وبحسب الصحيفة، يشير تسلسل المبادرات إلى رغبة نظام أسد في إعطاء الانطباع بوجود تحول فيما يتعلق بإسرائيل لاسترضاء الولايات المتحدة على الرغم من الغارات التي تستهدف مناطق سيطرة أسد.
وأشارت إلى أن الوضع في سوريا يائس للغاية لدرجة أن النظام نفسه سعيد بإخفاء الأدلة حول تقدم علاقاته مع إسرائيل والولايات المتحدة.
ولا ترى الحكومة الإسرائيلية الجديدة برئاسة نفتالي بينت أي مسوغ لتقديم تنازلات إقليمية لنظام أسد، كما أنها لا تقل تشدداً عن حكومة نتنياهو عندما يتعلق الأمر بملف الجولان، وفقاً للمصدر.
غير أن حكومة بينت قد تنظر في تقديم يد العون لنظام أسد مقابل تقليص الوجود الإيراني في البلاد والإضرار بحزب الله.
واختتمت الصحيفة العبرية مقالها بالقول إنه على أي حال، إذا كان الإسرائيليون في الماضي يلاحقون نظام أسد، فإن الأخير اليوم هو من يبحث عن تل أبيب.
رسائل بشار الأسد
وسبق أن أعرب مسؤولون إسرائيليون عن رغبتهم في بقاء بشار الأسد ونظامه في سوريا طالما يضمن أمن الحدود مع إسرائيل.
وقال الضابط الإسرائيلي الذي لم يكشف الموقع عن اسمه، ولكنه قال إنه مطلع على كل صغيرة وكبيرة ويقوم بإصدار الأوامر لعمليات خاصة ومعقدة، إن "الرسائل من السوريين تصلنا عبر روسيا وأطراف أخرى وبشكل مستمر".
وحول فحوى هذه الرسائل، أضاف الضابط أن أسد يريد "العودة للجامعة العربية، ومساعدات اقتصادية مثل الوقود وغيرها، وأموالا كي يدفع للإيرانيين ليخرجوا من سوريا، وتثبيت نظامه".
واعتبر الضابط أن "أسد يرى الوضع الحالي وهو يريد الاقتراب من المحور السني لتسديد ديونه لإيران وإخراجها من سوريا، فهو الآن يرى أن بإمكان إسرائيل مساعدته مع الولايات المتحدة من جهة، ومع المحور الخليجي والسني من الجهة الأخرى، فالآن يرانا مثل الروسي جسراً للولايات المتحدة وللدول الخليجية والسنية"، حسب تعبيره.