نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص


صباح الوطن.. يا نائبات الأمة





صباح الخير يا نساء الوطن..
صباح النساء يا كويت الديموقراطية..
صباح الكويت أيها العالم..
صباح الأمة يا نائبات الأمة: معصومة، أسيل، رولا، سلوى..
وصباح الأمل يا ذكرى.


.أخيرا، وبعد اربع سنوات وحسب على نيل المرأة في الكويت حقوقها السياسية، فوجئ العالم كله بفوز المرأة الكويتية في انتخابات مجلس الأمة بأربعة أسماء، ووصولها إلى قاعة البرلمان مكللة بغار الثقة الشعبية الخالصة في إنجاز لا يشبه أي إنجاز آخر في المحيط الجغرافي ولا في العمق التاريخي للمنطقة العربية بأكملها.
ومن اللافت أن هذه الأسماء الأربعة كادت أن تكون خمسة لولا بعض الظروف الانتخابية التي عاندت المرشحة «الانتحارية» ذكرى الرشيدي في دائرتها الصعبة، وأعاقتها عن الوصول النهائي على الرغم من اجتهادها في تحدي الفرعية والقبلية والذكورية المضاعفة، وهو اجتهاد أدى إلى حصولها في النهاية على نتيجة مشرفة فاجأت الأقربين منها قبل الأبعدين في طول البلاد وعرضها.
والإنجاز التاريخي الذي انتظرته نساء الكويت على مدى نصف قرن من الزمان، أي منذ بداية الحياة البرلمانية في الكويت، تحقق فجر أمس بوصول معصومة المبارك وأسيل العوضي ورولا دشتي وسلوى الجسار إلى قاعة عبدالله السالم عبر طريق مفروشة بالنضالات الجماعية لنساء الكويت والفردية لكل من الناجحات على حدة، ومسيَّجة بثقة الشعب الكويتي بمختلف أطيافه وتلاوينه السياسية والقبلية والطائفية والطبقية أيضا. واذا كانت النساء الأربع قد قطفن ثمار ما زرعنه من بذور الإصرار والجد والاجتهاد في العمل على بلوغ الهدف، فإن الشعب الكويتي هو صاحب اليد الطولى في ما تحقق من نتيجة نهائية غيّرت وجه الكويت الذكوري، وكشفت عن نصفه الأحلى عندما أعادت رسم ملامح الخريطة السياسية للبلاد من جديد بألوان أكثر إشراقا وحيوية.
ولعل المرأة الكويتية هي الأولى في البلاد العربية التي تصل الى البرلمان عبر انتخابات حرة ومباشرة وعامة بعد مرور اربع سنوات على تمكنها من ممارسة حقوقها السياسية بمحض إرادتها الحرة، واجتهادها الخالص غير متكئة على إرث حزبي، ولا قائمة مفصلة على المقاس المشترك للجنسين، ولا «كوتا» نسائية بحتة. وها هي المرأة الكويتية تلحق بالمسيرة العربية على صعيد مشاركة النساء البرلمانية من خلال أربع نائبات تمثل نسبتهن الى العدد الكلي لاعضاء مجلس الأمة الخمسين نسبة المشاركة نفسها للمرأة في البرلمانات العربية وهي 8.5% وفقا لإحصاء أجري عام 2005.
لكن المرأة الكويتية تفوقت في تجربتها البرلمانية الأولى على زميلاتها العربيات بشكل لافت، فعلى سبيل المثال، وصلت المرأة المغربية الى برلمان بلادها بعد 30 سنة من حصولها على حقها في ذلك، وفي سوريا بعد 20 سنة، وفي مصر بعد 19 سنة، وفي الأردن بعد 15 سنة، وفي لبنان بعد 11 سنة. وغالبا كانت تصل المرأة في تلك البلاد عبر قائمة الحزب أو الوراثة العائلية أو الكوتا، وهذا يعني ان المرأة الكويتية أصبحت منذ المرة الأولى المرأة الأولى في خريطة العرب البرلمانية.
لقد خطت خطوتها الجبارة تلك بطاقتها المستمدة من ثقة شعب يستطيع صناعة المعجزات ببساطة وبداهة وعفوية.. إن أراد.

سعدية مفرح
الاثنين 18 ماي 2009