تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

سبع عشرة حقيبة للمنفى

27/11/2025 - خولة برغوث

في أهمّية جيفري إبستين

26/11/2025 - مضر رياض الدبس

طبالون ومكيودون وحائرون

07/11/2025 - ياسين الحاج صالح

"المتلحف بالخارج... عريان"

07/11/2025 - مزوان قبلان

كيف ساعد الهجري و"قسد" سلطة الشرع؟

07/11/2025 - حسين عبد العزيز


نقل معتقلي داعش من الرقة الى دير الزور وقلق على مصيرهم




الرقة (سورية) - نقل تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) جميع المعتقلين من ناشطين وسياسيين وإعلاميين وعناصر من المعارضة السورية في سجونه بمحافظة الرقة؛ معقل التنظيم في سورية الى ريف دير الزور الشرقي بعد تقدم قوات سورية الديمقراطية ووصولها الى اطراف مدينة الرقة .


مصدر في مدينة الرقة مقرب من تنظيم داعش ذكر لوكالة الانباء الالمانية (د.ب.أ) أن " التنظيم ومنذ منتصف شهر شباط / فبراير الماضي قام بنقل جميع المعتقلين من سجونه في محافظة الرقة إلى ريف دير الزور، وأن ثلاثة سجون من أسوأ معتقلات التنظيم أغلقت وهي سجن سد الفرات في مدينة الطبقة في ريف الرقة الغربي، ومعتقل العكيرشي ( معسكر الزرقاوي )، والمناخر ( سجن جبل المناخر ) في ريفها الشرقي ".

وأضاف المصدر الذي عرف بنفسه باسم ابو معتز " اخبرني أحد اقاربي وهو من عناصر تنظيم داعش بانه تم نقل المئات من المساجين من سجون الرقة إلى ريف دير الزور، وتم وضع الشخصيات المهمة في منازل وبالباقي وضعوا في أقبية مدارس ومعمل غاز كوميكو قرب مدينة الميادين في ريف دير الزور الشرقي، وجمع المعتقلين خرجوا مغطى رؤوسهم ولم نشاهد وجه أحد منهم وتم وضعهم في شاحنات مغطاة بشوادر ومغلقة بشكل جيد .وكانت تلك الشاحنات مدنية وتسير متباعدة عن بعضها حتى لا تثير الانتباه ".

عملية نقل المعتقلين من الرقة شكلت رعبا لدى المئات من أهالي المعتقلين في محافظة الرقة على مصير أبنائهم الذين يعتقلهم تنظيم داعش في سجونه المنتشرة في محافظة الرقة بعد تقلص سيطرة التنظيم على المحافظة والخوف من مغادرة المدينة وقتل جميع المعتقلين لديه .

ويقول ابو فراس وهو من ريف الرقة الشمالي لوكالة الانباء الالمانية(د.ب.أ) " اعتقل ولدي وعمره 21 عاما بداية العام الماضي في مدينة الرقة بتهمة التعاون مع النظام السوري، ومنذ ذلك التاريخ لا نعلم عنه شيئا. لم يتم قتله في مدينة الرقة كما جرت العادة وتابعت كل الصفحات على الانترنت التي تنشر اسماء الاشخاص الذين تم قتلهم ولم أجد له اسما، أخشى أن يكون قتل دون ذكر اسمه أو ربما لا زال حيا ".

ويضيف الرجل الستيني " نقل المعتقلين إلى دير الزور زاد من خوفنا ؛ خاصة ان المعتقلين سوف يضعون في مراكز تابعة لتنظيم داعش ما يجعلها عرضة للقضف من طائرات التحالف الدولي، فمن لم يقتل بسكاكين داعش ورصاصهم يمكن أن يقتل بصواريخ طائرات التحالف ".

كما لجأ تنظيم داعش إلى جلب معتقلين لتدريب طلاب كلية الطب التي احدثها التنظيم في مدينة الرقة على العمليات الجراحية. ويقول ابو عبد الله طبية وهو ممرض سابق في مشفى مدينة الطبقة هرب إلى تركيا منذ ستة اشهر تقريبا " عناصر تنظيم داعش كانوا يجلبون عددا من المعتقلين لتدريب الطلاب على العمليات الجراحية؛ حيث يتم جلب معتقلين من محافظة دير الزور أو العراق لتدريب طلاب كلية الطب في الرقة بحيث لا يتمكن الطلاب من التعرف على المعتقل الذي يمكن أن تجري عملية تشريحه وإعطاء درس عملي عليه ".

ولكن ما هي حقيقة سجون تنظيم داعش في محافظة الرقة والتي هي نسخة من كل سجون التنظيم المنتشرة في سورية والعراق ؟؟. محافظة الرقة التي يطلق عليها عاصمة تنظيم الدولة الاسلامية كانت تضم العدد الأكبر من السجون إلا أن البعض منها يعرف فقط بالاسم ومنها سد سجن سد الفرات ولم يكشف الكثير عن هذا السجن من قبل المعتقلين لأن بعض من يدخل هذا السجن لا يخرج حيًا. ..ومع ذلك هناك سجون هي لا تقل قسوة عن سجن حمل اسم سد الفرات .

يقول ابو عزام وهو مقاتل انشق عن تنظيم داعش هكذا عرف عن نفسه وهو يقيم في إحدى المدن التركية القريبة من الحدود السورية " ذهبت إلى سجن السد عدة مرات من خلال نقل معتقلين إليه من النقطة (11)، وهي المقر الامني لتنظيم داعش وتقع في الملعب البلدي في مدينة الرقة ، لم أكن أعرف هؤلاء الذين انقلهم باعتبار السيارة مغلقة ،وترافقها سيارتان مزودتان برشاشات دوشكا ،إلا أن إجراءات نقلهم تدل على انهم ليسوا معتقلين عاديين ، ولا يسمح لي بالدخول الى مقر السد... اسلم السيارة لحراس السد بينما أجلس انتظر عودتها ، وخلال عودتي في أحد المرات صعد الى جانبي مقاتل تونسي كانت تفوح منه رائحة الخمر وعندما سألته من المعتقلين الذين ينقلون الى السد أجاب " هؤلاء الرؤوس الكبار" وعندما ايقنت انه ثمل قلت إننا دائما نجلب مساجين إلى هنا ولكن لم يخرج أحد منهم فرد قائلا "البعض منهم موجود وآخرون يتم اطعامهم للسمك " فعلمت انهم يقتلون المعتقلين ويرمونهم في نهر الفرات ".

توجد داخل مدينة الرقة ثلاثة سجون معروفة وهي سجن المحكمة العسكرية السابقة، والذي عادة يتم التوقيف به من خلال جلب المطلوبين للتنظيم، وسجن النقطة (11) وهي المركز الامني للتنظيم والذي يقع تحت مدرجات الملعب البلدي وهؤلاء المعتقلين الذين يتم اعتقالهم من قبل النقطة (11) غالبه بدواعي امنية وغالبا هم من عناصر الجيش الحر وحركة احرار الشام وجبهة النصرة واغلب المعتقلين المطلوبين لهذا الجهة يتم تصفيتهم وقتلهم في المعتقلات .

ويختص سجن مبنى المحافظة ومركز الشرطة الاسلامية بالمخالفات التي يرتكبها أهالي مدينة الرقة... ويختص سجن المناخر جنوب شرق مدينة الرقة بالمعتقلين من عناصر الدولة من الاجانب وكذلك المعتقلين الاجانب ، وبعض عناصر الجيش الحر، وتجري حاليا معارك في محيطه بين قوات سورية الديمقراطية وعناصر داعش .

إلا أن التنظيم وبعد تقدم قوات سورية الديمقراطية وتحت غطاء جوي من طيران التحالف الدولي منذ بداية العام الحالي، وتضييق الخناق عليه قام بنقل مئات المعتقلين من سجون الرقة الى محافظة دير الزور وتحديداً الى مدينتي الميادين والبوكمال في ريف دير الزور الشرقي .

يضاف الى تلك السجون سجن كتيبة الخنساء وهو خاص بالنساء ان كان لمخالفات الملابس او التحقيقات الامنية حول بعض النساء لاشتباه بهن من خلال علاقاتهن مع مسلحي المعارضة أو النظام السوري .

وهناك سجن المحكمة العسكرية القريب من ساحة النعيم وسط مدينة الرقة والذي يعتبر سجن توقيف أمني ، الا انه الأقسى من حيث العقوبات التي يتلقاها المعتقلون. ويقول ابو ياسر وهو موظف سابق في إحدى الدوائر الحكومة السورية "اعتقلت في شهر تموز/ يوليو الماضي خلال مداهمة منزلي الساعة الرابعة صباحاً وتم نقلي إلى سجن المحكمة وبقيت هناك حوالي عشرة ايام؛ إلا أن كل يوم يعادل سنة من حيث التعذيب لأجل انتزاع اعترافات من المعتقلين حيث ينالون أقسى انواع التعذيب ومنها إطلاق الرصاص على أطراف المعتقل لدرجة أن أحد المعتقلين تم وضع المسدس في فمه وخرجت الرصاصة من خده ، ما شاهدته من تعذيب أنا ومن معي يفوق الخيال ، والاسوأ أن سجون التنظيم كلها تتصف بصفة واحدة وهي أن يكون التعذيب ليس في غرفة خاصة بل أمام المعتقلين حيث ينهار المعتقل قبل أن يصل دوره في التعذيب ".

السجن الذي ذاع صيته في محافظة الرقة هو سجن العكيرشي/ 25 شرق مدينة الرقة/... إنه الاكثر سوءا في التعذيب وأغلب مساجينه هم من الناشطين الاعلاميين والمجتمع المدني وقادة وأعضاء الكتائب الثورية... في هذا السجن قلة من يكتب لهم العمر . و يقول الناشط المدني انور الخضر لوكالة الانباء الالمانية(د.ب.أ) وهو يعيش في دولة اوروبية حاليا " يتبع هذا السجن مباشرة الى ابو لقمان امير الامنيين، الرجل الثاني في تنظيم الدولة في مدينة الرقة ، وهناك فرقة تقوم بعمليات خطف لأشخاص ثوريين؛ سواء قادة كتائب أو إعلاميين أو أعضاء مجالس محلية ثورية بناء على طلب من ابو لقمان ويسلمون المخطوف لحراس السجن الذين لا يتغيرون على مدار الـ 24 ساعة وبشكل دائم حفاظا على سرية عدم تسريب أسماء نزلاء السجن لأن جميعهم من ابناء محافظة الرقة ". ويصف الخضر أشكال وألوان التعذيب من ضرب وجلد وشبح وطعن إلى الحرق بالنار بل البعض منهم يعترف بتهم لا علاقة له بها فقط لأجل يقتلونه ليخلص من العذاب " أحد الناشطين المدنيين قطعوا اصابعه وهو حي ثم قطعوا يده التي بقيت تنزف حتى فارق الحياة ".

ويضيف أنه في ذلك السجن " يأكل السجن وجبة واحد في اليوم وهي عبارة عن "رغيف خبز واحد مع حبتين بندورة ( طماطم ) أو بطاطا ، ويحرم المريض من أي نوع من الدواء مهما كان مرضه لا يستمر نزلاء هذا السجن لأكثر من شهر، فالموت المحتم لهم ولولا تدخل وساطات لاجل الافراج عني لما تحدثت معك الآن ، طبعا ليس هناك اية ملفات او سجلات للمعتقل أي ان السجان لا يعرف أي شيء عن أي سجين، ولكن هو يعتبر أن كل معتقل يأتي به ابو لقمان فهو حكماً إما مرتد، أو كافر، أو زنديق، أو عميل وموالي للكفار والمشركين وينتهي به المطاف برصاصة او جرة سكين ".

خليل هملو
الاربعاء 5 أبريل 2017