.
منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا، بدأت ملامح "أوروبا الجديدة" تتشكل.
*ألمانيا*، على سبيل المثال، عادت إلى أجواء الحرب الباردة بإعادة تفعيل شبكة الملاجئ المدنية، وإطلاق خطة لتوسيعها لتأمين نحو مليون شخص.
إلى جانب ذلك، بدأت بتكوين احتياطي استراتيجي من الأغذية الجاهزة للأكل مثل "معكرونة رافيولي معلبة"، في خطوة رمزية لكنها تعكس جدية الاستعدادات لحالة حصار أو طوارئ طويلة.
*فرنسا* بدورها أصدرت أوامر واضحة لمستشفياتها بالاستعداد لاستقبال مئات الجرحى يوميًا بحلول مارس 2026، في سيناريو يحاكي اندلاع حرب واسعة النطاق.
أما *النرويج، ومعها الدول الإسكندنافية*، فقد أعادت تفعيل نموذج "الدفاع الشامل" الذي يوحّد الجهود بين الجيش والمجتمع المدني للتصدي للتهديدات التقليدية والرقمية على حد سواء.
في *بريطانيا*، لم تقتصر الإجراءات على تعزيز القدرات العسكرية بل شملت أيضًا الجبهة الداخلية، عبر نظام الإنذار المبكر الذي يرسل إشعارات عاجلة إلى هواتف المواطنين عند وقوع تهديدات أو كوارث. ورغم أنه مصمم لمواجهة الإرهاب والكوارث الطبيعية، إلا أن تفعيله اليوم يرسل رسالة مفادها أن البلاد تتهيأ لسيناريوهات أكثر خطورة.
*تركيا*، رغم أنها ليست عضوًا في الاتحاد الأوروبي، قررت هي الأخرى الدخول في هذا المسار. فقد أعلن الرئيس رجب طيب أردوغان مشروعًا لبناء ملاجئ حديثة في جميع أنحاء البلاد، تغطي 81 محافظة، وهي خطوة غير مسبوقة في تاريخ الجمهورية.
تركيا عززت أيضًا موقعها كشريك دفاعي أساسي لأوروبا بفضل صناعتها العسكرية المتنامية، خاصة في مجال الطائرات المسيّرة، ومشاركتها في مبادرات دفاعية مشتركة مثل "الدرع الجوي الأوروبي".
هذا الحراك الأوروبي الداخلي ترافق مع مشاريع تسلح ضخمة. أبرزها "Readiness 2030"، التي تهدف إلى تعبئة ما يقارب 800 مليار يورو لتعزيز القدرات الدفاعية حتى نهاية العقد، إلى جانب مشروع "European Sky Shield" الذي يضم أنظمة دفاع جوي متطورة مثل Arrow 3 وPatriot وIRIS-T.
دول مثل *بولندا وإستونيا ورومانيا والمملكة المتحدة* رفعت ميزانياتها الدفاعية إلى مستويات غير مسبوقة، متجاوزة الحد الأدنى الموصى به من الناتو.
لكن الخوف من روسيا ليس وحده ما يقف خلف هذا التحول. تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي شككت أكثر من مرة في جدوى استمرار التزامات واشنطن تجاه الناتو، أثارت قلقًا واسعًا في العواصم الأوروبية.
فكرة أن الولايات المتحدة قد تتراجع أو تساوم على دورها الأمني دفعت الأوروبيين إلى التفكير في بناء قدرة دفاعية مستقلة، كما أعادت إلى الأذهان عبارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن "موت الدماغ للناتو".
في الأفق الأوسع، تتابع أوروبا بقلق تنامي القدرات العسكرية الصينية.
تقارير أوروبية رسمية أشارت إلى أن أي تحرك عسكري صيني، حتى لو بقي محصورًا في شرق آسيا، قد يؤدي إلى اضطراب كبير في الأمن والاقتصاد العالميين، ما يعني أن القارة ليست بمنأى عن تداعياته.
أما الشرق الأوسط، فقد بات ساحة أخرى لانخراط أوروبي مباشر، ليس فقط بدوافع دبلوماسية بل أيضًا بدوافع أمنية. ففي البحر الأحمر، أطلقت أوروبا عملية بحرية دفاعية باسم "أسبيدس" (Aspides) لحماية الملاحة الدولية من هجمات الحوثيين وضمان أمن الممرات الاستراتيجية مثل مضيق باب المندب والخليج العربي.
هذه العملية تكشف أن الأمن الأوروبي لم يعد محصورًا بحدود القارة، بل صار مرتبطًا بأمن الممرات الدولية في مناطق بعيدة.
من الملاجئ الألمانية إلى المستشفيات الفرنسية، ومن الأنظمة الرقمية البريطانية إلى الطائرات المسيّرة التركية، ومن الإنفاق العسكري البولندي إلى الدوريات البحرية الأوروبية في البحر الأحمر، يبدو أن القارة العجوز تعيش استعدادات واسعة لحرب قد لا تكون حتمية، لكنها في نظر قادتها محتملة بما يكفي لتغيير أولوياتها بالكامل.
منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا، بدأت ملامح "أوروبا الجديدة" تتشكل.
*ألمانيا*، على سبيل المثال، عادت إلى أجواء الحرب الباردة بإعادة تفعيل شبكة الملاجئ المدنية، وإطلاق خطة لتوسيعها لتأمين نحو مليون شخص.
إلى جانب ذلك، بدأت بتكوين احتياطي استراتيجي من الأغذية الجاهزة للأكل مثل "معكرونة رافيولي معلبة"، في خطوة رمزية لكنها تعكس جدية الاستعدادات لحالة حصار أو طوارئ طويلة.
*فرنسا* بدورها أصدرت أوامر واضحة لمستشفياتها بالاستعداد لاستقبال مئات الجرحى يوميًا بحلول مارس 2026، في سيناريو يحاكي اندلاع حرب واسعة النطاق.
أما *النرويج، ومعها الدول الإسكندنافية*، فقد أعادت تفعيل نموذج "الدفاع الشامل" الذي يوحّد الجهود بين الجيش والمجتمع المدني للتصدي للتهديدات التقليدية والرقمية على حد سواء.
في *بريطانيا*، لم تقتصر الإجراءات على تعزيز القدرات العسكرية بل شملت أيضًا الجبهة الداخلية، عبر نظام الإنذار المبكر الذي يرسل إشعارات عاجلة إلى هواتف المواطنين عند وقوع تهديدات أو كوارث. ورغم أنه مصمم لمواجهة الإرهاب والكوارث الطبيعية، إلا أن تفعيله اليوم يرسل رسالة مفادها أن البلاد تتهيأ لسيناريوهات أكثر خطورة.
*تركيا*، رغم أنها ليست عضوًا في الاتحاد الأوروبي، قررت هي الأخرى الدخول في هذا المسار. فقد أعلن الرئيس رجب طيب أردوغان مشروعًا لبناء ملاجئ حديثة في جميع أنحاء البلاد، تغطي 81 محافظة، وهي خطوة غير مسبوقة في تاريخ الجمهورية.
تركيا عززت أيضًا موقعها كشريك دفاعي أساسي لأوروبا بفضل صناعتها العسكرية المتنامية، خاصة في مجال الطائرات المسيّرة، ومشاركتها في مبادرات دفاعية مشتركة مثل "الدرع الجوي الأوروبي".
هذا الحراك الأوروبي الداخلي ترافق مع مشاريع تسلح ضخمة. أبرزها "Readiness 2030"، التي تهدف إلى تعبئة ما يقارب 800 مليار يورو لتعزيز القدرات الدفاعية حتى نهاية العقد، إلى جانب مشروع "European Sky Shield" الذي يضم أنظمة دفاع جوي متطورة مثل Arrow 3 وPatriot وIRIS-T.
دول مثل *بولندا وإستونيا ورومانيا والمملكة المتحدة* رفعت ميزانياتها الدفاعية إلى مستويات غير مسبوقة، متجاوزة الحد الأدنى الموصى به من الناتو.
لكن الخوف من روسيا ليس وحده ما يقف خلف هذا التحول. تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي شككت أكثر من مرة في جدوى استمرار التزامات واشنطن تجاه الناتو، أثارت قلقًا واسعًا في العواصم الأوروبية.
فكرة أن الولايات المتحدة قد تتراجع أو تساوم على دورها الأمني دفعت الأوروبيين إلى التفكير في بناء قدرة دفاعية مستقلة، كما أعادت إلى الأذهان عبارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن "موت الدماغ للناتو".
في الأفق الأوسع، تتابع أوروبا بقلق تنامي القدرات العسكرية الصينية.
تقارير أوروبية رسمية أشارت إلى أن أي تحرك عسكري صيني، حتى لو بقي محصورًا في شرق آسيا، قد يؤدي إلى اضطراب كبير في الأمن والاقتصاد العالميين، ما يعني أن القارة ليست بمنأى عن تداعياته.
أما الشرق الأوسط، فقد بات ساحة أخرى لانخراط أوروبي مباشر، ليس فقط بدوافع دبلوماسية بل أيضًا بدوافع أمنية. ففي البحر الأحمر، أطلقت أوروبا عملية بحرية دفاعية باسم "أسبيدس" (Aspides) لحماية الملاحة الدولية من هجمات الحوثيين وضمان أمن الممرات الاستراتيجية مثل مضيق باب المندب والخليج العربي.
هذه العملية تكشف أن الأمن الأوروبي لم يعد محصورًا بحدود القارة، بل صار مرتبطًا بأمن الممرات الدولية في مناطق بعيدة.
من الملاجئ الألمانية إلى المستشفيات الفرنسية، ومن الأنظمة الرقمية البريطانية إلى الطائرات المسيّرة التركية، ومن الإنفاق العسكري البولندي إلى الدوريات البحرية الأوروبية في البحر الأحمر، يبدو أن القارة العجوز تعيش استعدادات واسعة لحرب قد لا تكون حتمية، لكنها في نظر قادتها محتملة بما يكفي لتغيير أولوياتها بالكامل.