تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

لعبة إسرائيل في سوريا

10/09/2025 - غازي العريضي

من التهميش إلى الفاشية

10/09/2025 - انس حمدون

الوطنية السورية وبدائلها

04/09/2025 - ياسين الحاج صالح

التحديات السورية والأمل الأردني

11/08/2025 - د. مهند مبيضين

مقاربة الأسد لا تزال تحكم البلد.

08/08/2025 - مضر رياض الدبس

سورية في العقل الأميركي الجديد

05/08/2025 - باسل الحاج جاسم

سمومُ موازينِ القوى

28/07/2025 - غسان شربل


المواهب الشابة في قطاع غزة تعاني الإهمال والعزلة بفعل الحصار





غزة -
عماد الدريملي
- يجتهد مجموعة من الشبان على التحضير المكثف لتنظيم معرض لصورهم الفوتوغرافية في غزة لكنهم سرعان ما يصابون بالإحباط بفعل الحضور الخجول لمتابعيه.

ويشكل ذلك بالنسبة إليهم خيبة أمل أخرى، تصيب جهودهم من أجل إبراز مواهبهم في ظل ضعف الاهتمام الشعبي والرسمي بإمكانياتهم، ووقوف الحصار المفروض على قطاع غزة عائقا أمام مشاركتهم في معارض خارجية.

ويقول مجد حسان، وهو مصور شاب من غزة، إن الأمر يبدو محرجا لهم، لكنه أكثر تأثيرا عندما يتعلق بضياع جهد يستمر لأيام، وفي النهاية لا يحظى سوى بحضور بعض الأقارب والأصدقاء.


 
ويضيف حسان، أن غالبية المبادرات الشبابية في غزة لإبراز إنتاجهم ومواهبهم، لا تحظى بتغطية إعلامية ملموسة، عدا أنها تفتقد لأي التفاف شعبي من شأنه أن يثير حماسة الشبان لمزيد من العطاء.
 
وعمل حسان وثمانية من زملائه الهواة على تنظيم معرض للصور الفوتوغرافية في إحدى قاعات مدينة غزة لعرض ما التقطوه من صور تجسد أوضاع القطاع الساحلي، وأحداثه خلال العام المنقضي.
 
إلا أن ضعف الإقبال على المعرض كان مثار صدمة لهم.
 
ويمكن بالنسبة إليهم تفسير ذلك بالنظر إلى أولويات السكان في قطاع غزة، التي عادة ما تنحصر في أوضاعهم المعيشية البائسة،  ولا يقف الفن أو التصوير على رأسها.
 
ويخضع قطاع غزة الذي يقطنه زهاء مليون و700 ألف نسمة لحصار إسرائيلي مشدد منذ منتصف العام 2007 أثر سيطرة حركة "حماس" الإسلامية على الأوضاع فيه.
 
وأدخلت إسرائيل تسهيلات واسعة على حصار غزة صيف العام 2010 ، استجابة لضغوط دولية، غير أن الأوضاع في القطاع الساحلي لم تتحسن إلا بشكل طفيف، فيما استمرت حالة العزلة على سكانه بفرض قيود صارمة على السفر.
 
وترى رحاب دلول وهي مصورة شابة، أن الأوضاع المعيشية تفرض نفسها على مجمل الحياة في قطاع غزة، لا سيما في ظل الأزمات المتكررة للسكان، وتركيز المؤسسات على الجوانب الإغاثية.
 
وتعرب دلول، عن أمنيات الشبان في غزة في وجود مؤسسات ومنظمات أهلية تعمل على دعم المواهب الشابة في غزة، وتؤدي إلى الارتقاء بمستواها من أجل إبراز إمكانياتها.
 
وإلى جانب ضعف الدعم الداخلي، فإن العائق الأبرز أمام الواهب الشابة في قطاع غزة يبقي يتعلق أساسا بالقيود الشديدة على السفر إلى الخارج، بما في ذلك الانتقال إلى الشق الأخر من الوطن في الضفة الغربية.
 
وتقول الشابة سما غنيم التي تكتب الشعر، إن الحصار يعرقل شقها طريق النجاح الذي تستحقه، بعد أن منعها من المشاركة في أكثر من مؤتمر في مصر، ودول عربية أخرى، لإبراز إمكانياتها، وكسب مزيدا من الخبرات.
 
وتضيف سما، أن طموحاتها كادت تتحقق قبل شهور، عندما تبنتها مؤسسة ثقافية في الضفة الغربية، استعدت لنشر إنتاجها الشعري في ديوان خاص بها، إلا أنها لم تتمكن من السفر إلى هناك بسبب المنع الإسرائيلي.
 
وتشير سما إلى أنها تحلم بفرصة المشاركة في البرنامج التلفزيوني العربي الشهير (شاعر المليون)، لكنها تخشى على نفسها من نوبات اليأس التي تنتابها عند التفكير باحتمال دفن موهبتها، دون القدرة على تطويرها.
 
وهذه الطموحات ذاتها تتملك خريجة الفنون الجميلة سلوى السباخي التي تميزت محليا بالرسم برواسب القهوة لتتمكن من إنتاج رسومات إبداعية، تعبر من خلالها عن تعلقها بكل ما هو تراثي وقديم.
 
وتقول السباخي، إن أعمالها التي تقيمها على نوع معين من الورق يمتاز بقدرته على امتصاص الرسم بالقهوة، لاقت رواجاً وإقبالا واسعا لدى عرضها بالمحال والمعارض المحلية.
 
لكنها تقول إنها تطمح أن تتاح لها فرصة المشاركة بمعارض خارج قطاع غزة، من أجل جذب الانتباه لأعمالها، وإبراز القضية الفلسطينية بكل تجلياتها عبر رسوماتها بالقهوة.
 
وبهذا الصدد انتقدت السباخي، عدم اهتمام الجهات الرسمية وغير الرسمية بتنمية المواهب الشابة، مشيرةً إلى أن غزة تعج بالمواهب المبدعة، ولكنها بحاجة لمن يأخذ بيدها، ويساعدها في تمويل إبداعاتها وإبرازها.
 
وفيما يعد الفن في غزة ترفا بالنسبة للغالبية العظمى من السكان، فإن اعتبارات حكم حركة حماس ذات التوجهات الإسلامية تمثل مزيدا من المصاعب للمواهب الشابة، خصوصا في رغبة بعضهم في التميز بأعمال مختلفة عما هو شائع في المجتمع.
 
وبهذا الشأن تشكو شادية رباح وهي فنانة شابة، من مصاعب التمييز في المواهب بين الجنسين، وما يثيره المجتمع من نظرة سلبية تجاه محاولات الفتيات التميز، وتقديم ما يمتلكنه من موهبة.
 
وتشير شادية، إلى أن قلة الإمكانيات، والاهتمام والنظرة بسلبية إلى دور المرأة، يحجم إبراز مواهب الفتيات ويجعلها محدودة الانتشار جدا وبحاجة إلى ما يشبه المعجزة لتحقيق الحد الأدنى من النجاح والانتشار.
 
وعلى الصعيد الرسمي، فإن وزارة الثقافة في حكومة حركة حماس المقالة، تشتكي مما تعتبره "ضحالة الوفود الثقافية والفنية في ظل موجة تشديد الحصار" الحاصلة على قطاع غزة.
 
ويقول عاطف عسقول، مدير الإبداع والفنون في الوزارة، إن تشديد حصار غزة أثر سلبيا على الأوضاع الثقافية والفنية، خصوصا ما يتعلق بمنع وصول الوفود الثقافية والفنية إلى القطاع في ظل ما تشكله من رافد هام للقضية الفلسطينية لنقل ثقافتها إلى العالم الخارجي.
 
ويشير عسقول، إلى أن الوفود التضامنية "أحيت القضية الفلسطينية ودعمت صمود الفلسطينيين في وجه الاحتلال"، لافتا إلى إحياء الوفود الثقافية في غزة مناسبات وطنية عامة وهو ما توقف بسبب تشديد الحصار .
 
ويضيف أن تشديد الحصار على غزة منع مشاركة وفود فلسطينية ثقافية وفينة في العديد من المهرجانات والمؤتمرات الثقافية في الخارج رغم توجيه العديد من الدعوات للمثقفين والفرق الفنية في قطاع غزة للمشاركة بمهرجانات ومؤتمرات ثقافية وعروض مسرحية وإنشادية.
 
ويواجه معبر رفح المنفذ البري الوحيد لقطاع غزة على العالم الخارجي، مصاعب حادة في عمله منذ احتجاجات 30  حزيران/يونيو في مصر التي أدت إلى عزل الرئيس محمد مرسي.
 
وتقول حماس إن فتح المعبر جزئيا يندرج ضمن حملة ضدها لإعادة تشديد الحصار على قطاع غزة.
 
وسبق أن أعلنت وزارة الثقافة في حكومة حماس عن إلغاء معرض دولي للكتاب كان مقررا إقامته في غزة في تشرين أول/ أكتوبر الماضي بمشاركة ما يقارب 60 دار نشر عربية.
 

- عماد الدريملي - د ب أ
الاحد 29 ديسمبر 2013