وطحنون الذي وُلِد عام 1969، هو شقيق وليّ عهد أبو ظبي محمد بن زايد وموضع ثقته. وعُيّن طحنون المعروف بولعه بالفنون القتالية، نائباً لمستشار الأمن القومي الإماراتي عام 2013، قبل أن يتولى منصب مستشار الأمن القومي عام 2016.
"يشرف على كل شيء"
ولفتت الصحيفة إلى أن أول تواصل رسمي بين الإمارات وإسرائيل بعد إعلان تطبيع علاقاتهما في يوليو/تموز الماضي، تَمثّل في لقاء جمع مستشار الأمن القومي الإماراتي طحنون بن زايد برئيس جهاز الموساد يوسي كوهين في أغسطس/آب الماضي، وأكّد الجانبان إثره أن "التعاون الأمني والاستخباراتي سيكون في صميم علاقات البلدين المطبّعَين للتوّ".
ولم يكن وَكْل مهمة عقد اجتماع بهذه الأهمية إلى الأمير طحنون وليد اللحظة، فعندما يتعلق الأمر بالسياسات الخارجية والأمنية، يكون طحنون هو محطّ ثقة وليّ عهد أبو ظبي والحاكم الفعلي للإمارات محمد بن زايد.
وتنقل الصحيفة عن مسؤولين غربيين سابقين قولهم إن الأمير طحنون هو المسؤول الفعلي والمباشر عن ملفات، منها الدور الإماراتي في حرب اليمن والعلاقات مع إيران، والتعاون الأمني والاستخباراتي مع كل من الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا، وغيرها من الملفات ذات الحساسية الشديدة.
في هذا الصدد تقول كريستن فونتروز المسؤولة الأمنية السابقة في إدارة ترمب الأمريكية، إن طحنون "يشرف على كل شيء"، واصفةً إيّاه بأنه شخص هادئ لكن أفعاله غير متوقَّعة "فهو اليوم معك في واشنطن، ولكنه غداً قد يكون في طهران".

الاقتصاد أيضاً
على غرار الملف الأمني والاستخباراتي، يمتد نفوذ الأمير طحنون إلى المفاصل الاقتصادية للإمارات، إذ يشغل منصب رئيس مجلس إدارة شركة أبو ظبي القابضة " ايه دي او "وهي شركة مملوكة للدولة تأسست قبل عامين، وسرعان ما أصبحت واحدة من أكثر الشركات نشاطاً في المنطقة، كما يرأس مجلس إدارة بنك أبو ظبي الأول أكبر البنوك الإماراتية، كما يشغل مناصب قيادية في كثير من الشركات والمجموعات الاقتصادية الأخرى.
وفي يناير/كانون الثاني الجاري، عُيّن طحنون رئيساً لـ"مجموعة 42"، وهي كيان مقره أبو ظبي أُنشئ عام 2018، وتصف نفسها بأنها شركة ذكاء صناعي وحوسبة سحابية، ليلتقي دوراه الاقتصادي والأمني في مكان واحد.
تحول استراتيجي
يرى محللون أن طبيعة الحكم في الإمارات وبعض الدول الخليجية تغيّرت كثيراً خلال الأعوام القليلة الماضية، فبعد أن كانت تقوم على التوازنات داخل الأسر الحاكمة، أصبحت تميل أكثر إلى سيطرة مجموعة قليلة على مفاصل الدولة السياسية والاقتصادية والأمنية.
وفي هذا السياق يقول ستيفن هيرتوغ خبير شؤون الخليج في كلية لندن للاقتصاد، إن القيادة في الخليج أصبحت الآن أكثر مركزية، مع تصاعد سيطرة شخص واحد أو مجموعة ضيقة، وتراجع في "توازنات القوى بين الإخوة والأعمام وأبناء الإخوة".
ويعتبر هيرتوغ هذا التحول تحولاً استراتيجياً، ساعد في حدوثه قدوم جيل جديد من القادة في الخليج، تَلقَّى تعليماً جيداً وله دراية كبيرة بالتطور التكنولوجي والاستخباراتي في العالم، بالإضافة إلى "نزوع شخصيات مثل وليّ عهد أبو ظبي محمد بن زايد أو وليّ العهد السعودي محمد بن سلمان، إلى الاستبداد والاستئثار بالحكم، والتعامل المباشر مع التحديات الداخلية والخارجية".