نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

خديعة الرحمة

03/07/2025 - هناء محمد درويش

التريمسة...حين يلتقي العائد بظلّه

24/06/2025 - عبير داغر إسبر

انهيار إمبراطورية إيران

17/06/2025 - براءة الحمدو

حزب حاكم جديد في سورية

08/06/2025 - بشير البكر

المفتي قبلان صاحب الرؤية

02/06/2025 - يوسف بزي


حالة من الفوضى في مدينة القصرين التونسية وارتفاع حصيلة ضحايا الإحتجاجات إلى خمسين




تونس - ارتفعت حصيلة الاحتجاجات العنيفة التي شهدتها تونس في نهاية الاسبوع الماضي حيث قال مصدر نقابي ان نحو 50 قتيلا سقطوا الايام الثلاثة الاخيرة في الوسط الغربي من البلاد متحدثا عن "فوضى" سادت اليوم مدينة القصرين في هذه المنطقة


ما خلفته الصدامات في بلدة الرقاب التونسية - خاص بالهدهد
ما خلفته الصدامات في بلدة الرقاب التونسية - خاص بالهدهد
واعلنت وزارة الداخلية مقتل 4 اشخاص واصابة 8 شرطيين بجروح في مدينة القصرين. وكانت حصيلة رسمية سابقة الاحد اشارت الى مقتل 14 شخصا في مدينتي تالة والقصرين (وسط غرب).

وقال الصادق المحمودي عضو الاتحاد المحلي التونسي للشغل (المركزية النقابية) "هناك حالة فوضى عارمة في القصرين بعد ليلة من اعمال العنف واطلاق قناصة النار ونهب وسرقة متاجر ومنازل من قبل الشرطة التي انسحبت اثر ذلك".

واكد شهود اتصلت بهم وكالة فرانس برس رواية المحمودي للوقائع، ما يؤشر الى ان الكلمة التي توجه بها الاثنين الرئيس التونسي زين العابدين بن علي عبر التلفزيون لم تنجح في نزع فتيل اخطر احتجاجات اجتماعية تشهدها تونس منذ 1987.

واضاف المسؤول النقابي ان "عدد القتلى فاق الخمسين قتيلا" بحسب حصيلة جمعت من مصادر طبية في مستشفى القصرين التي تبعد 290 كلم جنوبي العاصمة حيث يتم ايداع الجثث من مناطق الولاية التي تحمل الاسم ذاته، المختلفة.

واشار موظف يعمل في المدينة طلب عدم كشف هويته الى اطلاق نار من قناصة تمركزوا على اسطح البنايات والى اطلاق قوات الامن النار على مواكب جنائزية في القصرين.

وتوقف موظفو مستشفى القصرين عن العمل ساعة احتجاجا على العدد الكبير من الضحايا وخطورة اصاباتهم، بحسب المصدر ذاته الذي اشار الى "بطون ممزقة ورؤوس مخربة".

وفي باريس قالت سهير بلحسن رئيسة الفدرالية الدولية لروابط حقوق الانسان لوكالة فرانس برس ان حصيلة قتلى مواجهات نهاية الاسبوع بلغت 35 قتيلا. واضافت "ان حصيلة 35 قتيلا مدعومة بلائحة اسمية" باسماء القتلى "بيد ان العدد الاجمالي للضحايا اكبر وهو يحوم حول 50 (قتيلا) غير ان هذا مجرد تقييم".

وتابعت ان حصيلة الضحايا لهذه الثورة الاجتماعية التي اندلعت في 17 كانون الاول/ديسمبر اثر انتحار شاب تونسي (26 عاما) باضرام النار في نفسه "ارتفع بشكل مأسوي" اثر تظاهرات نهاية الاسبوع الماضي في مدن الرقاب وتالة والقصرين بالوسط الغربي التونسي.

وقالت وزارة الداخلية التونسية في بيان وردت نسخة منه الى وكالة فرانس برس "شهدت مدينة القصرين صباح الاثنين (..) اعمال شغب وحرق ومداهمات من قبل مجموعات استهدفت مركز الشرطة بحي النور وحي الزهور مسلحين بالعصي والزجاجات الحارقة وقضبان من الحديد".

واضاف المصدر ذاته "تصدى اعوان الامن للمهاجمين لمنعهم من اقتحام المركزين اللذين تمت محاصرتهما من قبلهم وتم تحذيرهم اكثر من مرة باطلاق النار في الهواء الا ان هؤلاء (المهاجمين) كثفوا من قذف القوارير الحارقة والقاء عجلات مطاطية ملتهبة والدخول عنوة للمركزين والالتحام بالاعوان الذين اجبروا على اطلاق النار في اطار الدفاع الشرعي عن النفس، قبل اشتعال النار بالمركزين واحتراق الاثاث والتجهيزات فيهما".

وتابع البيان ان الحادث ادى "اصابات في صفوف المهاجمين تمثلت في 4 وفيات فيما تعرض ما لا يقل عن 8 اعوان لحروق وجروح متفاوتة الخطورة".

وبذلك ترتفع الحصيلة الرسمية للقتلى بالرصاص في المواجهات منذ السبت في مدن الوسط الغربي التونسي الى 18 قتيلا.

وكانت منظمة العفو الدولية قالت الاثنين ان ما لا يقل عن 23 شخصا قتلوا في نهاية الاسبوع بايدي قوات الامن "في موجة عنف اعمى غير مسبوق ضد الاهالي الذين قدموا للاحتجاج على ظروف عيشهم والبطالة والفساد".

وكانت حركة الاحتجاجات هذه بدأت في 17 كانون الاول/ديسمبر اثر اقدام شاب يعمل بائعا متجولا في مدينة سيدي بوزيد (265 كلم جنوبي العاصمة) على الانتحار باحراق نفسه، احتجاجا على مصادرة الشرطة البلدية لبضاعته.

ومساء الاثنين انتحر شاب تونسي آخر حائز شهادة جامعية وعاطل عن العمل، باستخدام التيار الكهربائي في احدى قرى ولاية سيدي بوزيد في الوسط الغربي التونسي، على ما افاد الثلاثاء شاهد واحد اقارب الشاب المنتحر.

واغلقت السلطات المدارس والجامعات في كافة انحاء البلاد بداية من الثلاثاء وحتى اشعار آخر.

وبحسب سهير بلحسن فان موجة الاحتجاجات بدأت تمتد الى المدن الساحلية التي تؤوي اهم المنتجعات السياحية في البلاد.

واشارت الصحف الخاصة اليوم الى تظاهرات في العديد من المدن في وسط البلاد التونسية وفي الجنوب الغربي ولكن ايضا في الشمال بمدينة بنزرت التي تقع على بعد 60 كلم من العاصمة التونسية.

من جهة اخرى سجل الثلاثاء بالعاصمة التونسية اول تحرك احتجاجي للمبدعين التونسيين سارعت الشرطة الى تفريقه. فقد فرق رجال الامن تجمعا "سلميا" وسط العاصمة التونسية كانت تعتزم مجموعة من الفنانين التونسيين القيام به امام المسرح البلدي بتونس. وسادت اجواء من التوتر العاصمة وسط دعوات للتظاهر يتم تناقلها عبر موقع فايسبوك الاجتماعي على الانترنت.

وكانت الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي والامين العام للامم المتحدة اعربوا عن القلق ازاء اعمال العنف في تونس.

واعربت فرنسا مجددا الثلاثاء عن الاسف "لاعمال العنف" في تونس ودعت الى "التهدئة"، مؤكدة على لسان المتحدث باسم الحكومة فرنسوا بارون ان "الحوار وحده الكفيل بتجاوز المشاكل الاقتصادية والاجتماعية" في هذا البلد.

وقال المتحدث باسم الحكومة الفرنسية انه بالنسبة للمواطنين الفرنسيين في تونس فان التعليمات "واضحة" حيث يتعين عليهم "لزوم اقصى درجات الحيطة وخصوصا تفادي المشاركة في اي شكل من اشكال التجمع".

وكانت فرنسا التي تمثل تونس احد اقرب شركائها في شمال افريقيا، اكتفت الاسبوع الماضي بالدعوة الى التهدئة دون التعبير عن موقف من قمع تظاهرات وتوقيف مدونين.

وندد الرئيس التونسي زين العابدين بن علي الاثنين ب"عصابات ملثمة" نفذت "عملا إرهابيا لا يمكن السكوت عنه"، واعدا في الان نفسه بتوفير مئات آلاف فرص العمل للعاطلين في بلاده عامي 2011 و2012.

أ ف ب
الثلاثاء 11 يناير 2011