تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

لعبة إسرائيل في سوريا

10/09/2025 - غازي العريضي

من التهميش إلى الفاشية

10/09/2025 - انس حمدون

الوطنية السورية وبدائلها

04/09/2025 - ياسين الحاج صالح

التحديات السورية والأمل الأردني

11/08/2025 - د. مهند مبيضين

مقاربة الأسد لا تزال تحكم البلد.

08/08/2025 - مضر رياض الدبس

سورية في العقل الأميركي الجديد

05/08/2025 - باسل الحاج جاسم

سمومُ موازينِ القوى

28/07/2025 - غسان شربل


الروائي السويدي الشهير هيننج مانكل : في أي عالم أصبحنا نعيش




ميونيخ - بريتا شويلتيانز – سطع نجم الكاتب السويدي هيننج مانكل في الآونة الأخيرة، وأصبحت رواياته تحتل قائمة الكتب الأكثر مبيعا في العالم، وخاصة تلك التي تقوم ببطولتها شخصية المحقق كيرت ولاندر التي ابتكرها. وبالرغم من أن المحقق يعود مجددا مع رواية مانكل الأخيرة "عظام في الحديقة"، إلا أن الأديب السويدي اكد في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) أنها ستكون آخر مرة تظهر فيها هذه الشخصية.


الروائي السويدي الشهيرهيننج مانكل
الروائي السويدي الشهيرهيننج مانكل
(د ب أ): كنت قد ودعت المحقق كيرت ولاندر، فلماذا عدت لاستخدام الشخصية في روايتك؟

مانكل: في الواقع أنا أدين بالفضل في شهرة هذه الشخصية للممثل الموهوب كينيث باراناه والذي نجح في تجسيدها، ليحي بذلك شخصية أدبية كتبتها في قصة منذ نحو 12 أو 15 عاما لجريدة توزع مجانا في هولندا. أخبرني باراناه برغبته في تحويل العمل إلى مشروع سينمائي، فعدت لقراءتها مجددا وبدت لي نصا جيدا، وقررنا نشرها دون تغيير نهاية ولاندر.

(د ب أ): وهل ستكون حقا هذه هي المرة الأخيرة التي يظهر فيها المحقق ولاندر في أعمالك؟
مانكل: نعم. لم أكن لأنشر هذه الرواية لو لم أكن قد كتبتها بالفعل من قبل. لن أكتب قصة جديدة لهذه الشخصية.

(د ب أ): ألا تفتقدها؟
مانكل: لا. الناس يسألونني كثيرا. يبدو أنه ليس أنا من يفتقدها، بل القراء، وهذا أمر رائع، ولكن لا علاقة له بي، فأنا لا افتقد أي من الشخصيات التي كتبتها، ولكن بطبيعة الحال اتفهم القراء. نشأت بيني وبين بعض الشخصيات الأدبية والفنية علاقة خاصة كما لو كانوا أصدقاء حقيقيين.

(د ب أ): من هم هؤلاء الأصدقاء؟
مانكل: لطالما تذكرت إحدى لوحات هنري ماتيس، لسيدة في مكان ما بباريس، تنظر إلى الأمام. راودني الأمل طويلا في العثور عليها في لحظة ما، بطبيعة الحال ليس في إطار قصة عاطفية. ببساطة كانت تبدو لي شديدة الحيوية. أما في الأدب اعتقد أنه مالرو في "قلب الظلام" لجوزيف كونراد، أو فاوست لجوته، من منا لم يحلم بالتعرف على فاوست، كم سيكون هذا رائعا.

(د ب أ): ما هو السؤال الذي كنت ستطرحه عليه؟
مانكل: هل ندم على شيئ؟

(د ب أ): أنت الآن بصدد كتابة رواية تدور أحداثها في قارة أفريقيا، التي تعتبرها وطنك الثاني. هل هذا لأنه من السهل أن تبيع في أوروبا روايات عن القارة السمراء، خاصة لو جاءت في إطار الرواية البوليسية؟
مانكل: لا، اعتقد ذلك. لقد كتبت الكثير من الكتب حول أفريقيا، ولم تكن كلها بوليسية. ومع ذلك يجب الاعتراف بأن تهريب المخدرات يحتل المرتبة الأولى بين الأنشطة التجارية الرئيسية في العالم، ويليها السلاح ثم الرقيق الأبيض، ومن ثم يصبح السؤال هل أصبحنا نعيش في عالم لا نستطيع أن نسرد فيه الواقع بدون أن يأتي ذلك في إطار بوليسي. لا اعتقد أن الأمور وصلت إلى هذا الحد، ولكن أحيانا أسأل نفسي ...

(د ب أ): هل تعتبر نفسك متشائما ؟
مانكل: أنا واقعي. يستوي عندي التشاؤم والتفاؤل، وكلاهما لا علاقة له بالواقع، إنها مجرد مشاعر. أنا اعتمد على استخدام عقلي، أبطالي هم الموسوعات، التنويريين أمثال فولتيير وروسو، الذين علمونا استخدام العقل. هذا هو ما أؤمن به. شبان هذه الأيام يخلطون بين المعرفة ومراكمة المعلومات، ولكن الأمر ليس هكذا. المعرفة هي القدرة على التعامل مع المعلومات بنظرة نقدية.

(د ب أ): لديك انتاج أدبي ضخم. أخبرنا بالمزيد عن مشاريعك الأدبية الحالية.
مانكل: عادة لا أتحدث مطلقا عن المشروعات التي أعمل عليها، هذا قد يؤدي لحالة من التشبع. هذا هو كل ما أستطيع قوله: لقد كتبت شيئا عن حدث في غاية البساطة: عاجلا أم آجلا سوف ترجع عصور الجليد، كل ما نعرفه سيدفن تحت أطنان من الجليد. حسنا، وماذا سيتبقى من حضارتنا؟ رمبرانت؟ باخ؟ بيتهوفن؟ لا. ما سيبقى هو النفايات النووية. عندما أدركت ذلك، قلت لنفسي: اللعنة أي حضارة هذه .. أي عالم هذا الذي نعيش فيه؟ انتابني الخوف. هذا هو موضوع الكتاب الذي سوف أنشره العام المقبل.


بريتا شويلتيانز
الجمعة 24 يناير 2014