نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي


منقبات في كولومبيا بسبب ظاهرة حرق وجوه النساء بماء النار




بوجوتا - تاتيانا رودريجز - في السنوات الأخيرة تزايدت ظاهرة الاعتداء على النساء في كولومبيا باستخدام مواد كيماوية حارقة، لترتفع بذلك نسبة النساء المصابات بالحروق الكيمياوية إلى 45 % ولتضع كولومبيا في قائمة الدول التي تتعرض نساؤها لمثل هذا النوع من الإصابات الخطيرة.


منقبات في كولومبيا بسبب ظاهرة حرق وجوه النساء بماء النار
 
وتتعرض أكثر من مئة سيدة كولومبية منذ عام 2002 إلى تشوهات بسبب تعرضهن لمثل هذه الحوادث من حروق وتشوهات تعدت التشوهات الظاهرة في الجلد لتصل إلى تشوهات للروح، تضطر الضحايا لإخفائها بالنقاب في قلب بوجوتا عروس الكاريبي التي باتت تعيش خوفا دائما من أن يبقى الجاني بلا عقاب.
 
وعلى الرغم من صدور قانون جديد تم إقراره في مجلس الشيوخ في آيار/ مايو الماضي ينص على معاقبة الجاني بالسجن لسنوات تمتد من ثمانية إلى 20 عاما كما يحد من بيع المواد الكيماوية التي تستخدم في مثل هذه الاعتداءات إلا أن  هذا القانون للأسف لم يتم تفعيله إلى الآن في انتظار الموافقة الاخيرة عليه من الرئاسة.
وبكل هذه الآلام تعيش السيدة كونسويلو كوردوبا وهي سيدة سمراء شابة يتيمة وفقيرة  تعرضت للحرق بالكيماويات منذ ثلاثة عشر عاما وكان الجاني هو حبيبها الذي اعتبرته حب عمرها.
تقول كونسيليو إن الحروق كانت بالغة وأنها وصلت إلى المستشفى في حالة يرثى لها مع ضيق في التنفس وآلام رهيبة ناهيك عن الآلام النفسية التي كانت تشعر بها بسبب علاقتها بالجاني الذي تسبب في كل هذه الآلام والجراح.
 تقول كوردوبا وهي تذرف دموعها "لقد أجريت لي حوالي 43 عملية جراحية في الوجه والصدر والظهر، ولا زالت التشوهات باقية".
هذا وتؤكد الطبيبة باتريشيا جوتيريز رئيسة قسم الحروق بمستشفى سيمون بوليفار في كولومبيا أن الحروق الناتجة عن المواد الكيمياوية هي غالبا حروق خطيرة من الدرجة الثالثة قد تؤدي إلى ضياع العين أو طمس تجويفات الأنف والفم وغالبا ما تسبب عاهة مستديمة بالجسم.  
جدير بالذكر أن الحروق الكيمياوية تختلف عن الأنواع الاخرى من الحروق كالحروق بالنار أو بصعق الكهرباءفي عدة خصائص:يرجع سبب حدوث الحروق الكيمياوية إلى ملامسة جلد الإنسان لمادةكيمياوية قوية التركيز بأنواعها المتعدده سواء حمضية أو قلوية.وقد يحدث تفاعل مستمربين المادة الكيمياوية المسكوبة على الجلد وخلايا جلد الجسم ، مما ينتج عنه تفاعلكيميائي حراري يزيد من إصابة خلايا جلد الجسم بواسطة عملية التليف النسيجيالصلب، بعكس المادة القلوية التي تتلف خلايا الجسم بواسطة عملية التليف النسيجياللين والتي تسبب تدمير خلايا الجسم الى درجة الميعان. 
وقد يحتاج المصاب إلى العديد من العمليات الجراحية المتوالية من أجل تحسين الحالة ومع ذلك فإن الإصابة لابد وأن تترك عاهة مستديمة في معظم الحالات. 
وتذكر الدكتورة باتريشيا أن ما يزيد الأمور سوءا أن المصاب لا يذهب إلى المستشفى مباشرة بل غالبا ما يحاول معالجة الأمور على يد أشخاص غير متخصصين وقد يرجع ذلك على الأرجح إلى سوء الأحوال المادية حيث يتكلف علاج مثل هذه الحروق مبالغا طائلة.
أما أستاذة علم النفس كلارا اوسبينا التي تعمل في مؤسسة بوجوتا للحروق فتؤكد أن النساء اللاتي تتعرضن للحروق الكيمياوية، تتدمر حياتهن النفسية وتشعرن بالرفض من جانب المجتمع بل وتعتبرن أن حياتهن العملية قد انتهت وأنهن قد حكم عليهن بالإعدام،  ويكفي صراعهن اليومي مع المرآة حيث يبحثن عن أنفسهن فلا يجدوها ويتذكرن تلك الطفرة التي نقلتهن من حياتهن إلى هذا المخلوق الذي يصعب عليهن هن أنفسهن التعامل معه.
يشار أن هذه الظاهرة بدأت في بعض البلدان الآسيوية الفقيرة مثل باكستان وبنجلاديش حيث تتجلى بوضوح مآساة التمييز بين الرجال والنساء، وتعد نوعا من القتل المتعمد للنساء حيث تعيش المرأة ولا يمكن لها أن تتزوج أو تعمل.
وانتقلت هذه الحوادث إلى كولومبيا، البلد اللاتيني وتتعرض لها النساء من مختلف الطبقات طالبات وزوجات وأمهات وحتى فتيات الليل، قد يتعرضن لمثل هذه الحوادث التي غالبا ما يكون سببها الغيرة التي تدفع بالرجال لتدمير أنوئة المرأة فلا ينظر لها رجل مرة أخرى.
وقد تتعرض الجميلات لمثل هذه الحوادث وقد وقعت حادثة عام 2010 لملكة جمال إحدى مقاطعات كولومبيا البالغة من العمر 22 عاما حيث تعرضت لهجوم بأحماض كيمياوية من مجهول  تسببت في حروق بالغة في الوجة والرقبة علاوة على الاكتئاب والتشوهات النفسية.
لهذا يجب على الدولة أن تسرع في تفعيل القانون الذي يجرم ويحد من بيع هذه الأحماض فلا يمكن السماح بأن تؤدي أحماض لا يتجاوز سعرها خمسة دولارات ويتاح الحصول عليها بكل سهولة إلى تدمير للجسم وتشويه للروح وإعدام نفسي واجتماعي.

تاتيانا رودريجز
الاربعاء 11 سبتمبر 2013