عربة التوك توك ....سائقوها عالم سري عالي المزاج
دفعتني الحشرية لقضاء يوم داخل امبراطورية التوك توك، وفعلا هي امبراطورية بل مجتمع حديث قائم بحد ذاته، فغالبية السائقين هم من الشباب الذين وجدوا بهذه الدراجة النارية المتحولة الى مركبة ملاذا لهم للعمل في ظل ازمة سوق العمل التي يعاني منها الشباب المصري بشكل عام، ولا تتعدى اعمارهم الـ25 عاما ولهم تشكيلاتهم ومجموعاتهم حتى بات اختراقهم صعب جدا .
اهتديت الى احد المواقف القريبة من الشارع العام قرب ميدان الجيزة، فسيرهم على الطريق الرئيسي ممنوع ومسموح لهم السير في الاحياء الداخلية، تعرفت على احدهم واتفقت معه ان اقضي معه ثلاث ساعات مقابل 15 جنيه على ان نتنقل بين الموقف الخارجي والموقف الداخلي والسير ببعض الطرقات، وعلى ان يقدمني للسائقين الباقين على اني احد اصدقائه.
بدا محمد ودودا جدا طوال الوقت وقضينا في البدء حوالي النصف ساعة في الموقف نحتسي "الشاي ابو ربع جنيه" من الحاجة فاطمة التي تتخذ من الرصيف موقعا للكافتيريا المتنقلة الخاصة القائمة على سخان بوتاغاز صغير ودلو مياه لغسل الفناجين، اما الموسيقى فتصدح من سماعات التوكتوك المتوقفة بالطابور والجميع "رايق" وبانتظار الزبائن.
انتقلنا بعدها الى الاحياء الداخلية لفترة من الوقت وهناك ترى التوك توك في كل مكان وكل زاوية وناصية ووصلنا الى باحة خلف احد المباني يجتمع فيها السائقين، هذا نائم واخرون يلعبون الكوتشينة، وصدمتي كانت عندما عرض عليي محمد السائق سيجارة فاعتذرت منه باني لا اغير النوع الذي ادخنه فضحك شارحا لي انها سيجارة حشيش لتعديل المزاج، فشكرته واكتشفت بعدها ان غالبية الموجودين يدخنون الحشيش والبانجو ويذهبون بعدها الى الموقف والطرقات لنقل الزبائن.
محمد " السائق المرافق" خريج دبلوم صنايع قال لي انه وجد في التوك توك حلا رائعا لبطالته، استعان بعائلته لتجميع 13 الف جنيه مصري لشراء التوك توك نقدا لان السعر يتضاعف مع التقسيط، ويقول ان الحال مستور ويكفيه ان هم التفتيش عن العمل انزاح عن كاهله، خصوصا وان القانون أجاز ترخيص واستخدام "التوك توك" كوسيلة لنقل الأشخاص بأجر وفقاً لشروط فنية محددة.
بيومي موظف حكومي سالته عن التوك توك فقال انه مرتاح لانتشاره لانه يؤمن التنقل داخل الاحياء بمبالغ صغيرة، فاطول رحلة به لا تتعدى الـ 3 جنيهات في وقت يطلب التاكسي اكثر من عشرة، كما ان الميكروباصات لا تستطيع الدخول الى هذه المناطق، لكنه اشتكى من تصرفات بعض السائقين والفاظهم ومعاكساتهم للفتيات والنساء.
و"التوك توك" عربة صغيرة هندية الأصل لها ثلاث عجلات وغطاء بلاستيكي، يتسع لثلاثة أشخاص في الكرسي الخلفي، بينما يمكن لرابع أن يجلس بجوار السائق، والموتور الخاص به عبارة عن موتور الدراجة النارية العادية حيث تستهلك 1.5 كيلو زيت كل ثلاثة أيام بتكلفة عشرة جنيهات، ويصل صافي الربح اليومي إلى 25 جنيها أي ما يعادل حوالي خمس دولارات أميركية، واجرة "التوصيلة" الواحدة بالتوكتوك داخل المدينة تبدا بجنيه وتصل إلى خمس جنيهات حسب المسافة، وتبدا اسعاره من 13 الف جنيه نقدا وبـ25 الف بالتقسيط، 5000 مقدم و1000 جنيه شهرياً.
وجدل كبير شهدته مصر مع دخول التوك توك الى شوارعها قادما من الهند فالبعض يراه وسيلة لتسهيل القيام بالجرائم وزيادة الفوضى واعتباره مركزا متنقلا لبيع البانجو في مناطق كثيرة وارتباطه بعشرات حوادث الاغتصاب
والبعض الاخر يراه افضل وسيلة للتنقل في الطرقات العشوائية لمدينة الـ 20 مليون خصوصا وان الميكروباصات وسيارات التاكسي تتحاشى دخولها لضيقها ووعورتها بسبب عدم تعبيد بعضها، وبين القرى في المحافظات ومصدر دخل للكثير من العائلات ممت دفع أكثر من 20 نائبا تقديم طلب لرئيس المجلس صفوت الشريف، لمناقشة التعامل الحكومي مع "التوك توك"، وقد تمخضت المناقشات عن القانون الجديد الذي تضمن بنود تراخيص التوك توك كتحديد لونه باالأسود أو البني الغامق وأن يتم وضع ملصق موضحا عليه خط سير المركبة و"بادج" المحافظة والتعريفة المقررة بـ50 قرشا للفرد، وتقرر حظر وضع ملصقات أو تعليقات أو عبارات داخل أو خارج المركبة ، ويحظر استخدام مكبرات الصوت أو آلات التنبيه المزعجة أو الكاسيت، وشمل القرار ايضا تحديد خطوط السير والشوارع المحظور سير "التوك توك" بها وذلك بمعرفة الإدارة العامة لمرور الجيزة وبالتنسيق مع المجالس الشعبية المحلية ورؤساء الأحياء.
واقتصاديا فليس اصحاب وسائقي التوك توك هم المستفيدين فقط فقد انتشرت المصانع والورش لتجميعه بعد استيرادها من الهند بالضافة الى ورش التصليح حيث انتنشرت لافتات "ميكانيكي توك توك" يقوم بإصلاحه بالاضافة الى تجار قطع الغيار والإكسسوارات الخاصة به.
اهتديت الى احد المواقف القريبة من الشارع العام قرب ميدان الجيزة، فسيرهم على الطريق الرئيسي ممنوع ومسموح لهم السير في الاحياء الداخلية، تعرفت على احدهم واتفقت معه ان اقضي معه ثلاث ساعات مقابل 15 جنيه على ان نتنقل بين الموقف الخارجي والموقف الداخلي والسير ببعض الطرقات، وعلى ان يقدمني للسائقين الباقين على اني احد اصدقائه.
بدا محمد ودودا جدا طوال الوقت وقضينا في البدء حوالي النصف ساعة في الموقف نحتسي "الشاي ابو ربع جنيه" من الحاجة فاطمة التي تتخذ من الرصيف موقعا للكافتيريا المتنقلة الخاصة القائمة على سخان بوتاغاز صغير ودلو مياه لغسل الفناجين، اما الموسيقى فتصدح من سماعات التوكتوك المتوقفة بالطابور والجميع "رايق" وبانتظار الزبائن.
انتقلنا بعدها الى الاحياء الداخلية لفترة من الوقت وهناك ترى التوك توك في كل مكان وكل زاوية وناصية ووصلنا الى باحة خلف احد المباني يجتمع فيها السائقين، هذا نائم واخرون يلعبون الكوتشينة، وصدمتي كانت عندما عرض عليي محمد السائق سيجارة فاعتذرت منه باني لا اغير النوع الذي ادخنه فضحك شارحا لي انها سيجارة حشيش لتعديل المزاج، فشكرته واكتشفت بعدها ان غالبية الموجودين يدخنون الحشيش والبانجو ويذهبون بعدها الى الموقف والطرقات لنقل الزبائن.
محمد " السائق المرافق" خريج دبلوم صنايع قال لي انه وجد في التوك توك حلا رائعا لبطالته، استعان بعائلته لتجميع 13 الف جنيه مصري لشراء التوك توك نقدا لان السعر يتضاعف مع التقسيط، ويقول ان الحال مستور ويكفيه ان هم التفتيش عن العمل انزاح عن كاهله، خصوصا وان القانون أجاز ترخيص واستخدام "التوك توك" كوسيلة لنقل الأشخاص بأجر وفقاً لشروط فنية محددة.
بيومي موظف حكومي سالته عن التوك توك فقال انه مرتاح لانتشاره لانه يؤمن التنقل داخل الاحياء بمبالغ صغيرة، فاطول رحلة به لا تتعدى الـ 3 جنيهات في وقت يطلب التاكسي اكثر من عشرة، كما ان الميكروباصات لا تستطيع الدخول الى هذه المناطق، لكنه اشتكى من تصرفات بعض السائقين والفاظهم ومعاكساتهم للفتيات والنساء.
و"التوك توك" عربة صغيرة هندية الأصل لها ثلاث عجلات وغطاء بلاستيكي، يتسع لثلاثة أشخاص في الكرسي الخلفي، بينما يمكن لرابع أن يجلس بجوار السائق، والموتور الخاص به عبارة عن موتور الدراجة النارية العادية حيث تستهلك 1.5 كيلو زيت كل ثلاثة أيام بتكلفة عشرة جنيهات، ويصل صافي الربح اليومي إلى 25 جنيها أي ما يعادل حوالي خمس دولارات أميركية، واجرة "التوصيلة" الواحدة بالتوكتوك داخل المدينة تبدا بجنيه وتصل إلى خمس جنيهات حسب المسافة، وتبدا اسعاره من 13 الف جنيه نقدا وبـ25 الف بالتقسيط، 5000 مقدم و1000 جنيه شهرياً.
وجدل كبير شهدته مصر مع دخول التوك توك الى شوارعها قادما من الهند فالبعض يراه وسيلة لتسهيل القيام بالجرائم وزيادة الفوضى واعتباره مركزا متنقلا لبيع البانجو في مناطق كثيرة وارتباطه بعشرات حوادث الاغتصاب
والبعض الاخر يراه افضل وسيلة للتنقل في الطرقات العشوائية لمدينة الـ 20 مليون خصوصا وان الميكروباصات وسيارات التاكسي تتحاشى دخولها لضيقها ووعورتها بسبب عدم تعبيد بعضها، وبين القرى في المحافظات ومصدر دخل للكثير من العائلات ممت دفع أكثر من 20 نائبا تقديم طلب لرئيس المجلس صفوت الشريف، لمناقشة التعامل الحكومي مع "التوك توك"، وقد تمخضت المناقشات عن القانون الجديد الذي تضمن بنود تراخيص التوك توك كتحديد لونه باالأسود أو البني الغامق وأن يتم وضع ملصق موضحا عليه خط سير المركبة و"بادج" المحافظة والتعريفة المقررة بـ50 قرشا للفرد، وتقرر حظر وضع ملصقات أو تعليقات أو عبارات داخل أو خارج المركبة ، ويحظر استخدام مكبرات الصوت أو آلات التنبيه المزعجة أو الكاسيت، وشمل القرار ايضا تحديد خطوط السير والشوارع المحظور سير "التوك توك" بها وذلك بمعرفة الإدارة العامة لمرور الجيزة وبالتنسيق مع المجالس الشعبية المحلية ورؤساء الأحياء.
واقتصاديا فليس اصحاب وسائقي التوك توك هم المستفيدين فقط فقد انتشرت المصانع والورش لتجميعه بعد استيرادها من الهند بالضافة الى ورش التصليح حيث انتنشرت لافتات "ميكانيكي توك توك" يقوم بإصلاحه بالاضافة الى تجار قطع الغيار والإكسسوارات الخاصة به.