الممثل الفلسطيني سليم ضو
ويحمل الفيلم عنوانا مؤقتا هو" غير المخترقين"، لأنه ربما يصبح "أرض الأكاذيب" كما صرح لنا المخرج وكاتب السيناريو الايطالي المقيم في فرنسا جاكمو باتياتو، أما عن اختياره تونس لتصوير فيلمه، قال أنه إلى جانب الممثلين التونسيين العاملين معه في هدا الفيلم مثل هشام رستم وفتحي الهداوي وصلاح مصدق، وجد في الطبيعة الجغرافية لتونس وعمارتها جزء من لبنان وسوريا والعراق ومصر فضلا أن الشخصيات الفلسطينية المحركة للفيلم عاشت بتونس لفترة طويلة.
فتونس البورقيبية التي كانت مسرحا كبيرا حافلا بالعواطف والحب سنة 1982 لمن وقع ترحيلهم من لبنان وعلى رأسهم الراحل ياسر عرفات و نائبه في منظمة التحرير الفلسطينية الراحل أبو إياد، تحولت في وقت لاحق إلى مسرح للقتل والتصفيات بين الراحلين والمرحلين والمرتحلين.
وتونس 2010 وبعد سنوات شبه طويلة تتحول اليوم إلى مسرح سينمائي بفعل هدا المخرج الايطالي الذي يبدو انه نبش طويلا في ذاكرة أبو نضال، الذي أسس لنفسه منظمة للقتل والترهيب سماها "فتح الثورة"، ليكشف النقاب عن أسرار وأحداث ستفتح جدلا واسعا بعد عرض الفيلم بل ستحرج حكومات عربية وأوروبية تعاملت مع أبو نضال كقاتل مأجور ودخلت معه في صفقات تفجير وقتل، أو دفعت له أموالا طائلة لتتقي شره كما هو الحال مع بعض الدول الخليجية، خاصة وأن أول عملية لأبي نضال فور انشقاقه عن فتح التي أصدرت في حقه حكما بالإعدام كان خطف طائرة ركاب سعودية في عام 1974م.
غير أن أحداث الفيلم تنطلق سنة 1985 عندما كان أبو نضال في أوج وأنشط أعماله القتالية، حيث دوي انفجارات روما ثم زيارة عرفات في ثمانينات القرن الماضي إلى باريس ولقائه بميتران التي تكون الوقود الذي أشعل رأس أبو نضال لتشتد شراسة القتل لديه خاصة بين مواطنيه الخونة حسب تقييمه، ويكون المكتب المعنى بالملف الأمني للشرق الأوسط بباريس المحرك لأحداث الفيلم، ففرنسا حاولت بشكل أو بآخر أن تحتوي وتستوعب صبري البنا وقد التزم هو انه لن يقوم بعمليات إرهابية بالتراب الفرنسي .
* ما الذي جمع بين سليم ضو وأبو نضال
الايطالي جاكمو باتياتو استضاف صحيفة الهدهد الدولية لحضور التصوير وصادف أن كان فريقه بمنطقة سيدي بوسعيد أين كان يسكن الراحل أبو إياد، لتصوير اللحظات الأخيرة في حياته قبل أن يغتاله عصام بأمر من أبي نضال .
صلاح مصدق الممثل التونسي هو من جسد شخصية أبو إياد، أما البيت الذي صورت به عملية الاغتيال فتعود ملكيته لأحد أطباء الرئيس السابق الراحل الزعيم الحبيب بورقيبة.
البيت شغل الطاقم الأجنبي خاصة الممثل الفرنسي المعروف جاك غمبلن الذي سألني مندهشا هل تعلمي أن هذا القصر يساوي 7 مليون يورو؟ ومع حبي لبورقيبة أقول انه فعلا ظلم الثوار المناضلين ولم يجازيهم بل جازى حتى من نادى بالنضال السياسي وعمل تحت إمرته، واكتفى بمنح الثوار جرايات شهرية بسيطة، مثلا والدي لا تكفيه لشراء علبتي دواء لداء البروستات.
لنعد لنضال أبو نضال الذي لم يقبل بالتنازل عن أي شبر من أرض فلسطين وذبح كل الجسور والطرقات والطائرات والبشر من الوريد إلى الوريد حتى لا يتم الاتصال.
صديق تونس الممثل سليم ضو الإسرائيلي الجنسية على اعتبار أنه من عرب 48 لم يكن سليم الذي يعرفه الناس، فقد كانت عباءة أبو نضال تلقي بثلقها على شخصيه الحقيقية وحركاته خاصة، وقد رد على بعض الأسئلة في هذا الحوار القصير...
* لماذا سليم ضو لتأدية دور أبو نضال ؟
- يحكى أن هناك شبها بيننا.
* هل وجدت صعوبة في تقمص الدور ؟
- حين عرض علي الدور، طلبت قراءة سيناريو الفيلم كاملا، إثر ذلك بدأت أبحث عن الأشخاص الدين اقتربوا من صبري البنا، فاكتشفت أنه أخ غير شقيق لبقية إخوانه، واكتشفت أيضا أنه كائن بشري فريد وهذا عزز شعوري بأنني أمام حالة نفسية وشخصية مركبة جدا، الرجل له كاريزما عالية، جذاب ومؤدب ودود إلى ابعد الحدود، يمتاز بثقافة عالية وكاتب من طراز رفيع له مجموعة مؤلفات لعل أهمها "بندقية للإيجار"، وسيناريو الفيلم اعتمد كثيرا على مؤلفاته، كما يتميز أبو نضال بخفة الدم فهو صاحب نكتة وسريع الخاطر ولامع العقل، وكان حنونا وكريما وسخيا وهذا بشهادة جيرانه في العراق وكان أيضا يعشق الطبخ ويعد الولائم بنفسه، ويهوى العمل بحديقة بيته المزروعة بالنعناع، لكنه في النهاية هو قاتل بارد الأعصاب.
اليوم أمام الكاميرا، بعد أن استوعبت هده الشخصية أنا واثق من حالي ومقتنع بل اعتبر أن هدا الدور هدية لي كممثل، وسارد على سؤال الجهور قبل عرض الفيلم هل سليم ضو مع قناعات أبو نضال وما قام به؟ طبعا لا... ابو نضال أدخلني في دوامة حقيقية أحببت الشخصية وفي نفس الوقت أنا ضد ممارساته ..
* هناك بطل ثاني أمامك وهو مهدي الذهبي التونسي المقيم بباريس الذي يلعب دور عصام اليد اليمنى لأبي نضال في الفيلم ألا يؤثر على غيابك في بعض المشاهد؟
- لكن الشخصية المحورية للفيلم هو أبو نضال حتى وان غاب عن بعض المشاهد، أبو نضال في فيلم والحياة شاغل الفلسطينيين والفرنسيين والفلسطينيين والعرب حتى أبو إياد وأبو عمار وأبو الهول وغيرهم من الشخصيات جميعهم وردوا في فيلم لتكملة دور أبو نضال.
* كيف ينظر الفلسطينيون لصبري البنا ؟
- الفلسطينيون يرون أن أبو نضال عمل ضد الفلسطينيين أكثر من إسرائيل، هو أراد أن يقطع الطريق على أي شخص فلسطيني يحاول التحاور والمساومة على الأرض مقابل السلام لأنه يريد فلسطين كاملة ونقطة إلى السطر.
هذا الرجل حلم طوال حياته أن يسترد مسقط رأسه مدينة يافا عروس المتوسط وفلسطين كاملة، بينما عرفات ومن أوسلو إلى اليوم حوارات واستعداد لتجزئة فلسطين وإقامة دولتين .
ابو نضال يغيب عن الوجود لكن فلسطين لا تغيب عنه حتى وهو مصاب بنوبة قلبية، حتى وهو تحت تأثير التخدير اثر عملية القلب المفتوح كان يهذي بيافا، وحين أفاق في المستشفى السويدي وجد نفسه في يافا بين أشجار البرتقال التي زرعها والده في أرضهم، لكن اليهود اخذوا حبات البرتقال والأشجار والأرض وسلبوا الوطن ومعه قلبه العليل الذي فتح في السويد.
* هل عمل أبو نضال مع الموساد كما يتردد؟
- لا أبدا لم يعمل مع الموساد، أي نعم الموساد اخترق أبو نضال، لكن كيف لرجل لم يتنازل عن شبر واحد من فلسطين أن يتعامل مع الموساد. أبو نضال كان تخطيطه واضح جدا وهو قتل أي ناشط في فتح يفاوض مسؤول إسرائيلي، مثلا شمعون بيريز لم يكن مهما، لكنه قتل عصام سرطاوي ممثل المنظمة في لشبونة الواقف إلى جانبه.
* الفيلم سيكشف بعض الألغاز والأسرار هل تتوقع أن يفتح جدلا؟
- سيفجر قنبلة، أبو نضال شخص غامض، حياته كانت غامضة ومماته أيضا، إلى اليوم لا أحد يعرف أين زوجته وأولاده ، علاقاته مع الدول التي شكل خطرا على أمنها دخلت معه في علاقات غامضة والفيلم سيكشف بعض الأسرار.
* كم اغتال من السياسيين الفلسطينيين؟
- حد علمي 600 فتحاوي.
* أنت إسرائيلي.. هل أنت فتحاوي أم حمساوي ؟
- أنا فلسطيني لن أتنازل عن جنسيتي الإسرائيلية ولو بمال الدنيا لأنها وسيلتي للبقاء على ارضي.
* لو كان أبو نضال حيا كيف تتوقع ردة فعله تجاه الانقسام الفلسطيني؟
- يبتسم بحزم وسخرية ... لما كان المخرج صور الفيلم
* هل سيعود الوطن ؟
أمام ما نراه اليوم لا لن يعود
فتونس البورقيبية التي كانت مسرحا كبيرا حافلا بالعواطف والحب سنة 1982 لمن وقع ترحيلهم من لبنان وعلى رأسهم الراحل ياسر عرفات و نائبه في منظمة التحرير الفلسطينية الراحل أبو إياد، تحولت في وقت لاحق إلى مسرح للقتل والتصفيات بين الراحلين والمرحلين والمرتحلين.
وتونس 2010 وبعد سنوات شبه طويلة تتحول اليوم إلى مسرح سينمائي بفعل هدا المخرج الايطالي الذي يبدو انه نبش طويلا في ذاكرة أبو نضال، الذي أسس لنفسه منظمة للقتل والترهيب سماها "فتح الثورة"، ليكشف النقاب عن أسرار وأحداث ستفتح جدلا واسعا بعد عرض الفيلم بل ستحرج حكومات عربية وأوروبية تعاملت مع أبو نضال كقاتل مأجور ودخلت معه في صفقات تفجير وقتل، أو دفعت له أموالا طائلة لتتقي شره كما هو الحال مع بعض الدول الخليجية، خاصة وأن أول عملية لأبي نضال فور انشقاقه عن فتح التي أصدرت في حقه حكما بالإعدام كان خطف طائرة ركاب سعودية في عام 1974م.
غير أن أحداث الفيلم تنطلق سنة 1985 عندما كان أبو نضال في أوج وأنشط أعماله القتالية، حيث دوي انفجارات روما ثم زيارة عرفات في ثمانينات القرن الماضي إلى باريس ولقائه بميتران التي تكون الوقود الذي أشعل رأس أبو نضال لتشتد شراسة القتل لديه خاصة بين مواطنيه الخونة حسب تقييمه، ويكون المكتب المعنى بالملف الأمني للشرق الأوسط بباريس المحرك لأحداث الفيلم، ففرنسا حاولت بشكل أو بآخر أن تحتوي وتستوعب صبري البنا وقد التزم هو انه لن يقوم بعمليات إرهابية بالتراب الفرنسي .
* ما الذي جمع بين سليم ضو وأبو نضال
الايطالي جاكمو باتياتو استضاف صحيفة الهدهد الدولية لحضور التصوير وصادف أن كان فريقه بمنطقة سيدي بوسعيد أين كان يسكن الراحل أبو إياد، لتصوير اللحظات الأخيرة في حياته قبل أن يغتاله عصام بأمر من أبي نضال .
صلاح مصدق الممثل التونسي هو من جسد شخصية أبو إياد، أما البيت الذي صورت به عملية الاغتيال فتعود ملكيته لأحد أطباء الرئيس السابق الراحل الزعيم الحبيب بورقيبة.
البيت شغل الطاقم الأجنبي خاصة الممثل الفرنسي المعروف جاك غمبلن الذي سألني مندهشا هل تعلمي أن هذا القصر يساوي 7 مليون يورو؟ ومع حبي لبورقيبة أقول انه فعلا ظلم الثوار المناضلين ولم يجازيهم بل جازى حتى من نادى بالنضال السياسي وعمل تحت إمرته، واكتفى بمنح الثوار جرايات شهرية بسيطة، مثلا والدي لا تكفيه لشراء علبتي دواء لداء البروستات.
لنعد لنضال أبو نضال الذي لم يقبل بالتنازل عن أي شبر من أرض فلسطين وذبح كل الجسور والطرقات والطائرات والبشر من الوريد إلى الوريد حتى لا يتم الاتصال.
صديق تونس الممثل سليم ضو الإسرائيلي الجنسية على اعتبار أنه من عرب 48 لم يكن سليم الذي يعرفه الناس، فقد كانت عباءة أبو نضال تلقي بثلقها على شخصيه الحقيقية وحركاته خاصة، وقد رد على بعض الأسئلة في هذا الحوار القصير...
* لماذا سليم ضو لتأدية دور أبو نضال ؟
- يحكى أن هناك شبها بيننا.
* هل وجدت صعوبة في تقمص الدور ؟
- حين عرض علي الدور، طلبت قراءة سيناريو الفيلم كاملا، إثر ذلك بدأت أبحث عن الأشخاص الدين اقتربوا من صبري البنا، فاكتشفت أنه أخ غير شقيق لبقية إخوانه، واكتشفت أيضا أنه كائن بشري فريد وهذا عزز شعوري بأنني أمام حالة نفسية وشخصية مركبة جدا، الرجل له كاريزما عالية، جذاب ومؤدب ودود إلى ابعد الحدود، يمتاز بثقافة عالية وكاتب من طراز رفيع له مجموعة مؤلفات لعل أهمها "بندقية للإيجار"، وسيناريو الفيلم اعتمد كثيرا على مؤلفاته، كما يتميز أبو نضال بخفة الدم فهو صاحب نكتة وسريع الخاطر ولامع العقل، وكان حنونا وكريما وسخيا وهذا بشهادة جيرانه في العراق وكان أيضا يعشق الطبخ ويعد الولائم بنفسه، ويهوى العمل بحديقة بيته المزروعة بالنعناع، لكنه في النهاية هو قاتل بارد الأعصاب.
اليوم أمام الكاميرا، بعد أن استوعبت هده الشخصية أنا واثق من حالي ومقتنع بل اعتبر أن هدا الدور هدية لي كممثل، وسارد على سؤال الجهور قبل عرض الفيلم هل سليم ضو مع قناعات أبو نضال وما قام به؟ طبعا لا... ابو نضال أدخلني في دوامة حقيقية أحببت الشخصية وفي نفس الوقت أنا ضد ممارساته ..
* هناك بطل ثاني أمامك وهو مهدي الذهبي التونسي المقيم بباريس الذي يلعب دور عصام اليد اليمنى لأبي نضال في الفيلم ألا يؤثر على غيابك في بعض المشاهد؟
- لكن الشخصية المحورية للفيلم هو أبو نضال حتى وان غاب عن بعض المشاهد، أبو نضال في فيلم والحياة شاغل الفلسطينيين والفرنسيين والفلسطينيين والعرب حتى أبو إياد وأبو عمار وأبو الهول وغيرهم من الشخصيات جميعهم وردوا في فيلم لتكملة دور أبو نضال.
* كيف ينظر الفلسطينيون لصبري البنا ؟
- الفلسطينيون يرون أن أبو نضال عمل ضد الفلسطينيين أكثر من إسرائيل، هو أراد أن يقطع الطريق على أي شخص فلسطيني يحاول التحاور والمساومة على الأرض مقابل السلام لأنه يريد فلسطين كاملة ونقطة إلى السطر.
هذا الرجل حلم طوال حياته أن يسترد مسقط رأسه مدينة يافا عروس المتوسط وفلسطين كاملة، بينما عرفات ومن أوسلو إلى اليوم حوارات واستعداد لتجزئة فلسطين وإقامة دولتين .
ابو نضال يغيب عن الوجود لكن فلسطين لا تغيب عنه حتى وهو مصاب بنوبة قلبية، حتى وهو تحت تأثير التخدير اثر عملية القلب المفتوح كان يهذي بيافا، وحين أفاق في المستشفى السويدي وجد نفسه في يافا بين أشجار البرتقال التي زرعها والده في أرضهم، لكن اليهود اخذوا حبات البرتقال والأشجار والأرض وسلبوا الوطن ومعه قلبه العليل الذي فتح في السويد.
* هل عمل أبو نضال مع الموساد كما يتردد؟
- لا أبدا لم يعمل مع الموساد، أي نعم الموساد اخترق أبو نضال، لكن كيف لرجل لم يتنازل عن شبر واحد من فلسطين أن يتعامل مع الموساد. أبو نضال كان تخطيطه واضح جدا وهو قتل أي ناشط في فتح يفاوض مسؤول إسرائيلي، مثلا شمعون بيريز لم يكن مهما، لكنه قتل عصام سرطاوي ممثل المنظمة في لشبونة الواقف إلى جانبه.
* الفيلم سيكشف بعض الألغاز والأسرار هل تتوقع أن يفتح جدلا؟
- سيفجر قنبلة، أبو نضال شخص غامض، حياته كانت غامضة ومماته أيضا، إلى اليوم لا أحد يعرف أين زوجته وأولاده ، علاقاته مع الدول التي شكل خطرا على أمنها دخلت معه في علاقات غامضة والفيلم سيكشف بعض الأسرار.
* كم اغتال من السياسيين الفلسطينيين؟
- حد علمي 600 فتحاوي.
* أنت إسرائيلي.. هل أنت فتحاوي أم حمساوي ؟
- أنا فلسطيني لن أتنازل عن جنسيتي الإسرائيلية ولو بمال الدنيا لأنها وسيلتي للبقاء على ارضي.
* لو كان أبو نضال حيا كيف تتوقع ردة فعله تجاه الانقسام الفلسطيني؟
- يبتسم بحزم وسخرية ... لما كان المخرج صور الفيلم
* هل سيعود الوطن ؟
أمام ما نراه اليوم لا لن يعود


الصفحات
سياسة








