص و الاحداث و الافكار و النظم يجب على الفقيه أن يدركه اإدراكا واعيا ونحن نريد أن نعرف كيف نصل بين فهمنا للمصادر والفرص وبين واقعنا حتى نحقق مقاصد الشريعة الغراء ومصالح العباد والبلاد وحتى نلتزم بما تركوه لنا من اجماعات لم يختلف فيها اثنان وحتى نصل بذلك إلى التمكن والتمكين في الأرض ولذلك فهذا المؤتمر أتى في وقته .. أتى من أجل أن يسير خطوة إلى الأمام.. أتى من أجل أن نجتمع على الخير في الدنيا حتى نجتمع على الخير في الآخرة".
 
أما فضيلة الشيخ وهبة الزحيلي رئيس رابطة الشام فإنه يؤكد على ظاهرة التجديد في الفقه الإسلامي وعلى تفعيل توصيات الندوات، إلا أنه يقول " كنت دائما وما زلت استغل لقائي بالرؤساء و اطالبهم بهذا المطلب الكريم فلا أجد اذنا صاغية وكأنهم يقولون بلسان الحال لقد اصبح هذا ملك ومطويات التاريخ ونحن الآن امام غزو حضارة ينبغي ان نتفاعل معها واقول في نفسي أي حضارة بنيتموها في ظل هذه القوانين ما بنيتم إلا القتل والتشريد والدمار والتخلف و الابادة الجماعية وانتهاك حقوق الانسان في كل مكان، ديننا خير دين يحقق للناس قاطبة هذه المعاني الكريمة دون فتح أي مجال لنظرة عنصرية او طائفية او عنصرية كل فقهائنا ترمق انظارهم إلى مثل هذا فلذلك فإننا نحن سنسير على الدرب ....فالإسلام كفيل بتحقيق العدل بين الجميع".
 
أما آية الله احمد مبلغي من علماء حوزة قم بإيران، أكد على أن العنوان المختار للندوة جاء من منطلق رؤية واعية واستيعابية جدا حيث أن التنظير يتضمن عناصر أهمهما عنصران وهما الإكثار من جميع المفاهيم والتلاقح والتوالد بين هذه المفاهيم، وإذا كانا هما الاساسان للنظرية فيمكن القول أن النظرية الفقهية في واقعها توفير الفرص داخل الاطار الفقهي امام المفاهيم لخروجها من العزلة.
 
 وقال إن دور النظرية الفقهية هو تهيئة الأرضية لإيجاد حالة المواجهة بين مفاهيم القضايا حتى لا يفهم مفهوم بشكل مستقل عن فهم مفهوم آخر. وأضاف أن  الفقه البعيد عن النظرية لا ينفذ في العلاقات الاجتماعية بين القضايا وبالتالي لا يحصل على فهم الهوية الحقيقية لكل من القضايا الاجتماعية وبالتالي لا يتمكن هذا الفقه لا يتمكن اعطاء احكام هذه القضايا بشكل دقيق ومنطقي.
 
وأوصت ندوة تطور العلوم الفقهية في عمان (النظرية الفقهية والنظام الفقهي) في ختام انعقادها بالعناية بالتراث الفقهي في كل المذاهب تأصيلا وتطبيقا في ضوء التنظير الفقهي، مع المقارنة بين المذاهب الإسلامية المختلفة لبيان القواسم المشتركة والأصول الواحدة؛ ليعطي ذلك مزيدا من التفاعل الفكري والترابط العقلي.
 
كما أكدت على أن الفقه الإسلامي فقه قادر على استيعاب المستجدات ومعالجتها على ضوء الكتاب والسنة وسائر أصول التشريع الإسلامي، وعلى المسلمين أن يستعيدوا الثقة في فكرهم وتراثهم ومشروعهم الحضاري، وأن تعكس برامج الفقه والدراسات الإسلامية هذه الثقة في التواصل والمتابعة والأمل بتسديد الأمة ومستقبلها.

عاصم الشيدي
الاحد 29 أبريل 2012