تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

طبالون ومكيودون وحائرون

07/11/2025 - ياسين الحاج صالح

"المتلحف بالخارج... عريان"

07/11/2025 - مزوان قبلان

كيف ساعد الهجري و"قسد" سلطة الشرع؟

07/11/2025 - حسين عبد العزيز

” قسد “.. ومتلازمة انتهاء الصلاحيّة

07/11/2025 - رئيس تحرير صحيفة الرأي

مفتاح الشَّرع الذَّهبي

06/11/2025 - د. مهنا بلال الرشيد

هل يعرف السوريون بعضهم بعضا؟

29/10/2025 - فارس الذهبي


مؤامرة من مخيلة البحار ....أورجواي تعيد روبنسون كروزو إلى الحياة في فيلم سحري




مونتيفيديو - ألفونسو جومسيو داجرون - خلف الستائر السوداء في 2038 شارع لا باز في مونتيفيديو يتم تدبير مؤامرة من الخيال والإبداع.


مؤامرة من مخيلة البحار ....أورجواي تعيد روبنسون كروزو إلى الحياة في فيلم سحري
والدليل الملموس على هذه المؤامرة الملصقات المتناثرة على طول الممر الذي يبدأ من واجهة المنزل حتى الناحية الخلفية منه، وهي تتكون من ألواح تحمل قصة بالرسوم تظهر مئات الصور متعاقبة الأحداث تعبر عن آخر عرض سينمائي من أستوديو الرسوم المتحركة التابع لمخرج أورجواي والتر تورنير.

وخلال الأشهر الستة الأخيرة ظل تورنير وفريق يضم عشرين شخصا يعمل خلف هذه الستائر السوداء لكي يظهر إلى الحياة فيلم الرسوم المتحركة الروائي الطويل " سيلكيرك " الذي يصور حياة البحار الاسكتلندي سيلكيرك الذي تشاجر مع قبطان سفينته وطلب منه أن يتركه في إحدى الجزر بأمريكا الجنوبية حيث عاش فيها بمفرده أكثر من أربعة أعوام إلى أن أنقذته سفينة إنجليزية، وهي قصة حقيقة استوحى منها الكاتب البريطاني دانيال ديفو روايته الشهيرة روبنسون كروزو.

وهذا المشروع الفني حول حياة الإسكتلندي ألكسندر سيلكرك هو إنتاج مشترك بين أوروجواي والأرجنتين وتشيلي، ويعمل فريق تورنير في مونتيفيديو لإخراج الرسوم المتحركة الرئيسية باستخدام أسلوب فني في التصوير يعرف باسم ستوب موشن أي وقف الحركة حيث يتم فتح وإغلاق الكاميرا بطريقة معينة عند التصوير للإيحاء بتحرك الصور(مع استخدام دمي مصنوعة من السليكون)، بينما سيتم إنتاج المناظر والتأثيرات الخاصة رقميا في مدينة سانتياجو بتشيلي كما سيتم الإنتاج النهائي للفيلم في بيونس أيرس، ويتكون الفريق من مجموعة من الشباب، ويعد الفيلم مقامرة محسوبة على حد قول تورنير الذي يوضح أن الفكرة هي أن مجموعة الشباب ستحل مستقبلا محل الرعيل الحالي من السينمائيين وأنهم سيواصلون إنتاج أفلام الرسوم المتحركة.

ويتمتع تورنير وهو مخرج أفلام من أورجواي بحياة مهنية في صناعة أفلام الصور المتحركة تمتد لأكثر من أربعين عاما، وأنتج عدة أفلام متحركة قصيرة مثل " فردوسنا الصغير " الذي أختاره مهرجان آنسي الدولي لأفلام الرسوم المتحركة بفرنسا واحدا من بين أفضل 84 فيلما للرسوم المتحركة في العالم.

وحضر كثير من الشباب العاملين في فيلم " سيلكيرك " ورش العمل التي يديرها المخرج تورنير، وهم يشعرون بالحماس لدعوتهم لتقديم الأفكار المبتكرة الداعمة لإنتاج هذا الفيلم الطويل، فمثلا يعيد أندريا بورازاس على مستوى صغير إنتاج السيوف والبنادق القديمة والمسدسات التي يستخدمها القراصنة، بينما يصنع دانيال بيراكوشيا إطارات الصور والديكورات الموجودة بالقمرات على متن سفينة للقراصنة، ويبني كل من بابلو دي سيلفا وخافير تورنير النماذج التي تستخدم في التصوير ويحيك أندريا بيفيروني الملابس الخاصة بتلك الفترة الزمنية


وأكثر الأشياء المؤثرة في استوديو الرسوم المتحركة التابع لوليام تورنير هي التفاصيل، ويتم صياغة نموذج لكل وجه من وجوه الشخصيات عدة مرات باستخدام السليكون ودهان به مادة لاصقة كما يتم الحرص على إضافة كل التفاصيل الدقيقة، أما القطع المعيبة أو التي تتعرض للعطب (حيث يمكن أن تتمزق الوجوه عندما تتقشر عند إخراجها من قالب الصياغة) فتلقى في " صندوق الجثث " الموضوع تحت طاولة العمل.

وعندما ينتصف النهار يتجمع الفريق بأكمله لتناول وجبة مشتركة تعدها سوزانا بوينافينتورا، ويجلس أعضاء الفريق حول طاولات مصنوعة من البلاستيك وهم يتبادلون الحديث الودي كما يتبادلون النكات ويحتفلون بأعياد ميلاد أي من يحل عليه العيد منهم.

ويوضح تورنير أن هناك العديد من العاملين في الفيلم وبالتالي تكون هناك دائما مناسبة للاحتفال بعيد ميلاد أحدهم، كما أن ثمة جوا بهيجا يسود المكان مثل ذلك الذي يسود عائلة كبيرة يكون تورنير هو عميدها رقيق المشاعر والمقبول بدرجة عالية.

وفي حجرات النوم بالمنزل السابق الذي تحول الآن إلى أستوديو للرسوم المتحركة تم بناء أربع مجموعات مصغرة تظهر قاعة طعام البحارة وقمرة القبطان وسطح سفينة القراصنة والشاطئ الذي يقع على خليج خوان فيرنانديز حيث تم ترك سيلكيرك بمفرده لمدة أربعة أعوام إلى جانب حانة القراصنة، وتم وضع آلات التصوير وأجهزة الكمبيوتر داخل كل غرفة.

وهنا وفيما يمكن أن يبدو أنه ضرب من السحر ينجح الفريق في صناعة حركات تبدو من المستحيل إنجازها.
وعلى سبيل المثال في منظر تم تحريكه بواسطة خوان أندرس فونتان يرفع أربعة من القراصنة أباريقهم المعدنية المملوءة بالجعة ليشربوا الأنخاب، وتتدفق الجعة وتسقط قطراتها على الطاولة عندما تتصادم الأباريق، وهذا المنظر تم إخراجه باستخدام قطع صغيرة من السلوفان الأصفر، وكل ذلك تم تنفيذه في الوقت الذي تم فيه ضبط تعبيرات الوجوه وحركات الأيدي وأجسام القراصنة الأربعة.

وفي منظر آخر يتم إلقاء عملة معدنية في الهواء، ويتم تصوير العملة من فوق لتبدو وكأنها تكبر حجما وهي ترتفع في الهواء وتدور، وليتم تنفيذ هذا المشهد يتم ربط العملة بقطعة من السلك تقوم بتدويرها ثم يتم حذف السلك من المشهد رقميا.

وتشمل كثير من التفاصيل إنجازات في الإخراج السينمائي للرسوم المتحركة، مثلا تصوير سكين يشق الهواء وببغاء يطير وانعكاس لشاطئ على عدسة منظار صغير وراية القراصنة وهي ترفرف مع الرياح والوميض المنبعث من تبارز السيوف ودمعة منهمرة أو سفينة قراصنة وهي تعتلي ذرى الأمواج، وكل شيء هنا يتعلق بتحرك الصور كما أن كل شيء يتمتع بالعمق والوزن.

والجهد الذي يتم في هذا الأستوديو يبتعد عن سينما الرسوم المتحركة التي يبذل في إخراجها أقل جهد ممكن والتي يعتاد المتفرجون مشاهدتها على شاشة التلفاز، بما تعرضه من صور مسطحة ومناظر ثابتة في الخلفية وحركة قليلة وشخصيات بلا عمق مصنوعة من رسوم غير مصقولة وساذجة مثل تلك التي تظهر في " ساوث بارك " والذي يبدو أن نجاحه اعتمد فقط على السيناريو الحافل بالسباب مما يعد نوعا من الماسوشية الثقافية.

وفي فيلم " سيلكيرك " يتم استخدام التأثيرات المولدة رقميا المنفذة في تشيلي بأقل حد، وكل شيء بعد ذلك هو من صنع مجموعة من المهنيين الذين يستخدمون أيديهم لإعطاء الحياة إلى شخصيات لا يزيد طولها على عشرين سنتيمترا.

وهذا الكمال يصل إلى درجة أن أفواه الشخصيات المتكلمة تنفتح وتغلق بتوافق مع الكلمات المسجلة للممثلين الذين يؤدون الأدوار صوتيا، ويوضح تورنير أنه كما زاد عدد الشخصيات كلما زادت صعوبة الإخراج، مشيرا إلى أن أكثر الأشياء صعوبة هو توافق حركة الشفاه مع الكلمات.


ألفونسو جومسيو داجرون
الاربعاء 9 فبراير 2011