تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

أعيدوا لنا العلم

18/09/2025 - أحمد أبازيد

عودة روسية قوية إلى سوريا

17/09/2025 - بكر صدقي

لعبة إسرائيل في سوريا

10/09/2025 - غازي العريضي

من التهميش إلى الفاشية

10/09/2025 - انس حمدون

الوطنية السورية وبدائلها

04/09/2025 - ياسين الحاج صالح


مبادرة فنية لوقف العنف عبر رسوم الشوارع "الجرافيتي" في مونتيري ثاني أعنف مدن المكسيك




مونتيري (المكسيك)- جابرييلا سبينوزا - في مبادرة فنية سعيا للعثور على وسيلة تعيد العملية السلمية إلى مسيرتها في مونتيري ثالث أكبر مدن المكسيك والثانية من حيث معدلات العنف المسلح، قام مجموعة من الفنانين المستقلين بتحويل الأقوال إلى أفعال ليعبروا بالرسومات والألوان عن آمالهم ورغباتهم في إحلال السلام ونهاية العنف في معرض مثير للجدل من رسومات الشوارع أو "الجرافيتي من أجل السلام".


مبادرة فنية لوقف العنف عبر رسوم الشوارع "الجرافيتي" في مونتيري ثاني أعنف مدن المكسيك
بدأت هذه المبادرة عام 2008 على يد الفنانة التشكيلية جوادالبي فيكتوريكا، (58 عاما) بالتعاون مع عدد من أصدقائها، والآن بلغ عدد الأعمال المشاركة في المبادرة 200 لوحة جدارية من 49 دولة من جميع أنحاء العالم، لإطلاق صرخة احتجاج وتوعية يأملون في أن يفوق صداها، دوي طلقات الرصاص المنهمر كالسيل الجارف طوال أيام الأسبوع بلا راحة في تلك المدينة التي لا تعرف معنى الهدوء.

ويبلغ إجمالي الأعمال المشاركة في المعرض "الجوال" 252 لوحة تحمل جميعها خصائص لوحات حددتها مجموعة الفنانين التشكيليين أو "الفن والتنمية البشرية" التي أطلقت المبادرة، بعد معاناة طويلة مع أعمال العنف والقتل التي تعيشها مدينة مونتيري بصفة مستديمة. وقد تبلورت هذه الخصائص من خلال الورش الفنية التي كانت تنظمها المجموعة لأسر ضحايا العنف في المدينة.

أطلقت المجموعة مبادرتها عبر الانترنت، وفي زمن قياسي تلقت فيكتوريكا على عنوانها المدون بموقع المبادرة، 140 عملا فنيا في العام الأول غالبيتها لفنانين أجانب، وفي العام التالي تضاعف الإقبال ليصل إلى 280 لوحة.

في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية ( د.ب.أ ) تقول الفنانة التشكيلية المكسيكية جوادالوبي "كان هذا الإقبال الكبير عقب وقت قصير من إطلاق المبادرة إيجابي للغاية، خاصة بعد ان نما إلى علمي الموقف التضامني الذي تبناه فنانو الدنمارك، حيث ترجموا رسالتنا ونشروا المبادرة في أهم مواقع الانترنت لديهم".

ومن المقرر عرض الأعمال في مركز التكنولوجيا الثقافي بمونتيري (AC) في منطقة أوبيسبادو أحد أرقى وأعرق أحياء المدينة. ويتضمن المعرض أعمالا شديدة التنوع والتميز من بينها لوحات بخطوط بسيطة من لونين فقط على قماش أو ورق مقوى، مرورا بلوحات شديدة الحرفية وبتقنيات عالية وبخامات ألمانية باهظة التكلفة.

تتمازج في اللوحات الأبيض والأسود بالألوان الحية في مشاهد تجمع بين رموز السلام السياسي العالمي ويبرز من بينها الزعيم الهندي الكبير المهاتما غاندي والأم تيريزا دي كلكتا وبوذا، ورموز أخرى مثل حمام السلام وأغصان الزيتون وصور لملائكة الرحمة المجنحة.

تتابع الفنانة التشكيلية "كل ما يحتاجه المشترك هو الموهبة في الرسم، والصبر، وقد تلقينا غالبية الأعمال من البرازيل والأرجنتين والولايات المتحدة، ولكن نحن على استعداد لقبول أي عمل يستوفي الشروط التي حددتها المجموعة من حيث المقاسات أو التقنيات، مع التزامنا بعرضها كلما سنحت الفرصة".

ولا تسعى هذه المجموعة من الفنانين المستقلين إلى الربح أو جنى المال من تنظيم ورش عمل فنية، بل يجتهدون لتكريس المشاركة المجتمعية من خلال الفن والتوعية لكي يكون لكل فرد دوره في تحقيق السلام.
تقول الفنانة فيكتوريكا "إنها تجربة شيقة للغاية لأنها تجمع بين أعمال فنانين هواة ومحترفين من دول كثيرة ومختلفة من معظم أنحاء العالم، لتكشف أن العنف ظاهرة عامة وأن التصدي لها ضرورة مشتركة، حتى ولو كان من خلال مجموعة من الرسومات" موضحة أن غالبية زوار المعرض أجمعوا على أن الأعمال جيدة وعن رغبتهم في زيارتها مرة أخرى طوال مدة المعرض المستمر حتى نهاية آب/ أغسطس الحالي.

ومن المقرر أن تكون اليونان ضيف شرف نسخة المعرض القادمة، ويعرض منها 26 عملا، فيما تكرم نسخة المعرض التالية اليابان، بعد الزلزال المدمر والكارثة النووية التي تعرضت لها في آذار/ مارس الماضي، وذلك بحسب قرار اللجنة المنظمة.

تؤكد فيكتوريكا أنها ستواصل مبادرتها بدون سقف زمني كي يتمكن الفنانون من إيصال رسائلهم من أجل التضامن والسلام في المكسيك ومونتيري على وجه الخصوص، وطالما استمر توافد الأعمال على عنوان المجموعة.

وتتابع "نحن الفنانون ننظر إلى الأوضاع مثل باقي الناس، ولكن هناك من بيننا من ينفعلون بصورة أكبر، وهنا يأتي دورنا للتعبير عن هذا القضايا من خلال الفن. كل ما نستطيع أن نقدمه من أجل التصدي للعنف وانعدام الأمن في مونتيري هو مواصلة تقديم فننا".

وهكذا تجد هذه الأصوات المنفردة من خلال فضاء الانترنت أو من خلال جدران الشوارع قضية يدافعون عنها في إطار الفن الذي تسعى إليه هذه المبادرة، والتي لا ترمي لتقديم حلول للأزمة، ولكن على الأقل أن تسلط الضوء عليها، وتأكيد أن الأمل قائم في إحلال السلام من خلال المشاركة.

يذكر أنه على أثر مجزرة راح ضحيتها واحد عشرون شخصا في أحد مقاهي مدينة مونتيري حذر الكاردينال فرانسيسكو روبليس أورتيجا، كبير أساقفة المدينة عن ألم الكنيسة الكاثوليكية وألمها لتصاعد وتيرة أعمال العنف نتيجة لتصفية الحسابات بين عصابات تهريب المخدرات والسلاح والإتجار في البشر في مونتيري. كما دعا الأسقف إلى التصدي إلى مثل هذه الأعمال الإجرامية التي تسبب الذعر في المجتمع، داعيا لاحترام الحياة البشرية.

وقد أكد أساقفة المكسيك الكاثوليك في أكثر من مناسبة أن تنامي العنف يضعف النسيج الاجتماعي، وعبروا عن قلقهم إزاء تصاعد وتيرة الإجرام والاتجار بالمخدرات وذكروا بواجب حماية الكرامة البشرية وشددوا على تنمية تعاون إيجابي وبناء لتخطي المشاكل الاجتماعية السائدة في البلاد.

جابرييلا سبينوزا
الجمعة 19 أغسطس 2011