نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

السياسة المزدوجة

25/04/2025 - لمى قنوت

نظرة في الإعلان الدستوري

26/03/2025 - لمى قنوت

رياح الشام

25/03/2025 - مصطفى الفقي

في الردّة الأسدية الإيرانية

22/03/2025 - عبد الجبار عكيدي


شيخ قبيلة البقارة السورية: لن يجدي مع نظام الأسد سوى القوة العسكرية




إسطنبول - آن بياتريس كلاسمان -كان الشيخ نواف البشير البالغ من العمر 54 عاما قادرا على نسيان التهديدات التي وجهت له والزنزالة الصغيرة التي حشر فيها و الاستجوابات التي خضع لها ولكن صراخ الأطفال الذين كانوا يعذبون في الزنزانة المجاورة لزنزانته لا يزال يتردد في أذن شيخ قبيلة البقارة السورية الذي يقول مشيرا لذلك:"كثيرا ما أسمع أصواتهم في أحلامي ليلا، ثم أستيقظ وأظن أني عدت للسجن مرة أخرى".


شيخ قبيلة البقارة السورية: لن يجدي مع نظام الأسد سوى القوة العسكرية
حاول الشيخ الذي يتزعم قبيلة البقارة التي ينتمي إليها نحو 2ر1 مليون شخص في سورية ان يبدو متماسكا. ألقى الشيخ البشير بنظراته من نافذة إحدى المقاهي السياحية إلى الأمطار التي تتساقط في مدينة إسطنبول. وعندما جاء النادل ليأخذ حسابه وضع البشير مئة دولار على المائدة وهو شارد الذهن. البشير شيخ قبيلة بدون العمامة التقليدية المعروفة عن شيوخ القبائل، يرتدي نظارة و سترة وكرافتة. ألقت المخابرات السورية القبض على البشير في الحادي والثلاثين من تموز/يوليو 2011 ثم اختفى الشيخ الذي كان يشارك من قبل في تنظيم المظاهرات ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، اختفى لمدة 72 يوما كاملة.

وتناقلت المعارضةفي هذا الوقت فيما بينها تقارير تفيد بأن الشيخ البشير عذب حتى الموت. ثم ظهر الشيخ البشير فجأة في التلفزيون الرسمي السوري في العاشر من تشرين أول/أكتوبر حيث دعا إلى إجراء إصلاحات سياسية في ظل الرئيس بشار الأسد، وظهر البشير في التلفزيون وكأنه مغيب. واليوم يقول البشير:"كان هناك من يضع المسدس على رأسي ويهدد بقتل أسرتي إذا لم أقم بهذا الظهور التلفزيوني، كانوا يضعون لافتات كرتونية وراء الكاميرات مكتوب عليها الجمل التي كان علي أن أرددها. ثم أطلق سراح البشير بعد هذا الظهور بقليل وعاد إلى مدينة دير الزور، مسقط رأسه. وعندما سمع البشير في كانون ثان/يناير أنه سيلقى القبض عليه مرة أخرى هرب إلى تركيا

واضطر البشير إلى ترك أسرته. التحق أحد أبنائه الآن بالجيش السوري الحر الذي يقاتل ضد قوات نظام الأسد. أصبح الشيخ البشير الذي كان يراهن في البداية على الاحتجاجات السلمية يعتقد منذ أن احتجز في سجن تحت الأرض بالعاصمة دمشق أن الكفاح المسلح هو الطريق الوحيد. ومشيرا لذلك قال الشيخ البشير إنه غير رأيه بعد أن سمع عن المجازر التي ارتكبت وبعد أن رأى في السجن كيف تعرض 22 طفلا و ستة نساء للتعذيب "ورأيت بعد إحدى المظاهرات جثة فتى في العاشرة من عمره أطلقوا النار على عينه.. وكان لا يزال يمسك ببعض البسكويت.. عندها قلت: لا، كفى، هذا كثيرا..". غير أن خطة البشير لا يمكن أن تتحقق بدون مساعدة من الخارج "فنحن نحتاج لمنطقة آمنة للمتطوعين، منطقة محظورة على الطائرات، ونحتاج لممرات إنسانية و إلى أسلحة، عندها يمكن أن نحرر بلدنا بأنفسنا". قال البشير إنه لم ير حتى الآن شيئا من الأسلحة التي وعدت بها السعودية وقطر مضيفا:"سمعنا كلاما فقط حتى الآن ولم نر أفعالا..".

ورغم أن البشير على اتصال بالمجلس الوطني السوري المعارض الذي يسعى منذ أشهر للحصول على اعتراف به كممثل شرعي عن الشعب السوري إلا أنه غير راض عن أداء المكتب التنفيذي للمجلس خاصة وأنهم عرضوا عليه الانضمام للمجلس كعضو عادي ليست له سلطة اتخاذ قرار "تنتمي "مجموعة بيان دمشق" للمجلس التنفيذي رغم أنها تمثل فقط 200 شخص في سورية أما أنا فأمثل 2ر1 مليون سوري..". لا يعرف الشيخ البشير متى يعود لسورية. وعبر البشير عن أمله في أن يسقط النظام السوري قريبا، "أعتقد أن ذلك سيحدث في تموز/يوليو..". التأم الجرح الذي أصيب به الشيخ البشير ذو الجسم الكبير نسبيا، في يده اليمنى عندما كان يجتاز الأسلاك الشائكة على الحدود السورية التركية أثناء هربه إلى تركيا، ولكن جروحه الداخلية لم تندمل بعد. قال الشيخ البشير إنه رأى أثناء ذهابه الى التحقيق معه فتاة في الرابعة عشرة ملقاة على الأرض وكانت لا تزال حية ولكنها لم تعد تتحرك وإن هذا المشهد يلوح أمامه مرارا. ثم انصرف البشير أثناء المطر ليحضر موعدا مع معارضين آخرين

آن بياتريس كلاسمان
الثلاثاء 13 مارس 2012