نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

عن روسيا وإيران شرق المتوسّط

08/05/2024 - موفق نيربية

( في نقد السّياسة )

05/05/2024 - عبد الاله بلقزيز*

أردوغان.. هل سيسقطه الإسلاميون؟

03/05/2024 - إسماعيل ياشا

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام


لوحات ترسمها الحيوانات تثير تساؤلات بشأن طبيعة الفن




لندن - بريتا جويركه - هل البشر هم من لديهم القدرة فقط على ابتكار الفن؟ في معرض بلندن حمل عنوان"فنون حيوانات، " لن يتمكن كثير من الزائرين معرفة الفارق بين رسومات رسمها فيلة وقردة ورسومات لبني آدميين.


لوحات ترسمها الحيوانات تثير تساؤلات بشأن طبيعة الفن
ما الذي كان من الممكن أن يفكر فيه الشمبانزي"باكهاري" عندما رسم خطوطا باللون الأصفر الزاهي مرتبطة بشكل متناسق ملئ بالحيوية؟ هل كان يفكر في الأمل؟ أم التفاؤل؟ أم قشر الموز؟
ولوحات هذا الشمبانزي، الذي يعيش في حديقة حيوان بالولايات المتحدة، جذبت خبراء الفن. هؤلاء الذين لا يعرفون يمكنهم بسهولة خلط أعماله بالفن التجريدي لرسامين من البشر ويبدءونفي تفسيرها.
وفاتنت اللوحات التي يرسمها الحيوانات البشر على مدى عقود. ومتحف الحيوانات الكبير التابع لجامعة كوليدج لندن- على الرغم من أنه ليس كبيرا للغاية- هو الأول من نوعه الذي يعرض أعمال لأنواع مختلفة من الحيوانات ليلقي نظرة أوسع للظاهرة، وفقا لما يقولهالمنظمون.

وبخلاف اللوحات التي رسمها حيوانات قرود إنسان الغاب وغوريلا وشمبانزي وفيلة، يضم المعرض هياكل بناها"طائر التعريشة" وهي نوع يعيش بصورة أساسية في استراليا.
ويبني ذكر "طائر التعريشة" أعشاشا بأعواد وتزينها بأشياء زاهية لجذب أنثاه.
لكن هل الحيوانات تكون مبدعة حقا عندما تلتقط فرشاة رسم؟ وهل لطخات الطلاء التي يفعلونها لها أي معنى؟
ويقول ويل توك، أحد أمناء المعرض، إن" الأمر يثير تساؤلات عديدة بشأن طبيعة الفن البشري".

ويقول جاك آشبي، مدير المتحف الكبير بلندن، إن العلماء بدأوا في إجراء أبحاث على فن الحيوانات قبل عقود مضت. وكانت الفكرة التي جرى التركيز عليها هي اكتشاف دور اللاوعي في الفن. والسؤال الذي أثير حينها هل الحيوانات تحاول التعبير عن شيء ما من خلال لوحاتها.
ففيفترة السبعينيات من القرن الماضي، أثار بحث عن لغة الإشارة لدى القردةمزيدا من التساؤلات بشأن المعنى المحتمل لفن الحيوانات، ما أدى إلى إعطائهمزيدا من الأهمية، وفقا للمعرض.
وفي الوقت الحالي، يعطى للحيوانات في حدائق الحيوانات اللوح والألوان كنوع من التسلية أو لجمع أموال لحماية الأنواع المعرضة للانقراض.

ويشرح آشبي أن " فن القردة غالبا ما يقارن برسومات الخربشة لأطفال في عمر عامين أو ثلاثة، على الرغم من أنها لا ترتقي للمستوى التالي".
وتمسك الحيوانات بفرشاة في أيديها أو بخرطومها كما هو الحال بالنسبة للفيل الفنان- لأسباب عدة. ويقول آشبي إن " كثيرا من تلك الحيوانات تفعل ذلك للمتعة وهي مبدعة حقا. بينما يجب تشجيع حيوانات أخرى من خلال التدريب أو التشجيع". ويعتبر أفضل الفنانين هي حيوانات الشمبانزي، أقرب الحيوانات شبها بالإنسان التي يتشابه حمضها النووي مع الإنسان بنسبة98%.

ويبدو أن حيوانات الشمبانزي مثل"باكهاري" أو"كونجو" - وهو شمبانزي من حديقة لندن للحيوانات الذي رسم على الهواء مباشرة في التليفزيون البريطاني في عام1956 ، ترسم من اجل المتعة. وتشمل أبرز المعروضات لوحة رسمها"باكهاري" بأصبع اليد وتحمل عنوان"ديجيت ماستر" (سيدالإصبع) .
ويقول آشبي " غالبا ما تقرر الحيوانات موعد الانتهاء من اللوحة... إذا أعطيتها عددا من ألواح الورق النظيفة، فإنها ستترك اللوحة التي لديها وستبدأ العمل على لوحة جديدة".

وتتصرف بعض قرود إنسان الغاب بصورة مختلفة. فعلى سبيل المثال تنتهي لوحة يرسمها"باكا"، من حديقة حيوان في ولاية كولورادو الأمريكية، من خلال إعطاء الحيوان بعضا من طعامه المفضل بعد كل ضربة فرشاة. ولا يلتقط الفرشاة مرة أخرى، لكن يجب وضعها في يده والطلاء عليها.
من ناحية أخرى، تحتاج الفيلة فقط لتشجيع لطيف بالرغم من أنها تحتاج لتدريب، وفقا لآشبي.

وفي محميات الحيوانات بأسيا، تعطى لفيلة مثل بوون ميي، وهي فيل تايلاندي كان يستخدم في السابق لقطع الأشجار، أو"نونج بانك" فرش رسم لحملها في خرطومه.
وتحرك الحيوانات الفرشاة على الورق، وفقا لما لأسلوب ملامسة حارسها لأذنها. وغالبا ما تكون لمسات فرشاتها أشكال يمكن التعرف عليها والتي تبدو مثل أشجار أو أواني الزهر.
وقال آشبي: "هل الحيوانات تفكر حقا في رسوماتها؟ إجابة هذا السؤال تتوقف على ما تعتقده أنت شخصيا".
وأضاف" ليس لدينا إجابة علمية. والسؤال أيضا هو: أين يبدأ الفن؟"

بريتا جويركه
الثلاثاء 10 أبريل 2012