نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

عن روسيا وإيران شرق المتوسّط

08/05/2024 - موفق نيربية

( في نقد السّياسة )

05/05/2024 - عبد الاله بلقزيز*

أردوغان.. هل سيسقطه الإسلاميون؟

03/05/2024 - إسماعيل ياشا

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام


من مانديلا الراحل إلى مانديلات سورية المحجوبين






مانديلا الراحل الكبير والحاضرفي ضمير شعبه وذاكرة الإنسانية، سيشيع في جنازة وطنية وعالمية بالتأكيد، اعترافا برمزيته الكبيرة كمناضل في سبيل تحرير شعبه وتخليص الأفارقة السود من ظلم نظام الأبارتايد وعنصريته، وبالتوازي مع استعادة إنسانية البيض وتطهرهم من ظلمهم لأخوتهم ومواطنيهم. لكن قيادته الأبرز كانت للتسوية التاريخية التي ستبقى مثالا عالميا لافتا، في تحقيق المصالحة الوطنية بين أعداء الأمس ومواطني البلد الواحد. الأمر الذي كان له الدور الأكبر في إنجاز التغييرالسياسي والاجتماعي في دولة أفريقيا الجنوبية، وتجاوزها لآثار الصراع الطويل الدامي بأقل التكاليف وأسرع الطرق. وفي إنشائه المبتكر للجنة الحقيقة والمصالحة كان هناك تطبيق فعال لفكرة العدالة الانتقالية التي سهلت ذلك العبور الآمن والصعب من اضطراب الماضي إلى أمان الحاضر والمستقبل، وجعل دولة جنوب أفريقيا جنة المواطنة وحقوق الإنسان. بل جعلها، كما قال في نهاية رسالته إلى الثوار العرب، واحدة من أروع قصص النجاح الإنساني اليوم.


 

خلاصة تجربته وإنجازها الوطني والإنساني المذكور، كان هو الدرس الذي تضمنته رسالته إلى الثوار العرب، وكنت شخصيا قد أشرت إلى ذلك قبل حوالي السنتين في بداية الثورة، في كلمتي التي ألقيتها في تأبين شهداء الرستن ( يوتيوب 4/5/2011)

(أرجوكم أن تفكروا بمستقبل سورية، نريد سوريا الجديدة لجميع أبنائها، سورية دولة حقوق الإنسان ,سورية للجميع , رددوا معي : الدين لله و الوطن للجميع, حياّكم الله .و أعاهدكم أنا الذي ولدت من أبوين عربيين مسلمين سنيين ، وكان ممكنا لي أن أولد من ابوين مسحيين، أو علويين أو كرديين، لكنني اخترت ثقافة حقوق الإنسان و المواطنة انتمائي, اخترت هويتي وهي المواطنة السورية ,بهذه المواطنة أرفع رأسي عالياً فأنا أبن سوريا الجديدة.

لقد أمضيت حتى اليوم 68 عاماً من عمري لم أسعد بها حتى تحررت في ساحة التحرير (ساعة حمص) يوم الاعتصام . لقد حررنا أنفسنا من جرائم الديكتاتورية , من جرائم صمت 48 عاما لم يعرف العالم مثلها صمتا وتغطية على الاستبداد والفساد.(.....( كان ذلك ، ضمن مسيرة سنوات طويلة من الصمت كما تتذكرون.. اليوم نهضتم أيها الشباب ، أنتم مستقبلنا ، نحن ذاهبون وأنتم ماضون في طريق سوريا الجديدة، وقد تعلمنا الدرس، الدرس العظيم : نسامح لكن لانننسى، نسامح كي لانغرق في ثارات وانقسامات، ولاننسى كي نتعلم من أخطاء الماضي . هذا هو الدرس العظيم لثورة جنوب أفريقيا ، سامحوا الماضي وتعلموا منه !.

سامحوا الماضي و تعلموا من أخطائه , كي لا تقعوا بها ثانية . لا تقعوا في أي حقد أو كره , تعلموا التضامن مع بعضكم فنحن أبناء سوريا جميعاً , من جميع الطوائف والأديان والقوميات والجماعات!.)

ذلك هو الدرس الثمين لمانديلا، الذي لايفوتني في نهايته، أن أحيي مانديلات سورية المغمورات والمغمورين، الذين لم يحظوا بإعلام أو دعاية أو شهرة ذات مستوى يليق بتضحياتهم. أولئك مانديلات سورية الذين أمضوا عشرات السنين في معتقلات لا ترقى إلى كلمة سجن، وتبدو معها سجون مانديلا (سواء في جزيرة روبن آيلاند، أو بولسمور أو فيكتور فيرستر) فنادق مرفهة، أولئك الذين كانوا في سجن المزة أو تدمر أو الفروع "الجوية" وحتى "الأرضية" ! ومعظمها ما دون ذلك، أو الذين ما زالوا حتى اليوم مخطوفين ورهائن لدى شبيحة النظام وأجهزته، وبينهم أولئك الذي زاملتهم فترة (إقامتي) في مهجع القبو بسجن حمص المركزي، والذين ما زال بعضهم بين جدرانه الرطبة والمتفسخة متآلفا مع حشراتها وديدانها المزمنة!!.

إلى جميع أولئك المانديلات في سورية، من كان منهم باقيا في المعتقل أو من خرج سابقا أولاحقا ، وما بدلوا تبديلا من أجل حرية سورة وخلاصها. وأولهم مانديلا سورية ، الصديق والمعلم الكبير: أ.رياض الترك، الشهير تاريخيا بـ (ابن العم) بين أبناء شعبنا ، وعلى طريقة شهرة مانديلا باسم ( ماديبا) بين أبناء شعبه. إلى كل هؤلاء أقول لهم : أنتم في قلوبنا ونحن على العهد إن شاء الله .
----------------------
صدى الشام

نجاتي طيارة
الاربعاء 11 ديسمبر 2013