نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

( الحركة ليست بركة دائماً )

22/05/2024 - حازم نهار *

بين الجنون والسجون

22/05/2024 - إلياس خوري

سورية.... الخروج من المستنقع

22/05/2024 - علي العبدالله

عن روسيا وإيران شرق المتوسّط

08/05/2024 - موفق نيربية

( في نقد السّياسة )

05/05/2024 - عبد الاله بلقزيز*


هل قتل جامع جامع حقاً ؟






منذ عدة أشهر تسريت إشاعات حول مقتل اللواء جامع جامع رئيس فرع المخابرات العسكرية في محافظة دير الزور، الرجل الأسدي القوي، وهو من مخلفات الحقبة الامنية في لبنان، عندما كانت سورية ولبنان شعب واحد في بلدين كما قالها آنذاك الأسد الأب في تبرير الاحتلال الأسدي وأجهزته الأمنية للبنان، ومن بعده اجترها أولئك الذين يدّعون المقاومة والممانعة في البلدين اللذين هدّهما القهر والقبضة الحديدية الأمنية، بدءاً من غازي كنعان الذي قيل أنه انتحر في مكتبه عندما كان يشغل منصب وزير الداخلية، وليس انتهاءً باللواء جامع جامع الذي استلم لبنان من رستم غزالة لفترة قصيرة قبل أن يعلن الأسد الابن انسحابه من لبنان بعد أن فرض عليه هذا الانسحاب بالقوة إبان اغتيال


  الحريري، رئيس وزراء لبنان.

منذ أيام، أعلن التلفزيون الرسمي للنظام السوري عن مقتل اللواء جامع جامع، رئيس فرع المخابرات العسكرية في دير الزور بسبب إطلاق نار عليه من قبل مسلحين إرهابيين، وفي الوقت ذاته أعلن الجيش الحر، وعلى لسان المنسق الإعلامي والسياسي للجيش الحر لؤي المقداد عن اغتيال جامع بعبوة ناسفة استهدفت موكبه في حي الرشيدية في دير الزور، وربما تضارب الأنباء عن سبب مقتل جامع جامع لا يثير اهتمام البعض إلا ان هناك وسائل إعلام أخرى أفادت بأن من قتل جامع جامع هو عسكري علوي نقل منذ أيام إلى دير الزور، والنظام ألصق هذه التهمة بالعصابات الارهابية المسلحة لتبرئة نفسه من الاغتيال.ِ

الغاية هي مقتل رجل قوي للنظام من حجم جامع جامع، هذا ما يذهب إليه البعض، خصوصاً أن هذا الرجل كان صلة الوصل الأساسية بين نظام المالكي في العراق ونظام الأسد، وأيضاً بين حزب العمال الكردستاني، بذراعه العسكرية pyd أي "صالح المسلم" عضو هيئة التنسيق والنظام من جهة أخرى، وبالتالي انضمام هذا الضابط إلى من قتل في تفجير خلية الازمة سوف يكون ضربة قاسية للنظام، مما ينذر بنهايته الحتمية، على أساس أن هذا النظام الأمني يحكم من قبل رجال المخابرات وليس السياسيين.

في وقت متزامن تسرب للإعلام أن أحد رجالات المخابرات السورية كشف مخططاً للنظام السوري بأوامر رئاسية لتصفية رجالات شاركوا النظام في حكم لبنان، ووردت أسماؤهم في التحقيق الدولي في محكمة اغتيال رفيق الحريري، ومن بين هذه الأسماء رستم غزالة، وجميل حسن، وعلي مملوك، وهم من يمكن أن نقول عنهم أنهم حكام سورية الفعليين، الذين يرسمون خطة البقاء للنظام، لأن انهيار النظام هو موتهم المحقق.

أعتقد أن خبر مقتل جامع جامع فيه الكثير من الشك، والقليل من اليقين، فأن يتمكن النظام من قتل رجل قوي ، هذا يعني أن هذا النظام استطاع ان يقطع كل صلات هذا الرجل بالخارج، من المالكي إلى إيران إلى الأحزاب الكردية، وإلا لانشق عن النظام، ووجه ضربة قوية له، وبدل أن يقتل، لكان قد حصل ربما على منصب رئيس جهاز الاستخبارات في الثورة، على مبدأ أن المناصب العسكرية والأمنية من حق المنشقين عن النظام، كما تسرب من مناف طلاس إلى علي حبيب، أما عن اغتياله من قبل الجيش الحر ظهر لنا أن حتى ما يسمى بالمنسق الاعلامي و السياسي لا يحمل الرواية الصحيحة، خصوصاً أنهم أعلنوا عن اغتياله في مرة سابقة، تم تكذيب الخبر من النظام، وأعلن عن اغتياله بعد إعلان النظام لهذا الخبر! .. إذن أين الحقيقة ؟

في واقع الأمر أن هناك افتراضان أساسيان في مقتل جامع جامع، الأول: أن كتائب الجيش الحر استطاعت بعملية أمنية دقيقة اغتيال ضابط الأمن الذي يحظى بحراسة مشددة، على اعتبار أنه من أهم رجالات النظام، ويجب الحفاظ على أمنه.

وقد يكون النظام بالفعل قرر الاستغناء عنه، والتخلص منه ومن رفاقه في قضية الحريري، ليذهب إلى جنيف 2 وقد تخلص من أوساخ الحقبة الماضية للدخول إلى عهد جديد لسورية الجديدة التي ربما يكون رئيسها في الفترة الرئاسية القادمة 2014-2021.

أما الافتراض الثاني- والذي أميل إليه جداً- على اعتبار أن نظاماً مجرماً كهذا النظام لا يمكن أن يقتل رجاله ويتخلص منهم بسهولة، لأنه في حقيقة الأمر، هذا النظام بدون القوة الأمنية يصبح أضعف من بيت العنكبوت، و يسقط مع أول كلمة "ارحل"، وأعتقد أن ما تسرب عن ضابط المخابرات السوري، وعن الشخصيات التي سيتم اغتيالها، واغتيال جامع جامع مع أول أيام عيد الاضحى، الذي من المفروض ان يذهب فيه الى بيته في مدينة القطيفة، وإعلان إعلام النظام الخبر بشكل مباشر، و تحريك المياه الراكدة في المحكمة الدولية بشأن اغتيال الحريري، وصدور قائمة اتهام بحق مشتبه به خامس، كل ذلك يدعو إلى أن هذه الشخصيات الامنية يجب أن تختفي إلى ما بعد جنيف 2، وهدوء المحكمة الدولية ليكون النظام السوري في أمان من أي عقوبات دولية، أو تحويل الملف السوري إلى محكمة الجنايات الدولية على اعتبار أن مجرمي الحرب قد قتلوا، ولا يمكن أن تكون هناك قضية ضد أشخاص مقتولين!

و بذلك تسقط كل التهم التي لا يعتبر بشار الأسد متهماً بها بشكل غير مباشر، فيتم الإعلان عن مقتلهم، واختفاء شخصياتهم بعمليات للعصابات الإرهابية، أو بطريقة أخرى، وبالتالي هم في مكاتبهم يمارسون العمل الأمني تحت قبعة الاخفاء من المحاكمة!
---------------------
صدى الشام

مرهف دويدري
الثلاثاء 12 نونبر 2013