تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

طبالون ومكيودون وحائرون

07/11/2025 - ياسين الحاج صالح

"المتلحف بالخارج... عريان"

07/11/2025 - مزوان قبلان

كيف ساعد الهجري و"قسد" سلطة الشرع؟

07/11/2025 - حسين عبد العزيز

” قسد “.. ومتلازمة انتهاء الصلاحيّة

07/11/2025 - رئيس تحرير صحيفة الرأي

مفتاح الشَّرع الذَّهبي

06/11/2025 - د. مهنا بلال الرشيد

هل يعرف السوريون بعضهم بعضا؟

29/10/2025 - فارس الذهبي

كلمة للفائزين بعضوية مجلس الشعب السوري

26/10/2025 - ياسر محمد القادري


مهرجان لشهداء حزب الله في مدرسة مارونية يؤجج خلافا مع المسيحيين في لبنان




بيروت، حسن عبّاس – تفاعل الخلاف حول إحياء "حزب الله"، الإثنين، ذكرى شهدائه الشيخ راغب حرب والسيد عباس الموسوي والحاج عماد مغنية في "مدرسة الحكمة" التابعة لمطرانية بيروت للموارنة، والواقعة في منطقة جديدة المتن المسيحية. واساس الخلاف هو محاولة "حزب الله" اختراق الساحة المسيحية، خاصة وأنّه استأجر قاعة في المدرسة تحت عنوان آخر.


مشهد من مهرجان حزب الله في مدرسة الحكمة
مشهد من مهرجان حزب الله في مدرسة الحكمة
ورداً على إقامة الإحتفال المذكور، أبدى عضو الأمانة العامة لقوى 14 آذار نوفل ضو خشيته من تكرار محاولات حزب الله وحلفائه الهادفة الى اختراق الكنيسة عبر مؤسساتها وصروحها التربوية، بعدما فشل في اختراق مواقفها الوطنية، في محاولة لفرض ثقافة سياسية وحزبية معينة تحت ستار المحاضرات واللقاءات وإحياء المناسبات.
وتمنى ضو لو أن حزب الله لم يقدم على ما أقدم عليه من مناورات أدت الى نجاحه قبل يومين في التسلل الى قاعات وأبنية مدرسة الحكمة التابعة لمطرانية بيروت المارونية في الجديدة تحت ستار احتفال لجمعية خيرية تبين لاحقاً أنه مهرجان في ذكرى عدد من مسؤولي حزب الله.

واعتبر ضو أن للمسيحيين قناعات وقيما ومفاهيم يجب على شركائهم في الوطن احترامها وأخذها في الاعتبار بدل السعي الى الالتفاف عليها واختراقها ومحاولة توظيفها في خدمة مشروع سياسي يتحفظ قسم كبير من المسيحيين واللبنانيين عليه. ورأى أن هذه الممارسات تنعكس سلباً على العلاقات بين اللبنانيين، وترفع الحواجز النفسية والسياسية في ما بينهم، بدل هدمها، وتساهم في تأجيج مشاعر القهر عند المسيحيين نتيجة للإستقواء عليهم وعلى مناطقهم وعلى مؤسساتهم وصروحهم التربوية.
وفي ذات السياق، صدرعن اقليم المتن الكتائبي بياناً اعتبر أن هناك "سلاح جديد أضافه حزب الله امس الى سلاحه الذي يفتخر به، هو سلاح الخداع. استعمله مرة جديدة في الداخل ليحتل صالة في قلب مدرسة عريقة في التاريخ، خدع القيميين عليها برفع شعار الحوار الأسلامي المسيحي - فيما الهدف الحقيقي كان احياء ذكرى شهدائه السنوية. وامام محاولات فرض الأمر الواقع شكل شباب الكتائب وفدا زار مدير المدرسة وقدم اليه اعتراضاً شديد اللهجة يرفض محاولات تحويل المنطقة الى مربع امني .
وعندما ادرك القيمون على الخديعة ان خديعتهم انكشفت وان انضباطهم المتستر لم يرهب شباب الكتائب قرروا العودة الى طرقهم التقليدية في الترهيب فتهجموا على اربعة من اعضاء الوفد عند بوابة المدرسة. وبعد تلاسن معهم ومصادرة هواتفهم النقالة، ألقوا القبض عليهم قبل تدخل الجيش اللبناني وبعدما كاد الأمر يؤدي الى ازمة لا تحمد عقباها".
وأضاف البيان "ان ما حصل بالأمس هو بمثابة انتهاك فاضح لكل الأصول والأعراف، ومن يدعي المقاومة لا يلجأ الى الخداع ولا الى عرض قوة في منطقة معروفة الانتماء ترفض كل انواع الممارسات الميليشيوية ولا ان يتولى امنها عناصر انضباط اي حزب مسلح مهما كان انتماؤه وترفض ان تكون السلطة على طرقاتها بالتوازي بين القوى الأمنية الشرعية واخرى غير شرعية".

وكان "حزب الله" قد دعا عند الرابعة من عصر امس الى احتفال خطابي في مسرح مدرسة الحكمة ـ جديدة المتن. وتحدث في الاحتفال عضو تكتل التغيير والإصلاح النائب الدكتور نبيل نقولا وعضو المجلس السياسي في حزب الله الحاج محمود قماطي، إضافة الى قصيدة للشاعر جورج شكور.
بداية المهرجان سبقتها حركة اتصالات واسعة بين مطرانية بيروت المارونية من جهة وبعض المعنيين بهدف احتواء مفاعيل الاحتفال ومحاولة حصره او إلغائه، خاصة بعد انتشار معلومات عن انتشار لعناصر انضباط "حزب الله" في المحيط. وقد أدت الاتصالات الى اتفاق على حصر الاحتفال في داخل القاعة من دون اي مظاهر خارجية ان لجهة رفع صور او اعلام الحزب او مكبرات صوت.
وكان قد تم استئجار القاعة الكبرى في المدرسة منذ نحو شهر من قبل رئيس بلدية الجديدة انطوان جبارة على اساس ان احتفالاً لجمعية خيرية او ما شابه سيقام فيها. ثم، وقبل نحو ثلاثة ايام فوجئت مطرانية بيروت بأن الاحتفال سياسي وهو لـ"حزب الله" الأمر الذي استدعى اتصالات أجراها راعي أبرشية بيروت للموارنة المطران بولس مطر بنواب وفاعليات المنطقة علهم يتمكنون عبر مواقعهم السياسية من "فعل شيء ما"، وهو الأمر الذي أكدته مصادر مطرانية بيروت، إلا ان الوقت لم يكن ليسمح بإلغاء الاحتفال بعدما وجهت الدعوات فكان التوافق على حصره وتحديده تلافياً لأي توتر في المنطقة.
وتحرّك النائب عن "حزب الكتائب" سامي الجميل داعياً الى ضرورة تجنب التوترات في هذه المرحلة مشيراً الى انه طلب الى أبناء المنطقة التريث والهدوء وعدم افتعال اي مشكلة من شأنها توتير الأجواء. وأوضح ان الاتصالات جارية لمعالجة الأمر، علماً ان الاحتفال يقام بإذن من المطرانية والمدرسة وليس عنوة او بطريقة غير شرعية إلا انه يبدو ان في الأمر التباساً معيناً.

وعلى الرغم من تمثيل التيار الوطني الحر في المناسبة، فقد اعلن أمين سر تكتل "التغيير والإصلاح" النائب إبراهيم كنعان أنه لم يكن على علم بها إلا منذ يوم السبت الماضي عندما تلقى اتصالاً من مطران بيروت للموارنة بولس مطر أبلغه في خلاله بالأمر. واشار الى ان المدرسة فوجئت بأن قاعتها استئجرت لغير الغاية التي حددت لها، اي لحفل خيري، من قبل رئيس بلدية الجديدة وتبين انها لمهرجان يقيمه "حزب الله"، علماً ان لا مشكلة بين المدرسة والحزب، لكن كون المدرسة لا تؤجر صالاتها للمهرجانات السياسية.
وتعقيباً على الأزمة، أوضح رئيس بلدية الجديدة انطوان جبارة انه تم الاتصال به من اجل اقامة ندوة حوار حول التعايش المسيحي الإسلامي، ولكن لاحقاً، علم ان وفداً زار ادارة المدرسة وأعلمها بإقامة مهرجان عام للشهداء.
واليوم، أوضحت إدارة مدرسة الحكمة - مار مارون في جديدة المتن، في بيان أصدرته تعليقًا على إقامة إحتفال لشهداء "حزب الله" في حرمها أنه "قبل نحو أسبوعين طلب من إدارة المدرسة السماح بإقامة لقاء في قاعة الإحتفال في حرمها على أساس أنه لقاء حواري مسيحي- إسلامي فوافقت على الطلب تشجيعًا منها لمثل هذه الحوارات الثقافية التي تخدم وحدة لبنان".
وذكرت الإدارة أنه "منذ أيام قليلة علمت أن الإحتفال المنوي إقامته له طابع سياسي، ولكن لم يكن ممكنًا معنويًا لها أن تطلب نقله في وقت قصير إلى مكان آخر"، مؤكدةً إستمرارها على "مبدأ عدم السماح بالقيام في حرمها بأي نشاط سياسي"، طالبةً من "الجهات المعنية كافة أخذ العلم بهذا التوجه منعًا لأي إلتباس في المستقبل".

حسن عباس
الاربعاء 17 فبراير 2010