
نساء الصعيد المصري أثناء العمل المنزلي و أعداد الطعام
يقول القاص القناوي الطيب أديب: "لا تنتهي معاناة مبدعات الجنوب المصري عند قيود المجتمع ، بل تمتد إلى معاناتهن مع مؤسسات النشر الأدبي وتجاهل وسائل الإعلام لهن ولإبداعهن. وقد ذاع صيت تلك المعاناة حتى أفردت قناة /سي بى اس/ الأمريكية برنامجا خاصا بثته مؤخرا ورصدت فيه جوانب من معاناة مبدعات الجنوب المصري و العادات والتقاليد الموروثة في صعيد مصر وما تمثله من إعاقة لمسيرة المرأة المبدعة".
وترى القاصة أمل هاشم أن مشكلة المبدعة الجنوبية مع المجتمع مشكلة متعددة الجوانب ، فهي تعانى من الموروثات الاجتماعية والمجتمع الذكورى الذي ينظر لها على أنها مجرد أنثى ويتجاهل كونها مبدعة.. والمبدعة متمردة بطبعها "وحين تكون الأنثى مبدعة تكون المشكلة أكثر تعقيدا حتى مع زميلها المبدع الذي لايزال ينظر إلى المرأة المبدعة على أنها تأتى إلى المنتديات والأمسيات الأدبية لتضيع وقتها ، فيحاول - وغالبا باسلوب سمج - استدراجها والإيقاع بها لتصبح عاشقة ومحبة له وان الخطر الأكبر يكمن في مضايقات وملاحقات زملائها المبدعين لها".
وتضيف :"إذا كان المجتمع الجنوبي يقدر ويغفر خروج المرأة للعمل نتيجة الظروف الاقتصادية ، لكنه لا ينظر للأدب باعتباره مهنة تجبر صاحبتها على الخروج ، بل ينظر إليه باعتباره -للأسف- نوعا من الترف ووسيلة لتضييع الوقت واستجابة لتلك النظرة.. فان المبدعات يؤثرن السلامة خوفا من غضب الأهل ، فتكتفي المبدعة بإنتاجها القليل وإرساله للنشر مما يؤدى في النهاية إلى عزلتها وأحيانا أخرى إلى قتل موهبتها ، فالإعلام لن يسعى إليهن وهو في ذلك معذور ، فليس معقولا أن ينتقل الإعلام للبيوت".
وللخروج من هذه الأزمة ، ترى الكاتبة هدى خليل ، رئيسة تحرير مجلة " نفرتارى" ، أنه يتعين على المبدعة إحداث نوع من التوازن ، أو الموائمة بين متطلبات إبداعها وبين عادات المجتمع الجنوبي ، بمعنى أن تستجيب لقيود المجتمع بالقدر الذي لا يؤدى إلى الضرر بها كمبدعة وتلك الاستجابة ليست اقتناعا بتلك العادات وإنما تجنبا لمشكلات قد تؤذى أسرتها .
واستبعدت أمل هاشم إحداث تغيير أو مراجعة شاملة في نظرة المجتمع وتمسكه بعاداته وتقاليده ، مؤكدة أن ذلك يحتاج لثورة في كافة نواحي الحياة "ولن يجدي معها ثورة فرد بعينه".
أما الشاعرة مها جمال ، فترى أن العادات والتقاليد في صعيد مصر تعد من العقبات الكبرى التي تواجه المبدعة وتعيقها عن مواصلة مسيرتها "فالمبدعة لا تستطيع الخروج من البيت ليلا أو السفر للمشاركة في احد المهرجانات أو الندوات أو معرض الكتاب".
وتروى الشاعرة فاطمة صديق أن إحدى المبدعات الجنوبيات طبع لها كتاب وتمت مناقشته في معرض الكتاب وهى لا تعلم بذلك ، وتضيف أن البنت الجنوبية إذا كتبت أدبا ، سواء كان شعرا أو قصة لا تستطيع التعبير بصدق عما بداخلها من عواطف ، لان ذلك يعد " عيبا" في المجتمعات المحافظة ، بخلاف الرجل الذي يجد حرية كافية ووقتا يسمح له بالكتابة والسفر وهو غير مشغول بأعمال البيت كالمرأة التي لا تمتلك الوقت ولا الحرية .
وتقول الباحثة الإعلامية أسماء مناع إن المرأة في الماضي كانت تعانى كثيرا من قلة روافد المعرفة وصعوبة خروجها لمكتبة ما أو لمؤتمر أو ظهورها في وسائل الإعلام المختلفة ، أماالآن ، فقد تغير الوضع وتغيرت صورة المرأة ، ومن المفترض أنها تشارك الرجل في النواحي الثقافية والاجتماعية ، لكن المرأة المبدعة بصفة خاصة في صعيد مصر فلاتزال تعانى من بعض المعوقات التي تحول دون وصول نتاجها للجمهور ، مثل ضيق المساحة الإعلامية في وسائل الإعلام المختلفة ، المقروءة والمسموعة والمرئية ، وقد يرجع ذلك لاهتمام الإعلام بالفن والرياضة على حساب الأدب والثقافة
وتضيف أن المبدعة الجنوبية لا تستطيع التعبير عما بداخلها من مشاعر ، لان اعترافاتها على الورق تعد عيبا كبيرا في نظر المجتمع ، ومن ثم يأتي إبداعها مقيدا إلى حد كبير ، هذا بجانب عدم مقدرتها على السفر أو مشاركة الرجال الجلوس على المقاهي الثقافية ، مثلا أو نوادي الأدب بصفة مستمرة .
وتنصح مناع المبدعة الجنوبية في صعيد مصر بتثقيف نفسها في زمن تتعدد فيه الروافد الثقافية من خلال الاستفادة من شبكة المعلومات الدولية "الإنترنت" في نشر إبداعها والتواصل مع الوسط الأدبي والإبداعي بكل مستوياته وألا تضيع وقتها في قضايا لا تفيد ، وان تتغلب على المعوقات التي تواجهها وان تشارك ، بجانب الرجل ، في النهوض بالمجتمع لان الإبداع الحقيقي لابد أن يتغلب وينتصر في نهاية المطاف .
وترى القاصة أمل هاشم أن مشكلة المبدعة الجنوبية مع المجتمع مشكلة متعددة الجوانب ، فهي تعانى من الموروثات الاجتماعية والمجتمع الذكورى الذي ينظر لها على أنها مجرد أنثى ويتجاهل كونها مبدعة.. والمبدعة متمردة بطبعها "وحين تكون الأنثى مبدعة تكون المشكلة أكثر تعقيدا حتى مع زميلها المبدع الذي لايزال ينظر إلى المرأة المبدعة على أنها تأتى إلى المنتديات والأمسيات الأدبية لتضيع وقتها ، فيحاول - وغالبا باسلوب سمج - استدراجها والإيقاع بها لتصبح عاشقة ومحبة له وان الخطر الأكبر يكمن في مضايقات وملاحقات زملائها المبدعين لها".
وتضيف :"إذا كان المجتمع الجنوبي يقدر ويغفر خروج المرأة للعمل نتيجة الظروف الاقتصادية ، لكنه لا ينظر للأدب باعتباره مهنة تجبر صاحبتها على الخروج ، بل ينظر إليه باعتباره -للأسف- نوعا من الترف ووسيلة لتضييع الوقت واستجابة لتلك النظرة.. فان المبدعات يؤثرن السلامة خوفا من غضب الأهل ، فتكتفي المبدعة بإنتاجها القليل وإرساله للنشر مما يؤدى في النهاية إلى عزلتها وأحيانا أخرى إلى قتل موهبتها ، فالإعلام لن يسعى إليهن وهو في ذلك معذور ، فليس معقولا أن ينتقل الإعلام للبيوت".
وللخروج من هذه الأزمة ، ترى الكاتبة هدى خليل ، رئيسة تحرير مجلة " نفرتارى" ، أنه يتعين على المبدعة إحداث نوع من التوازن ، أو الموائمة بين متطلبات إبداعها وبين عادات المجتمع الجنوبي ، بمعنى أن تستجيب لقيود المجتمع بالقدر الذي لا يؤدى إلى الضرر بها كمبدعة وتلك الاستجابة ليست اقتناعا بتلك العادات وإنما تجنبا لمشكلات قد تؤذى أسرتها .
واستبعدت أمل هاشم إحداث تغيير أو مراجعة شاملة في نظرة المجتمع وتمسكه بعاداته وتقاليده ، مؤكدة أن ذلك يحتاج لثورة في كافة نواحي الحياة "ولن يجدي معها ثورة فرد بعينه".
أما الشاعرة مها جمال ، فترى أن العادات والتقاليد في صعيد مصر تعد من العقبات الكبرى التي تواجه المبدعة وتعيقها عن مواصلة مسيرتها "فالمبدعة لا تستطيع الخروج من البيت ليلا أو السفر للمشاركة في احد المهرجانات أو الندوات أو معرض الكتاب".
وتروى الشاعرة فاطمة صديق أن إحدى المبدعات الجنوبيات طبع لها كتاب وتمت مناقشته في معرض الكتاب وهى لا تعلم بذلك ، وتضيف أن البنت الجنوبية إذا كتبت أدبا ، سواء كان شعرا أو قصة لا تستطيع التعبير بصدق عما بداخلها من عواطف ، لان ذلك يعد " عيبا" في المجتمعات المحافظة ، بخلاف الرجل الذي يجد حرية كافية ووقتا يسمح له بالكتابة والسفر وهو غير مشغول بأعمال البيت كالمرأة التي لا تمتلك الوقت ولا الحرية .
وتقول الباحثة الإعلامية أسماء مناع إن المرأة في الماضي كانت تعانى كثيرا من قلة روافد المعرفة وصعوبة خروجها لمكتبة ما أو لمؤتمر أو ظهورها في وسائل الإعلام المختلفة ، أماالآن ، فقد تغير الوضع وتغيرت صورة المرأة ، ومن المفترض أنها تشارك الرجل في النواحي الثقافية والاجتماعية ، لكن المرأة المبدعة بصفة خاصة في صعيد مصر فلاتزال تعانى من بعض المعوقات التي تحول دون وصول نتاجها للجمهور ، مثل ضيق المساحة الإعلامية في وسائل الإعلام المختلفة ، المقروءة والمسموعة والمرئية ، وقد يرجع ذلك لاهتمام الإعلام بالفن والرياضة على حساب الأدب والثقافة
وتضيف أن المبدعة الجنوبية لا تستطيع التعبير عما بداخلها من مشاعر ، لان اعترافاتها على الورق تعد عيبا كبيرا في نظر المجتمع ، ومن ثم يأتي إبداعها مقيدا إلى حد كبير ، هذا بجانب عدم مقدرتها على السفر أو مشاركة الرجال الجلوس على المقاهي الثقافية ، مثلا أو نوادي الأدب بصفة مستمرة .
وتنصح مناع المبدعة الجنوبية في صعيد مصر بتثقيف نفسها في زمن تتعدد فيه الروافد الثقافية من خلال الاستفادة من شبكة المعلومات الدولية "الإنترنت" في نشر إبداعها والتواصل مع الوسط الأدبي والإبداعي بكل مستوياته وألا تضيع وقتها في قضايا لا تفيد ، وان تتغلب على المعوقات التي تواجهها وان تشارك ، بجانب الرجل ، في النهوض بالمجتمع لان الإبداع الحقيقي لابد أن يتغلب وينتصر في نهاية المطاف .