نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

عن روسيا وإيران شرق المتوسّط

08/05/2024 - موفق نيربية

( في نقد السّياسة )

05/05/2024 - عبد الاله بلقزيز*

أردوغان.. هل سيسقطه الإسلاميون؟

03/05/2024 - إسماعيل ياشا

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام


متحف الفن الحديث في نيويورك يحتفي بمصورة "مابعد الحداثة" الأمريكية سيندي شيرمان




نيويورك - مانويلا امري - ينظم متحف الفن الحديث بنيويورك معرضا للفنانة سيندي شيرمان مصورة الفوتوغرافيا ما بعد الحداثة، ويضم المعرض أكثر من 170 عملا تتابع تطور أسلوب الفنانة الأمريكية منذ بداياتها في سبعينيات القرن الماضي حتى يومنا هذا وسيستمر المعرض حتى الحادي عشر من حزيران /يونيو القادم .


الأمريكية سيندي شيرمان في احد وجوهها
الأمريكية سيندي شيرمان في احد وجوهها
ولدت شيرمان عام 1954 بالولايات المتحدة الأمريكية (نيويورك، مانهاتن) حيث بدأت مشوار عملها في العشرينيات من عمرها مع قرار وحيد لا بديل عنه وهو ان تكون دائماً موضوع صورها، والشخصيات التي لعبتها أمام الكاميرا متعددة حتى قيل عنها إنها صارت تشكل بمفردها مع صورها "مجتمعاً متكاملاً يضم كل الوجوه والفئات والطبقات وكل الأشكال والألوان".
وقد لعبت سيندي شيرمان أمام الكاميرا كل الأدوار، ولكن كل أدوارها كانت غير ناطقة.

يتميز فن شيرمان باعتمادها على مساحيق التجميل والباروكات (الشعر المستعار) بشكل صارخ ولكن شيرمان لا تستخدم المساحيق لإخفاء العيوب كما هو معتاد وإنما على العكس تماما تستخدمها بشكل سلبي مخجل وساخر إلى حد كبير.
أبدعت شيرمان في صورها حتى أصبحت نجمة فوتوغرافيا ما بعد الحداثة ونمط من الفوتوغرافيا يركز على كل ما هو وحشي وقبيح .

ويضم المعرض المقام في الطابق السادس من متحف (MOMA) مجموعة كاملة لشخصيات نسائية متعددة كتلك التي نراها في الأفلام السينمائية، فنجد المرأة الهاربة من المجتمع وربة المنزل الملولة والعاهرات ومصففة الشعر والمهرجة جميعها قد خلدت في صور فوتوغرافية ضخمة الحجم .

تركز شيرمان في صورها على تعبير الوجه من خلال استخدام الماكياج المبتذل الذي يظهر بصورة عدائية ودائما وقد تحددت الشفاه لتعكس ابتسامة مبهمة وغامضة.
تعد شيرمان أحد كبار ممثلي فن التصوير الفوتوغرافي في العالم وتعد أعمالها الأكثر مبيعا في هذا المجال كما تعتبر لوحاتها الأغلى سعرا حيث تم بيع إحدى صورها التي تظهر فيها الفنانة ممددة على الارض في وضع بائس مجسدة المرأة الحزينة حيث بيعت في مزاد علني بحوالي ثلاثة ملايين يورو ضمن مجموعة من الصور تحت عنوان " لقطات فيلم بلا عنوان".

تم تصوير هذه المجموعة في الفترة بين عامي 1977 و 1980 والتي تعتبر باكورة أعمال شيرمان منذ ثلاثة عقود وكان عمرها في ذلك الوقت 23 عاما.

استوحت شيرمان وجوهها من أفلام هوليوود السينمائية في الفترة بين الخمسينيات والستينيات حيث أظهرت الكاميرا أنماطا مختلفة من السيدات في ذلك الوقت من ربة منزل مذعورة إلى نوع من النساء الذي يمثل قنبلة جنسية ونمط من النساء البائسات التي تقضي وقتها في حالة انتظار في إحدى غرف فندق بائس.

بدأت شيرمان أعمالها بالأبيض والأسود ثم واصلت وجوهها التي يبدو عليها المعاناة والألم والحزن في مجموعتها التالية التي ظهرت عام 2000 والتي تضم صورا لشخصيات تعاني من الفشل والإحباط .
في عام 2006 قام متحف "جو دو بوم" الباريسي بالاحتفال بالمصورة الفوتوغرافية الأميركية سيندي شيرمان وخصص لها معرضاً شاملا استحضر المراحل التي مرت بها فيعالم الصورة الفوتوغرافية في إطار الفانتازيا الخاصة التي جعلتها تعمل على تركيب شخصيات معينة وتصويرها وصولاً إلى أبرز اللقطات لها في الإعلان السينمائي وفي تصوير النجوم.

شكل الجزء الاول من المعرض نحو ثمانين صورة التقطتها المصورة ما بين 1977 و1980 بالأسود والأبيض، أما الجزء الثاني من المعرض فقد ضم صورا بالألوان من وحي أفلام كوميدية أو شخصيات عالمية: الدمى وأيضا الوجوه التي تتأرجح بين الواقعي والخرافي اوالفانتازي بوحي من عالم الأدب والسينما في القرنين التاسع عشر والعشرين: فرانكشتين، ماري شيللي او دكتور جيكل ومستر هايد لروبير لويس ستيفنسون.

تقول شيرمان في حوار معها نشر في مجلة نيويورك تايمز إنها لا تمثل أي من هذه الشخصيات التي قامت بتصويرها بل على العكس تماما إن هذه الشخصيات تمثل النقيض بالنسبة لشيرمان، موضحة "ربما تمثل ما هو مرفوض بداخلي" .

ومع كل هذا النجاح الذي حققته شيرمان يبقى السؤال مطروحا كيف تستطيع هذه المرأة أن تعيد اختراع وجوه لنفسها مرارا وتكرارا وأن تعمل دون مساعدين .

نظمت أمينة متحف الفن الحديث (MOMA) ايفا رسبيني معرضا للفنانة تحت عنوان " "بأثر رجعي " يضم وجوها من عالم الخيال والكرنفال وجوه من الحكايات والقصص والتاريخ وجوه تمثل الصراع الطبقى وعلى الرغم من اختلاف الأنماط إلا أن جميعها لا يخلو من تعبير رعب وغرابة مثيرة للاشمئزاز .
اختفت شيرمان فترة منذ أواخر الثمانينيات ثم عادت بصورة تعكس قبحا جديدا وصورا تضم قيئا وبرازا وأطرافا صناعية حيث قامت الفنانة بإضافة ما يمكن وصفه بـ" عنصر الصدمة " وبدت كما لو أنها حرباء قادرة على التلون في جميع الحالات .

ومع مرور الزمان لا تظهر التغييرات على وجه المصورة شيرمان ( 58 عاما) فقط بل يتغير أسلوبها في العمل أيضا وبعد أن كانت تعمل على وجهها وحده كلوحة زيتية أصبحت شيرمان تستخدم التقنيات التكنولوجية الحديثة وبدأت بإظهار الوجوه قبيحة مستخدمة الفوتوشوب بدلا من الماكياج وهو ما يذكره دليل المعرض بالمتحف .

أما آخر أعمال شيرمان فتظهر كبيرة الحجم وقد استخدمت فيها كل امكانيات الديجيتال لتبدو الوجوه بها وكأنها قد خرجت للتو من عملية تجميل جراحية فيظهر الوجه وقد تباعدت العيون وانتفخت الوجنات ويظهر العنق تغطيه التجاعيد بالكامل ويبدو كما لو أن نساء شيرمان قد حوصرن بحالة من القبح والقسوة .

مانويلا امري
الاربعاء 21 مارس 2012