نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي


عام على كارثة الطائرة التركية ذكريات مؤلمة و أثار لم يمحها الزمن




امستردام - كريمة ادريسي - يوم الخامس والعشرين من فبراير الجاري، تكون قد مرت بالتحديد سنة على كارثة سقوط طائرة البوينغ التابعة للخطوط التركية بمطار شييبول الدولي الهولندي. وبالمناسبة، سيرفع الستار عن نصب تذكاري وضع بمكان الحادث الذي أودى بحياة تسعة ركاب معظمهم من طاقم الطائرة.


عام على سقوط الطائرة التركية بمطار سخيبول الدولي
عام على سقوط الطائرة التركية بمطار سخيبول الدولي
في صباح مثل هذا اليوم من العام الماضي، كان الامر يبدو عاديا جدا خين انطلقت الطائرة من مطار استانبول اتاتورك التركي متوجهة الى هولندا وعلى متنها 135 مسافرا. كانت رحلة هادئة لدرجة ان الاختين هاجر وجهاد غطتا في النوم ولم تعيرا اهتماما لتعليمات السلامة الروتينية التي كانت احدى المضيفات تدلي بها بالقرب منهما تماما. وجهاد وهاجر واختهما أسماء صاحبات برنامح تلفزيوني معروف جدا، يدعى" بنات الحلال" وقد ذهبن ثلاثتهن في حلة لاجل برنامحهن الا ان اسماء لم ترافقهما في العودة.
في وقت متأخر من نفس الصباح، ارتطمت الطائرة بالارض فوق احد المروج القريبة من المطار وعلى بعد كيلومتر فقط من اقرب ممر للهبوط بمطار سخيبول الهولندي.

و استيقظت جهاد بالقرب من اختها وفتحت باب النجاة بالقرب منها بسهولة دون ان تستوعب ما يحدث بالضبط. والان وبعد مرور سة على الحادث، لا تزال جهاد تعاني من اثار الحادث، حيث تقول. " من يوم الحادث، يتملكني الخوف. لسيطر على احساس دائم ان مصيبة ما ستحدث، اما لي او لاحد من عائلتي او من الناس الذين احبهم. حين تمرض والدتي، افكر انها ستموت، حتى وام كانت لا تشكو من شيء الا من ارتفاع حفيف في الحرارة مثلا. ولذلك طلبت المساعدة من فالك".

فالك معهد صحي متخصص في علاج الخوف من الطيران، ظهر للوجود قبل عشرين عاما بالتحديد، ويحتقل هذه الايام بذكرى تأسيسه. كما يقدم المعهد ايضا مساعدة خاصة لمن تعرض لحادث طائرة. وفي هذا الاطار يشرف المعهد على مجموعة من ضحايا الطائرة التركية بما فيهم جهاد التي رفضت هذه المساعدة في البدء تماما لكن تقبلتها في الاخير.

ويقول مدير المعهد لوكاس فان خرفن في حديث اذاعة هولندا العالمية: " نساعدهم للتغلب على اثار الكارثة وللتحكن في الخوف الذي يمتلكهم. ان من يعاني من حوف عادي من الطيران تسهل مساعدته، احيانا تكفي قراءة كتاي عن فوبيا الطيران للسيطرة على الخوف، ولكن الامر يختلف اذا كان الشخص قد تعرض لحادث، اذا غالبا ما يحتاج لتدخل احد اخصائيينا النفسيين". وهكذا وجدت جهاد طريقها نحوهم ليساعدوها.

تابعت هاجر في البداية برنامجا للمساعدو يتكون من خطوتين. في البداية شرحوا لها بالنعهد ويتفصيل دقيق مصادر الخوف، لماذا يخاف الانسان وما تأثير ذلك على بعض الاعضاء الجسدية مثل القلب. واما في الخطوة الثانية فقد اخذوا جهاد الى المطار وواجهوها بطائرة وشرحوا لها تفاصيل مكوناتها، الاجنحة، المحرك وكل شيء غن الطيران.

يؤكد مدير المعهد الصحي ان حهاد اظهرت تحسنا كبيرا لدرجة انه بامكانها الان ان تستغني عن المساعدة. وهذا ما كانت تعتقد جهاد أيضا، الى ان ذهبت في رحلة بالطارة قبل ايام، نظمها المعهد نفسه احتفالا بمرور عشرين سنة على تأسيسه، واخذ في رحلة داخلية بالطائرة ضيوفه ومنهم بعض من نجا مع جهاد من الحادث وجهاد نفسها التي دعاها الطبيب المشرف عليها بالمعهد ليراقبها عن قرب.

اقتراب حلول ذكرى مرور عام على الحادث، وركوب الطائرة مع من نجا، اعاد لذاكرة جهاد تفاصيل واجواء ما حدث، فشهقت بالبكاء. شل الخوف حركتها وشعرت ان الطائرة ستهوي من جديد. وستعود جهاد من جديد لمعهد فالك للعلاج، سيما وان طبيبها طلب منها الان ان تكتب كل يوم عن الخوف التي يتنابها بتفصيل، ولمدة اسبوعين، تزوره بعدها بما دونت ليتفق معها على الخكوة المقبلة للعلاج.

كريمة ادريسي - اذاعة هولندا
الاحد 21 فبراير 2010