تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

طبالون ومكيودون وحائرون

07/11/2025 - ياسين الحاج صالح

"المتلحف بالخارج... عريان"

07/11/2025 - مزوان قبلان

كيف ساعد الهجري و"قسد" سلطة الشرع؟

07/11/2025 - حسين عبد العزيز

” قسد “.. ومتلازمة انتهاء الصلاحيّة

07/11/2025 - رئيس تحرير صحيفة الرأي

مفتاح الشَّرع الذَّهبي

06/11/2025 - د. مهنا بلال الرشيد

هل يعرف السوريون بعضهم بعضا؟

29/10/2025 - فارس الذهبي

كلمة للفائزين بعضوية مجلس الشعب السوري

26/10/2025 - ياسر محمد القادري


من الطاقة للثقافة وبينهما الكرة .....منتدى أصيلة الثقافي حكما للمونديال




أصيلة - صوفية الهمامي - يبدو أن المثقف يظل دوما مشغولا بالحدث، يعيش أعماقه ويحلل أبعاده ويفكر فيه مليا منهمكا فيه من قمة رأسه حتى قدميه، ولئن كان هذا المعنى قد صاغه القول السائد من رأسه حتى أخمص قدميه دليلا على معنى الانهماك عند الشخص بالموضوع، فقد صار هذا القول حقيقة عملية تمثلت في انشغال طائفة المثقفين في أصيلة بالمباراة النهائية لمباراة كأس العالم التي جمعت اسبانيا وهولندا وقادها الشرطي الانكليزي


ساحة اصيلة ...متابعات حماعية شغوفة على الشاشة الرياضية
ساحة اصيلة ...متابعات حماعية شغوفة على الشاشة الرياضية
وإن كان الأمر قد بدا غريبا للوهلة الأولى حين سارع المنتدون لإيقاف أو إنهاء ندوتهم ونقاشاتهم حول الطاقة المتجددة، لكي يشهدوا الحدث على شاشة عملاقة أعدت للغرض، لكنهم بذلك قد عبروا على اقتناعهم بان الطاقة كل لا يتجزأ، يمتد من رأس الإنسان وعقله وصولا إلى أطراف قدميه.
وإلا ما الذي يدفع هؤلاء المفكرين المتميزين في موضوع الطاقة والاقتصاد، لمتابعة الجسم البشري وهو في كامل طاقته ومنتهى رشاقته يتحرك في خفة ويقفز في أناقة وهو يضرب الكرة برأسه ويحاور بها الخصم ويقذفها برجليه محاولا تسديد قذيفة في مرمى المنافس.
وكان السؤال الذي يراودني وأنا أشهد الانتقال المفاجئ لهده الثلة من المفكرين الاقتصاديين من موضوع الطاقة إلى موضوع الكرة هو : هل ينظر هؤلاء المختصون إلى الحدث الكروي نظرة رياضية بحتة أم أنهم لا يستطيعون التخلص من آثار مهنتهم؟ أي كما يقول المثل الشعبي "يموت الزمار وأصابعه تلعب".
وإذا كنا قد أومأنا إلى علاقة الطاقة بالحدث الكروي بصفته مثالا للطاقة العليا عند الإنسان الرياضي، ويأتي هذا الربط من نافلة القول والملاحظة فان ربط الكرة بالاقتصاد كموضوع للطاقة يستحق منا التأمل والكشف.

حضور اماراتي وخليجي مكثف امام شاشات المونديال في اصيلة
حضور اماراتي وخليجي مكثف امام شاشات المونديال في اصيلة
وإذا كان المثل العربي يقول خير الكلام ما قل ودل، فإن هذا المثل ينطبق أكثر ما ينطبق على الفعل الدال على العمل، فكلما تركز العمل قويت آثاره وكلما تكثف الفعل زكت نتائجه، وصار الفعل كالقول أدله أقله.
وهذا ما نشاهده مجسدا في ملعب كرة القدم، مثل ما نشاهده في اقتصاد المعرفة، فالفريق الذي قام بالتركيز في لعبه معتمدا على خطة ذكية بعيدة المدى مترابطة في نقل الكرة بين أعضاء الفريق الواحد محافظا عليها بين أرجل لاعبيه أطول فترة ممكنة دافعا الخصم إلى اليأس وتوقع الهزيمة نفسيا قبل وقوعها عمليا .
كل دلك يشكل حالة من الطاقة المقتصدة أو الاقتصاد في الطاقة جعلت الفريق الاسباني الذي التزم بدلك المخطط في كامل طاقته ورشاقته وقوته حتى نهاية المباراة محققا بدلك نصره المؤزر على خصمه الهولندي
فاللعب الكروي لا يحتمل تضييع الوقت بنقل الكرة بصورة غير مدروسة، تماما مثل ما لا يحتمل الخطاب اللغوي مزيدا من الثرثرة يتجاوز بها المتكلم الاقتصاد اللغوي المطلوب لأنه بدلك يضيع المعنى أو الدلالة التي يحوم حولها دون أن يحققها .



صوفية الهمامي
الثلاثاء 13 يوليو 2010