نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

عن نافالني… بعد أربعين يوماً!

27/03/2024 - موفق نيربية

أوروبا والسير نحو «هاوية»...

18/03/2024 - سمير العيطة

( خيار صعب لأميركا والعالم )

18/03/2024 - عبدالوهاب بدرخان*

لماذا لم يسقط نظام الأسد؟

17/03/2024 - يمان نعمة


ماذا قدمت أسماء الأسد لمتضرري حرائق الساحل السوري؟




أنطاكيا -

عبر قرية نائية لا تصلها المواصلات ولا المياه، ويعاني سكانها فقرا شديدا اختارت زوجة رئيس النظام بشار الأسد أن تكون إطلالتها الجديدة في ريف اللاذقية لتتحدث عن مشاريع تنموية واستثمارية جمعتها من تبرعات السوريين عبر مؤسساتها الخيرية.

وتعتبر قرية "بطموش" في ريف جبلة والتي برز اسمها للإعلام مؤخرا بعد زيارة أسماء لها إحدى أكثر القرى إهمالا وفق مصادر محلية في المنطقة لناحية عدم توفر مواصلات إليها، وغياب شبكة مياه فيها، حيث يضطر أهلها لتعبئة المياه من قرية مجاورة، كما ذكرت المصادر أن "بطموش" من القرى النائية في أقصى ريف جبلة الشرقي تقع بين حماة واللاذقية، ويسكنها عدد قليل من السكان لا يتجاوز 700 شخص، ولم تكن من القرى المتضررة نتيجة الحرائق الأخيرة.


ماذا حملت زوجة الأسد؟

وشملت الزيارة الثانية لزوجة "الأسد" إلى المنطقة بالإضافة إلى "بطموش" ناحية الدالية وقرية معرين أيضا، وذكرت وسائل إعلام النظام أن أسماء ناقشت مع أهالي القرى المشاريع الزراعية والإنتاجية، وكيفية دعم تلك المشاريع، الصغيرة منها والمتوسطة، بالقروض الميسرة وبأدوات العمل والإنتاج.

من جانب آخر ذكرت مصادر مطلعة في مدينة جبلة لموقع تلفزيون سوريا أن زيارة أسماء تزامنت مع بدء لجان التخمين تقدير التعويضات التي أقرتها حكومة النظام لمتضرري الحرائق، وتخصيص مبالغ مالية لقرى المنطقة بقيمة (10 ملايين ليرة سورية لكل قرية).

وأوضح المصدر أن أسماء لم تأت بأي جديد وحاولت استثمار توقيت بدء تقدير التعويضات للظهور الإعلامي فقط، والتأكيد على دور عائلة "الأسد"، وإظهار الأمر وكأنه هبة منهم رغم أن التبرعات جمعت من أموال السوريين.

وربطت المصادر التي اشترطت عدم ذكر اسمها بسبب وجودها في مناطق النظام تكرار ظهور أسماء في الساحل السوري خلال أقل من شهرين، بالصراع مع رامي مخلوف، الذي حاول استثمار انتمائه الطائفي، وسوء الأوضاع الاقتصادية في الساحل لتأليب "علويي الساحل" على "أسماء السنية"، واعتبار ما حصل "ذو بعد طائفي "،وهو الأمر الذي سعت زوجة الأسد لتلافيه في زياتها الأخيرة، ومحاولة تقديم بديل عن خدمات "جمعية البستان" التي كان يشرف عليها "آل مخلوف".

ونقل المصدر عن أهالي المنطقة أن أسماء ومرافقتها وعدوا القرى التي زاروها بحل مشكلة المياه المتكررة الانقطاع وتوفير قروض للفلاحين بشكل أكبر، ودعم إنتاجهم الزراعي، وعلق على الأمر بالقول:" هذه الوعود لأهالي الساحل تكاد تتكرر في زيارة كل مسؤول لكن النتيجة أن قطاع الزراعة في الساحل السوري يتم تدميره منذ سنوات طويلة".

استغلال الأزمة:

وبعد مرور أكثر من شهر على حرائق وصفت بالأكبر في سوريا منذ عقود طويلة وإثر حملة إعلامية ضخمة أطلقتها حكومة النظام لجمع تبرعات وتكللت بزيارة بشار الأسد إلى المنطقة، إلا أن هذه التعويضات لم تصل إلى جيوب المتضررين بعد وفق ما ذكرته مصادر في المنطقة.

وفي حديث لموقع "تلفزيون سوريا" ذكر عضو "لجان التنسيق المحلية" في مدينة جبلة أبو يوسف جبلاوي أن لجان التخمين بدأت عملها في إحصاء الأشجار المحروقة ونوعها وعددها في القرى، بعد أن حددت مديرية الزراعة مبلغ 600 ليرة سورية تعويض عن كل كيلو زيتون، وقدرت حمل كل شجرة من الموسم الذي لم يجنيه الفلاحون بـ 20 كيلوغراما، في حين أقر مبلغ 500 ليرة تعويض كيلو الحمضيات، وقدرت أن كل شجرة تحمل 58 كيلو فقط ، في حين أقرت حكومة النظام قيمة تعويض كل بقرة نافقة بمبلغ 24 ألف ليرة رغم أن قيمتها تتجاوز ثلاثة ملايين ليرة.

ورغم أن هذه التقديرات لا تصل لنصف الأسعار وحمل الأشجار في الواقع إلا أن ما يخيف المتضررين وفق تأكيد "جبلاوي" هو تأخر هذه التعويضات لأشهر طويلة في ظل اعتمادهم على الموسم ، هذا بالإضافة لأحاديث ترددت عن أن بعض التعويضات لن تصرف مالية وإنما عبر مساعدات زراعية مثل أدوات وأسمدة.

ووصف مسؤول لجان التنسيق هذه التعويضات بأنها "تنموية" بأكثر ما تكون لصالح المتضررين وأوضح كلامه بالقول:" النظام يسعى لاستثمار هذه الكارثة، فبدل أن يخصص الأموال من خزينته لإقامة المشاريع في هذه القرى وشق الطرقات وزيادة سيارات الإطفاء، يخصص مبالغ مالية عبر التبرعات لتأهيل البنية التحتية من خلال مبلغ 10 ملايين لكل قرية متضررة". وأضاف:" هذا المبلغ لا يكفي لحفر بئر ارتوازي في المنطقة الأمر أثار سخرية كبيرة من طريقة تعامل النظام مع هذه الكارثة".

 توزيع غير عادل:

بدوره قال علي خليل من سكان جبل ريف اللاذقية وأحد المتضررين:"خسرت أكثر من 70 شجرة مثمرة في هذا الحريق، الحكومة لم تقرر قيمة تعويض هذه الأشجار اكتفت بالزيتون والبرتقال، لأسباب أعتقد أنها في سبيل محاباة أطراف معينة في الساحل، لكن بكل حال هذه التعويضات لا تكفي لإعادة شجرة واحدة من التي خسرتها".

وأضاف "خليل" أن إعادة تأهيل الأراضي وزراعتها من جديد لتثمر يحتاج لسنوات،" المزارعون هنا اتجهوا للبحث عن أعمال جديدة المبالغ التي جمعت لن نرى منها شيئا كسابق الكوارث الماضية."

وكانت صفحات على وسائل التواصل الاجتماعي في سهل الغاب اعترضت على طريقة إقرار طريقة التعويضات حيث طالب المشتكون بتعويض عادل لبساتينهم وممتلكاتهم التي طالتها الحرائق مستغربين من احتساب تعويضات لمناطق دون أخرى، في حين أن الضرر بمنطقة الغاب كان كبيرا لاسيما أنه طال زراعات استراتيجية.

يشار أن "الأمانة السوريّة للتنمية" التي تديرها أسماء الأسد أعلنت عبر صفحتها الرسمية في "فيسبوك"، أنّ مبالغ التبرعات الشعبية لـ متضرري الحرائق في الساحل السوري وريف حمص، وصلت إلى 6 مليارات ليرة سوريّة، فيما أكدت مصادر أن "نظام الأسد" أجبر الأهالي في الجنوب السوري على دفع التبرعات لـ متضرري الحرائق، رغم الأوضاع الاقتصادية السيئة التي يعيشونها.

 


حسام جبلاوي
السبت 21 نونبر 2020