فنجوم مثل كاري جرانت وريتشارد بيرتون وتشارلتون هيوستون وصوفيا لورين وكلوديا كاردينالي وتشارلز برونسون وروبرت ميتشوم والان ديلون شوهدوا في هذه البلدة الصغيرة يعملون مع مخرجين مشهورين منهم أنطوني مان وستانلي كوبريك وراؤول والش وريتشارد فليشر وأورسون ويلز.
والقصة برمتها بدأت عام 1955 ، عندما أعطى الديكتاتور الأسباني فرانشيسكو فرانكو للمخرج الأمريكي روبرت روسن تصريحا لتصوير فيلم "الأسكندر الأكبر" في المنطقة حول كولمينار بييخو ويلعب دور البطولة فيه الشاب ريتشارد بيرتون.
وقد وقع روسن ضحية أعمال مطاردة المنشقين على الشيوعية التي يقودها السيناتور الأمريكي جوزيف ماكارثي وذهب إلى المنفى في أوروبا. وصور فيلم "الأسكندر الأكبر" في موقع ضخم عند سفح جبل بيكو سان بيدرو البالغ ارتفاعه 1400 متر الذي يشرف على مناظر طبيعية خلابة تمتد حول الجبل لمسافة أميال.
ويتذكر فيكتور ماتيلانو وهو كاتب ومخرج ينحدر من كولمينار بييخو وهو الذي كتب قصة الفيلم عن موطنه في عدد من الكتب اللحظة التي بدأت فيها مشاعره تجاه الموضوع.
وقال لوكالة الأنباء الألمانية(د.ب.أ) في مقابلة "عندما نظرت من النافذة وأنا مراهق دهشت أنني أنظر على نفس المنظر جبل سان بيدرو الذي شاهدته للتو في فيلم على التليفزيون مع الآن ديلون أو أنتوني كوين".
فمنظر الصحراء الصخرية حول كولمينار بييخو مثالي لتصوير مجموعة قصص في مواقع متنوعة مثل كاليفورينا والشرق الأوسط.كما أن المخرجين الأجانب يثمنون عاليا أيضا الضوء المبهر والسموات الزرقاء العميقة.
وتتمثل العوامل ألأخرى في القرب من مدريد والخدمات المحلية الجيدة. وشهدت كولمينار بييخو والقرى المحيطة بها ازدهارا اقتصاديا على خلفية صناعة السينما الأجنبية كما يقول ماتيلانو.
ووجد آلالاف من السكان المحليين عملا إضافيا في مجموعات الأفلام الكبيرة مثل "الأسكندر الأكبر"(1956 ) و "سبارتاكوس" (1960) و"ال سيد" (1961). وكان يحصل كل منهم على 100 بيزيتا يوميا وهو أربعة أضعاف أجر العامل العادي في أسبانيا وأيضا طعاما وشرابا مجانيا.
ولا يزال الكثير من سكان البلدة لديهم تذكارات من ذلك الوقت على شكل رماح وسيوف وخوذ رومانية بينما يوجد هناك أخرون لديهم صورا لمن يشبهون صوفيا لورين والان ديلون وكاري جرانت أخذت لهم في ساحة البلدة.
ويتذكر خوان دي لا مولينا /74 عاما/كيف أن اثنين من كبار ممثلي السينما ألأمريكية تشارلز برنسون وريتشارد ميتشوم طافا في البلدة بحثا عن حانة بها جهاز تكييف ليطفئا ظمئهما بزجاجة بيرة مثلجة بعد يوم شاق من التصوير.
كما أحدث تشارلز هيوستون ضجة في البلدة في بداية الستينيات من القرن الماضي عندما كان هو وصوفيا لورين هناك لتصوير فيلم "إل سيد" والذي يحكي قصة بطل مسيحي في القرن الحادي عشر حارب المسلمين للسيطرة على اسبانيا. ولم يشاهد سكان كولمينار بييخو النجم تشارلز هيوستون كثيرا مثل النجم بن هور وهو الدور الذي لعبه في روما قبلها بعامين.
وفي الستينيات ، صور المخرج الإيطالي سيرجيو ليوني فيلمه " اسباجتي ويسترن "بطولة كلينت ايستوود في كولمينار بييخو و"حفنة دولارات" (1964) و"من أجل حفنة دولارات" (1965) و"الطيب والشرس والقبيح" (1966).
ومع تدهور نوعية أفلام الويسترن في أواخر السبعينيات ، وصلت أيضا أيام كولمينار بييخو الزاهرة في صناعة الأفلام إلى نهايتها. ولم يتبق شئ من الأشياء التي بنيت خصيصا في الستينيات لتصوير أفلام الكاوبوي (الويسترن) - البنك والصالون والقلعة والمزارع جميعها تعرضت للتلف أو أحترقت.
وهذا يعني أن خيار إنشاء حديقة من أجل المتحمسين للسينما لم يعد متاحا لتوفير دخل إضافي للبلدة إذا رحبت به في ظل الأزمة الاقتصادية الحالية. جبل بيكو سان بيدرو فقط لا يزال شاهدا صامتا على الماضي السينمائي المزدهر.