نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

عن روسيا وإيران شرق المتوسّط

08/05/2024 - موفق نيربية

( في نقد السّياسة )

05/05/2024 - عبد الاله بلقزيز*

أردوغان.. هل سيسقطه الإسلاميون؟

03/05/2024 - إسماعيل ياشا

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام


في المكسيك بلد السحر والأساطير.. العرافون ثقافة شعبية يتزايد الإقبال عليها




مكسيكو سيتي - ساندرا بارا - تتفهم المعالجة الروحانية ديلفينا نافيا وهي واحدة من المساعدين الكثيرين للمعالج الساحر الكبير أنطونيو فاسكويز ألبا جيدا أن ما يدفع الناس لطلب المساعدة دائما ما تكون أمور تتعلق بالصحة أو المال أو الحب.


في المكسيك بلد السحر والأساطير.. العرافون ثقافة شعبية يتزايد الإقبال عليها
كما أن الحياة العصرية والضغوط الحياتية والتوترات النفسية المصاحبة  يكون لها تأثير كبير على الأمراض التي تصيب الناس أو الوعكات الصحية المحسوسة.
وتقول نافيا وهي ترتدي معطفا أبيض اللون مثل الطبيب إن هذا هو المكان الذي تدخل منه طريقة العلاج النفسي، وتضيف إن الأشخاص يتعرضون للمرض لأنهم يفكرون كثيرا، ونحن نقول لهم " إنكم مرضى كما تعلمون " وأحيانا تكون أرواحهم هي التي أصيبت بالمرض وليس أجسامهم، وتكون الإصابة ناتجة عن الضغوط ومشاعر الحزن والإحساس بالعجز وهي من بين أشياء كثيرة ليس لها علاقة بالسحر.
وتلعب نافيا دور ما يعرف باسم" عامل الطاقات " مثل طاقات الروح، وتوجد مثلها نساء كثيرات يعرضن خدمات قراءة الكف وورق اللعب للتنبؤ بالغيب في أنحاء مختلفة من مكسيكو سيتي بما في ذلك المناطق التقليدية مثل الحي القديم وكويواكان وسان أنجل.
وخلال فترة الغزو الأسباني أدانت السلطات المهنة القديمة المحلية لقراءة الطالع وكذلك المعالج الروحي الذي يطلق عليه في اللغة المحلية الأصلية لسكان المكسيك " كورانديرا "، ومع ذلك فقد استمر هذا الأسلوب وأصبح اليوم يلقى إقبالا كبيرا وصار من الممارسات الشائعة التي " تستمر في تغذية المعتقدات القديمة " على حد قول عالم الأجناس أنجل أدامي سيرون لوكالة الأنباء الألمانية ( د.ب .أ).
ويعمل أدامي سيرون في المدرسة الوطنية لعلم الأجناس والتاريخ التي تعد المؤسسة الرئيسية لدراسة التاريخ وعلم الأجناس في المكسيك، وهو مسئول عن تنظيم الاجتماعات السنوية للعرافين والمعالجين الروحيين.
وثمة أماكن مثل سوق سونورا بوسط مدينة نيو مكسيكو تحولت إلى مراكز تجذب الأشخاص الذين يعتقدون في السحر، إلى جانب أشخاص يؤمنون بالقوى الروحية ويسعون إلى الحصول على أشياء تتراوح بين خلطة من الأعشاب لتحسين حظهم في الحياة أو سحرة يقومون بأعمال سحرية وفقا للمهمة المطلوبة منهم ويروجون " تعويذاتهم ".
وثمة أماكن أقل تنوعا ولكن تلقى نفس القدر من الأتباع وهي المقاهي حيث يبدي الأشخاص الذين يزعمون أنهم يتمتعون بقوى روحية وخبرة  استعدادهم نظير أجر لقراءة الطالع عن طريق الكف أو ورق اللعب أو حبات الرمل أو القواقع أو بالنظر إلى كرة بللورية، وتعد نورما جوتيريز واحدة من هؤلاء العرافين وهي شخصية تبدو عادية المظهر وتزعم أن المرء يحتاج إلى قدر كبير من " القوة " ليستطيع قراءة ورق اللعب.
ومن مكتبها المطلي باللون الأصفر والمغطى بالستائر البيضاء داخل مقهى بالمنطقة الوردية التجارية بمكسيكو سيتي تقول جوتيريز إن مهنتها بعيدا عن كونها " شريرة " تقدم " إرشادا روحيا وعاطفيا "، وتضيف إن مهامها تعد جزءا من " قدرة العراف التي لا تورث " ، وتوضح أنه يجب على العرافين أن يتدربوا على الأداء مثلما هو الحال في أية مهنة أخرى.
كما توضح أنه باستطاعة أي شخص أن يقول أنه ولد بموهبة القدرة على قراءة الطالع وتتفق مع الرأي القائل بأن كل البشر لديهم موهبة ما، وتقول غير إنه إذا لم يدرس العراف أسرار مهنته فلن تفلح معه الموهبة.
وهناك مجموعة أخرى توجد في الجانب الآخر من المدينة يطلق عليها إسم " شامان المكسيك " وهم الكهنة الذين يعالجون بالسحر، ويقولون إنهم يواصلون تنفيذ الممارسات التقليدية المتوارثة والشائعة في مختلف أنحاء البلاد وفي المناطق التي يعيش فيها السكان الأصليون، ويقول أحد أعضاء هذه المجموعة يعرف نفسه بأن اسمه ألبرتو فقط إنه حصل على المعرفة بهذه الطريقة العلاجية من سيدة معلمة، ويوضح أن طريقته تستقي أسلوبها من تراث ثقافي مكسيكي ينتقل من جيل إلى جيل.
وقال ألبرتو وهو من أبناء ولاية موريلوس بوسط المكسيك لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب. أ ) إن أسلوب الشامانية وهو مذهب الاعتقاد بالروحانيات يعد جزءا من ثقافة البلاد، ويشير إلى أن الشرائح العادية من المجتمع ليست على وعي بوجوده ولكن المذهب الحقيقي للشامانية هو ثقافة لأنه ينقل التعاليم مثل طرق الحصاد والحصول على الماء والعناية بالطبيعة والطب التقليدي من جيل لآخر.
وتؤكد نورما جوتيريز أنها غير مهتمة بالمنافسة من جانب العرافين الذين يستخدمون التقنيات الحديثة مثل الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعيلعرض خدماتهم.
وتقول إن الزبائن يجربون هؤلاء عبر وسائل الاتصالالجديدة لفترة ما ولكنهم يعودون إلى العرافين التقليديين مرة أخرى عندما يشعرون بمزيد من الشكوك بداخلهم ذلك لأن الوسائل الحديثة لا تتضمن المقابلة أو القراءة الشخصية للشاكي.
أما ديلفينا نافيا مساعدة المعالج الساحر الكبير فتقول إنها تنتابها كثير من مشاعر الرضا من جراء مساعدة الآخرين، وتضيف إنها تحب أن تقدم الخدمات للناس حتى يشعرون بالتحسن والرضا وأن يفرغوا رؤوسهم من كثير من الأمراض.
والعنصر الديني موجود على الدوام وهو ما يعزيه عالم الأجناس أدامي إلى حقيقة أن أسلوب العلاج " قد تغير بشكل يتماشى مع احتياجات الناس عبر تاريخ المكسيك ".
ويوضح أن المكسيك دولة لا تزال نتيجة تاريخها العتيق مخصبة بالأساطير والسحر والآلهة التي ميزت الحضارات القديمة والمجتمعات الأصلية التي كانت موجودة قبل الغزو الأسباني، وذلك على الرغم من التأثير الكبير للكنيسة الكاثوليكية والمجموعات الدينية الأخرى التي كان لها تأثيرها خلال الأعوام الأخيرة.

ساندرا بارا
الاحد 15 أبريل 2012