نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

خديعة الرحمة

03/07/2025 - هناء محمد درويش

التريمسة...حين يلتقي العائد بظلّه

24/06/2025 - عبير داغر إسبر

انهيار إمبراطورية إيران

17/06/2025 - براءة الحمدو

حزب حاكم جديد في سورية

08/06/2025 - بشير البكر


جاء وقت الحساب عن الجريمة التي غيرت المشهد السياسي في لبنان




بيروت - رنا موسوي - واشنطن - ا ف ب - اعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما في بيان نشره البيت الابيض ان تسليم القرار الاتهامي في لاهاي حول التحقيق في الاعتداء على رئيس الحكومة اللبنانية الاسبق رفيق الحريري عام 2005 يمثل خطوة حاسمة نحو انهاء "عهد الافلات من العقاب" في لبنان، داعيا الى الهدوء.
وجاء في البيان ان "هذا القرار يمثل خطة مهمة نحو انهاء عهد الافلات من العقاب لناحية القتلة ونحو تطبيق العدالة بالنسبة للشعب اللبناني".


الرئيس الاميركي باراك اوباما
الرئيس الاميركي باراك اوباما
واضاف اوباما في بيانه "اعلم انه وقت للتأثر وهو مهم جدا للشعب اللبناني ونحن ننضم الى الاسرة الدولية لدعوة المسؤولين والفئات اللبنانية الى الحفاظ على الهدوء وضبط النفس".

وكان مكتب المدعي العام دانيال بلمار اصدر بيانا اعلن فيه انه اودع رئيس قلم المحكمة "قرارا ظنيا سريا في اطار الاعتداء على رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري وآخرين الذي وقع في 14 شباط/فبراير 2005".
واكدت المحكمة الخاصة بلبنان الاثنين ان القرار سيبقى "سريا في هذه المرحلة".

واوضح الرئيس الاميركي "يجب ان يسمح للمحكمة الخاصة من اجل لبنان بان تواصل عملها بدون تدخل وضغط" مضيفا "انها الوسيلة لدفع الحقيقة وقضية العدالة ومستقبل لبنان".

واوضحت المحكمة الدولية ان دراسة القرار الاتهامي قد تستغرق "بين ستة وعشرة اسابيع" قبل ان يقرر قاضي ما قبل المحاكمة المصادقة عليه او رفضه.

وتفيد تقارير نشرت في وسائل اعلام اجنبية خلال السنتين الاخيرتين ان القرار سيتضمن اتهاما الى حزب الله، الحزب السياسي النافذ والحركة اللبنانية الوحيدة المسلحة الى جانب الدولة.

و منذ اغتيال رئيس الحكومة الاسبق رفيق الحريري العام 2005، تتلاحق الازمات السياسية في لبنان ويخشى ان يتفاقم الوضع مع ايداع مدعي المحكمة الدولية المكلفة النظر في الجريمة، المحكمة، الاثنين القرار الظني الذي يتوقع ان يتضمن اتهاما الى حزب الله.

وقدقتل الحريري في عملية تفجير في بيروت في 14 شباط/فبراير 2005، في وقت كانت مؤشرات معارضته للهيمنة السورية التي كانت قائمة في لبنان في ذلك الوقت، بدأت تظهر بوضوح.

واحدث اغتياله تغييرا في المشهد السياسي اللبناني، اذ توسعت المعارضة التي كانت قائمة في وجه السوريين وكبرت ككرة الثلج. وما لبث ان انسحب الجيش السوري من لبنان بعد ثلاثين سنة من الوجود في نيسان/ابريل 2005 بضغط من الشارع والمجتمع الدولي وبعد ان وجهت الى دمشق اصابع الاتهام في الجريمة.

وشهد لبنان في تلك السنة انتخابات نيابية اوصلت غالبية نيابية كبيرة بزعامة سعد الحريري، نجل رفيق الحريري، الى البرلمان الذي سيطر عليه لسنوات طويلة حلفاء دمشق.

وتولى رفيق الحريري رئاسة الحكومة بين 1992 و1998، ثم من العام 2000 الى 2004، في ظل الهيمنة السورية. لكنه رفض تولي تشكيل حكومة بعد 2004 بعد اعتراضه على التجديد للرئيس اللبناني السابق اميل لحود بضغط من دمشق.

وفي تسجيل صوتي بثته قناة تلفزيونية لبنانية الاحد يعود الى العام 2007، يعبر سعد الحريري في افادة ادلى بها امام لجنة التحقيق الدولية في اغتيال والده، عن اقتناعه بان سوريا خططت لعملية الاغتيال.

ويقول الحريري بالانكليزية، بحسب التسجيل، "اعتقد ان آصف شوكت (صهر الرئيس السوري) وماهر الاسد (شقيقه) لهما دور كبير في (...) عملية الاغتيال والتحضير لدفع بشار (الاسد) في اتجاه اتخاذ هذا القرار".

وفي يوم وقوع الجريمة، غادر رئيس الحكومة الاسبق مبنى البرلمان في وسط بيروت مع موكب كبير من السيارات المصفحة متوجها الى منزله القريب، عبر طريق ساحلي. ولدى وصوله الى قبالة فندق "سان جورج" الساعة 12,55 بالتوقيت المحلي، انفجرت شاحنة صغيرة من طراز ميتسوبيتشي في الموكب، بحسب ما افادت لجنة التحقيق الدولية في وقت لاحق.

وقتل رفيق الحريري (60 عاما) على الفور. كما قتل 22 شخصا آخرين معظمهم لدى وقوع الانفجار وآخرون متأثرين بجروحهم، بينهم النائب باسل فليحان القريب من الحريري والذي كان الى جانبه في السيارة ذاتها.

واشار المحققون الى ان قوة الانفجار بلغت حوالى 1800 كلغ من مادة تي ان تي.
واصيب لبنان بصدمة، وكذلك المجتمع الدولي.
وكان الحريري يملك شبكة واسعة من الاتصالات على المستوى الدولي وثروة ضخمة بدأ بجمعها في المملكة العربية السعودية.

ويعزى اليه الفضل في اعادة اعمار لبنان بعد الحرب الاهلية (1975-1990). فقد جاب العالم لاقناع المستثمرين بالعودة الى البلد، واعطى الاولوية في الحكومات التي ترأسها لاعادة الاعمار، لا سيما في وسط بيروت الذي لا يزال معارضوه حتى الآن ينتقدون خطة اعماره بسبب كلفته المرتفعة والديون التي تراكمت خلال هذه الفترة.

ورد الحريري في مقابلة تلفزيونية مطولة ادلى بها قبل فترة قصيرة من اغتياله على منتقديه بالقول انه ربما أخطأ في بعض الاماكن "لكن من يعمل كثيرا، يخطىء كثيرا"، معربا عن فخره بما أنجزه خلال توليه سدة المسؤولية.

ووصفت الامم المتحدة اغتيال الحريري ب"الجريمة الارهابية"، واقرت قيام تحقيق دولي في الجريمة. ونشأت في 2007 المحكمة الخاصة بلبنان، وهي المحكمة الدولية الاولى في العالم التي تنظر في "جريمة ارهابية".

وفي 14 آذار/مارس 2005، انطلقت "انتفاضة الاستقلال" التي سميت ايضا في ما بعد "ثورة الارز" والتي جمعت تيارات واحزابا وشخصيات من كل الطوائف اللبنانية طالبت عبر تجمعات شعبية هائلة ب"الحرية والسيادة والاستقلال" وخروج الجيش السوري من لبنان، وهو ما حصل.
الا ان دمشق نفت باستمرار اي تورط لها في اغتيال الحريري.

واذا كانت التقارير الاولية الصادرة عن لجنة التحقيق الدولية اشارت الى تورط مسؤولين سوريين ولبنانيين في الجريمة، فان تقارير تداولتها خلال السنتين الماضيتين وسائل اعلام غربية توقعت ان يوجه الاتهام في الجريمة الى حزب الله.


رنا موسوي - ا ف ب
الثلاثاء 18 يناير 2011