نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

عن نافالني… بعد أربعين يوماً!

27/03/2024 - موفق نيربية

أوروبا والسير نحو «هاوية»...

18/03/2024 - سمير العيطة

( خيار صعب لأميركا والعالم )

18/03/2024 - عبدالوهاب بدرخان*

لماذا لم يسقط نظام الأسد؟

17/03/2024 - يمان نعمة


طفلة من إدلب تستفز روسيا بتغريداتها على "تويتر"




بحسابٍ شخصي لم يبلغ عدد متابعيه الـ 700 متابع في مواقع التواصل الاجتماعي، وتغريدات لم يتجاوز عددها الـ 13 تغريدة، أقلقت الطفلة السورية "حلا" الخارجية الروسية، وأجبرت المتحدثة باسمها على عقد مؤتمر صحفي طارئ بشأنها.


الطفلة حلا
الطفلة حلا
 

ظهر مؤخراً حساب شخصي على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" باسم "حلا"، تعود ملكيته لطفلة سورية في السادسة من عمرها، تعيش مع والدتها في مدينة إدلب، وتنشر من خلاله نداءات باللغتين العربية والإنجليزية، بهدف توجيه الأنظار الدولية نحو المعاناة التي يعيشها أطفال سوريا عامة، وفي المناطق الخارجة عن سيطرة قوات النظام خاصة.

وشهد الحساب إقبالاً جيداً بالنسبة لانطلاقته نهاية تموز الفائت، حيث وصل عدد متابعيه لما يقارب الـ 700 متابع، ومشاهدات لمقاطعها المرئية لم تتجاوز الـ 4 آلاف، إلا أنه شهد رواجاً إعلامياً كبيراً في اليومين الماضيين، عقب مؤتمر صحفي عقدته المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية "ماريا زاخاروفا" في 29 آب الماضي، اتهمت فيه وسائل إعلام غربية وأمريكية بالوقوف خلف إدارة هذا الحساب.

قلق روسي

واتهمت الخارجية الروسية حساب "حلا" بأنه مشروع دعائي يهدف إلى ضمان التغطية الإعلامية لضربة غربية محتملة على سوريا إثر استفزاز كيميائي في إدلب، مشيرةً إلى أنه قد يلعب دوراً محورياً في تحقيق السيناريو المحتمل في إدلب ضد قوات النظام".

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية "ماريا زاخاروفا" في مؤتمر صحفي نقلته وسائل إعلام روسية: "لا يمكننا استبعاد أن هذا الحساب هو الذي سيظهر للعالم لقطات هدفها أن تؤكد الاستخدام المزعوم للأسلحة الكيميائية من قبل قوات النظام ضد المدنيين، وقد شاهدنا كل هذه الأمور في وقت سابق".

وأضافت "زاخاروفا" أن حساب "حلا" مثال للنهج الاستهتاري والمصاغ بدقة، والتقليدي للشركاء الغربيين في مجال الدعاية بالاتجاه السوري، مشيرةً إلى أن "حلا" تواصل الآن مهمة حساب الطفلة "بانا العابد" الذي نشر بشكل نشط تدوينات منها باللغة الإنجليزية خلال ذروة العملية العسكرية على مدينة حلب عام 2016، وأن كلا الصفحتين تستخدمان عبارات وكلمات مماثلة.

وادَّعت المتحدثة باسم الوزارة أن من بين متابعي الحساب 5 من أبرز وسائل الإعلام العالمية، منها "BBC" البريطانية و "Huffington Post" و "Buzz feed" و"إذاعة الحرية" الأمريكية، معبرة عن استغرابها من هذا الاهتمام الكبير بالقول: "يا لهذا الاهتمام الكبير بطفلة! بالطبع، هي الطفلة الوحيدة في إدلب التي يجب إيلاء الانتباه إليها أليس كذلك؟ ومن ثم يحاولون تدريسنا ويزعمون أننا نقوم بالدعاية".

وختمت "زاخاروفا" بالتأكيد أن هذه المشاريع تم ابتكارها وتحقيقها سابقاً من قبل شركاء روسيا الغربيين بقوة الآليات الإعلامية والدعائية، مشددة على أن استغلال الأطفال ومعاناتهم، واستخدامها لمثل هذه الأهداف أمر غير مقبول على الإطلاق.

وفي تصريح خاص لموقع "تلفزيون سوريا" نفت والدة الطفلة "حلا" ارتباط حساب ابنتها على "تويتر" بأي جهة إعلامية أو سياسية داخلية كانت أم خارجية، مؤكدةً أنها المسؤولة الوحيدة عن إدارته، ولا وجود لأي وسيلة إعلامية أمريكية أو غربية بين متابعيه.


 

عرابة حلا والدتها

وبحسب والدة الطفلة، فقد أطلقت الحساب على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" نهاية شهر تموز الفائت، بهدف إيصال صرخة الأطفال المحرومين الذين وجدوا على هذه الأرض التي لا تعرف سوى القصف والموت اليومي، مشيرةً إلى أنها صاحبة العبارات والكلمات المبعثرة التي تطلقها ابنتها "حلا"، وأنها تقوم بعملية التصوير والتوثيق عبر هاتفها المحمول.

وبيَّنت والدة الطفلة أنها عمدت إلى إطلاق النداءات عن طريق مقاطع مرئية كان أولها "أريد أن أتكلم، والعالم كله يسمع صوتي"، بغية لفت الأنظار إلى المجازر والانتهاكات المتكررة التي يتعرض لها الأطفال والنساء والشيوخ في المناطق الخاضعة لسيطرة قوات المعارضة يومياً، ولا سيما بعد تجاهل المجتمع الدولي لمئات النداءات السابقة.

وأكدت والدة الطفلة أن استخدام اللغة الإنجليزية في المقاطع المرئية التي تنشرها في حساب طفلتها "حلا" جاء من منطلق شخصي، كونها تخاطب في تغريداتها المجتمع الدولي والأمم المتحدة التي تفهمها جيداً.

 

حلا تحلم بلقاء والدها

وبدورها، عبرت الطفلة "حلا" صاحبة المقاطع المرئية والصور لموقع "تلفزيون سوريا" عن سعادتها بنتيجة تفاعل أشخاص من جميع أنحاء العالم على ما تقدمه من نداءات على حسابها في "تويتر"، وبدء وصول صوتها للعالم شيئاً فشيئا، مضيفة: "أحلم بالذهاب إلى روضتي واللعب دون خوف من الطائرات".

وأعربت "حلا" عن أملها بانتهاء الحرب في سوريا، والعثور على والدها المفقود منذ 3سنوات، دون معرفة أي شيء عن مصيره أو الجهة المسؤولة عن اختطافه.

ومن جهته، نفى فريق التواصل الإلكتروني في وزارة الخارجية الأمريكية ما ادَّعت به المتحدثة باسم الخارجية الروسية، عبر تغريدة في حسابه الرسمي في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" جاء فيها: "ادَّعت المتحدثة باسم الخارجية الروسية أن هناك مشروعا دعائيا على تويتر، وقالت إن من بين المتابعين وسائل إعلام غربية، لكن حينما تراجع الحساب لا تجد بين متابعيه أيا من القنوات المذكورة"، واصفاً هذه الادِّعاءات بـ"مجرد مشروع دعائي روسي"

روسيا تخاف من "بانا" جديدة

وفي سياق متصل، أوضح مسؤول المكتب السياسي لـ"لواء المعتصم" العامل في ريف حلب "مصطفى سيجري" لموقع "تلفزيون سوريا" أن الادِّعاءات الروسية بما يخص إدارة حساب الطفلة "حلا" وتوجهاته لم تكن سوى خطوة استباقية تهدف إلى التشكيك بمصداقية التوثيقات التي ستخرج من الداخل السوري، لما نتوقع أن يرتكبه الطيران الروسي من جرائم بحق المدنيين في إدلب خلال الأيام القليلة القادمة.
ولفت "سيجري" إلى أن الخوف من حصول الطفلة "حلا" على اهتمام إعلامي دولي كبير، على غرار ما أحرزته الطفلة "بانا العابد" من اهتمام بما كان ينشر على حسابها الشخصي أثناء الحملة العسكرية التي كانت تشنها قوات النظام على مدينة حلب عام 2016 هو ما يثير قلق روسيا ويستفزها، مضيفاً: "روسيا تخشى الإعلام بشكل كبير، خاصة عندما يعمل على فضح الجرائم التي ترتكبها بين الحين والآخر أمام العالم الغربي، وهي تسعى دائماً لتضليل ما يصدر عن إعلامنا الثوري لتبييض صفحتها ورد الشبهات عنها".

وكانت الطفلة السورية "بانا العابد" قد أطلقت حساباً مشابهاً قبل عامين، نقلت خلاله معاناة المدنيين المحاصرين في أحياء حلب الشرقية، وحصدت أكثر من 320 ألف متابع في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، ونقلت كبرى وسائل الإعلام العالمية تغريداتها، كما صنفتها صحيفة "تايم" الأمريكية ضمن قائمة أكثر 25 شخصية مؤثرة عبر شبكة الإنترنت، وسط ادعاءات روسية وإيرانية بأن الاستخبارات الغربية والعربية الموجودة في أحياء حلب الشرقية هي صاحبة الصفحة، ووضعوا صورة الطفلة كواجهة إنسانية لرسائلهم.

 


أحمد عبيد- تلفزيون سوريا
الجمعة 7 سبتمبر 2018