نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص


"كاكا مراد" الياباني الذي علم الأفغان طرق الري وقتله المسلحون






كابول - حسام الدين حسام – قبل أن يلقى حتفه بشكل مباغت، كرس الطبيب الياباني تيتسو ناكامورا آخر ثلاثة عقود في حياته لتحسين حياة المواطنين الأفغان، عن طريق تطوير أساليب الري والزراعة.

وتقديرا للخدمات التي قدمها ناكامورا الذي عرف بين الأفغان باسم "كاكا مراد"، منحته الحكومة الأفغانية المواطنة الفخرية، غير أنه قتل بعد ذلك بأشهر في هجوم مسلح مع العديد من زملائه.


وليلة تشييع جنازته أوقد السكان في مختلف أنحاء أفغانستان الشموع وظلوا ساهرين طوال الليل تعبيرا عن حزنهم لرحيله، بل وصل حد الإعجاب به إلى إطلاق البعض اسمه على مواليدهم.
وكان الرئيس الأفغاني أشرف غني من بين الأشخاص الذين حملوا نعش ناكامورا في مطار كابول، قبل أن تنقله الطائرة إلى اليابان.
وبعد بضعة أشهر قررت جمعية "جوارا" التي تعني باللغة المحلية التسامح، وتضم مجموعة من الكتاب والمترجمين والفنانين الأفغان، تخليد إسهامات ناكامورا التي قدمها للمجتمع الأفغاني، وذلك عن طريق كتابة حكايات وموضوعات عنه.
وتقول حكاية منها "أعتاد جدي أن يقول إنه إذا أراد عصفور أن يعبر جانبا من صحراء جامبيري إلى الجانب الآخر، فإنه سيموت خلال الرحلة من الظمأ، ولكن وصل رجل حينئذ وحول الصحراء القاحلة إلى نماء".
وتم بالفعل طبع كتابين باللغتين الرسميتين لأفغانستان وهما الداري والباشتو، ومن المقرر توزيع نسخ مجانية منهما على المدارس ورياض الأطفال في مختلف أنحاء البلاد، بدعم مالي من شركة "فليسيمو" اليابانية التي تطرح منتجاتها للبيع على الإنترنت.
وتدير الشركة اليابانية حملة "الحب والسلام" منذ عام 2001، وتنشرها في الدول التي مزقتها الحرب لتنفذ رؤية إنهاء العنف وتدعيم التضامن والسلام بين الناس.
وقال ذبيح مهدي مؤلف أحد هذه الكتب لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.ا) إن الأطفال في أفغانستان كثيرا ما يفتقرون إلى نموذج يقتدون به في حياتهم.
وأضاف مهدي "إذا واصلنا إخبار أطفالنا بأنه لا يجب عليهم أن ينهجوا طريق المهرب واللص ومغتصب الأراضي، يصبح السؤال بشكل تلقائي : ماهو النموذج الذي أقتدي به إذن ؟".
وغير الدكتور ناكامورا حياة أكثر من 600 ألف أفغاني، عن طريق إتاحة وظائف جديدة وتغيير الصحراء القفر الخالية من الحياة إلى مكان حافل بالخضرة والجمال.
بينما يقول حضرت واهريز مؤلف حكاية "كاكا مراد والصندوق السحري"، إن الهدف من تدوين هذه الكتب عن ناكامورا هو منح التقدير لخدماته التي لاتكل لأفغانستان، واستخلاص من حياته الدروس التي تعلي قيم التضحية والأمانة والعمل الجاد بحيث نغرسها في نفوس الأطفال.
ودرس ناكامورا الطب بجامعة كيوشو باليابان في السبعينيات من القرن العشرين، وتوجه إلى باكستان عندما بلغ من العمر 38 عاما لعلاج اللاجئين الأفغان هناك.
وبعد ذلك بعامين توجه إل مدينة جلالاباد لمساعدة المرضى الأفغان.
وبدأ ناكامورا في بناء قنوات للري على مشارف جلال اباد بعد أن تعرضت المنطقة لموجة من الجفاف عام 2000، أدت إلى زيادة الأمراض المعدية، واستلهم الطبيب مشروعاته التي نفذها في أفغانستان من قنوات الري التي تم شقها بمدينة فوكوكا مسقط رأسه، والكائنة في جنوب غربي اليابان، وذلك منذ أكثر من 200 عام بدون مساعدة المعدات الحديثة.
وعندما قتل ناكامورا كان يبلغ من العمر 73 عاما.
وذكرت وسائل الإعلام اليابانية أن ابنته الكبرى أكيكو بدأت منذ وفاة ناكامورا تولي الإشراف على عمله، في المنظمة الأهلية التي دشنها في اليابان لدعم مشروعاته بأفغانستان.
وبعد مرور ستة أشهر على وفاته، ما زال يتعين على الحكومة الأفغانية أن تعلن نتيجة تحقيق الشرطة حول مقتله وزملائه، ومع ذلك فإن الحكايات التي نشرت عن الطبيب الياباني الذي عمل على تقديم المعونة يعني أن إنجازاته لن ينساها الأفغان.
وفي نهاية الحكاية التي يرويها مهدي في الكتاب عبارة تقول "كاكا مراد كان إنسانا مثلنا، وهو فهم ما نعانيه من مصاعب وبؤس، ونحن نراه دائما في أحلامنا".

حسام الدين حسام
الاحد 28 يونيو 2020