
mقد كان وليد هدفا للقناصة حين كشف أمره، ولكن الرصاصة الموجهة الى راسه اصابت جاره وصديقه الذي كان يرافقه ليموت بين يديه.
يقول وليد الجلالي حين التقته "الهدهد الدولية"، انه لم يكن مدونا بالمعنى المتعارف عليه، فهو يعتز بانتمائه للاتحاد العام التونسي للشغل منذ اول يوم التحق فيه بالتدريس مهنته الاصلية، وانما واجبه الوطني دفعه للخروج الى الشارع والتوثيق ومد وسائل الاعلام الاجنبية لاطلاع الراي العام الدولي بما يدور في محافظة سيدي بوزيد.
وليد كان يجهل طريقة الاتصال بالفضائيات ولكنه كان يتابع فيديوهاته على فرانس 24 وعلى الجزيرة بعد توزيعها على الشبكة العنكبوتية ، ويبدو ان دقة عمله جعلت سماسرة الثورة ينتبهون اليه، لتبدأ قصته مع المدونة لينا بن مهني التي وصفها وليد بالسارقة والمحتالة والكاذبة أيضاً.
يقول وليد :" انطلقت في التوثيق مع اول مسيرة نظمها الاتحاد العام التونسي للشغل
بالرقاب، وقد كانت مسيرة حماسية تعبوية، لكن امام حملات الإيقاف طلب مني والدي ان اعدم ما لدي من تسجيلات، فقد كان بيتنا ملجا الهاربين من البوليس الذي اقتحمه اكثر من مرة لإخراجهم، وامام الحاحه الشديد وخوفه نزعت القرص الصلب للكمبيوتر واخفيته في بيت حماتي خارج المدينة".
يضيف وليد حديثه معنا : "في التاسع من يناير بطش بنا البوليس وهو اليوم التاريخي الذي حصدت فيه ارواح كثيرة، فقد سقط الى جانبي رؤوف الكدوسي برصاص القناصة وهو ينادي بإسقاط النظام .
اما خيال وانفاس وصراخ محمد جاب الله فلن تمحى من ذاكرتي ما حييت، فصديقي "مات عني" ، كنت اصور البوليس وهو يطلق الرصاص الحي وسمعت احد رجال الامن منبها زميلا له كان قريبا مني يقول : "اضربه انه هناك يصورنا .. هناك"، سحبني محمد جاب الله ليخفيني وراء عمود إسمنتي لكني سحبته ميتا في نفس اللحظة".
في ذلك اليوم بدات قصة وليد مع المدونة لينا بن مهني، وحول نشأة التعامل معها يوضح وليد بقوله : "مساء لزمت البيت، صراحة كنت مذهولا وحائرا وحزينا جداً، حوالي منتصف رن جرس الباب وكنت مستعدا للاعتقال تلك الليلة، لكن القادم كان صديقي فيصل الاحمدي ابلغني ان فريق القناة الفرنسية الاولى TF1 يرغب في مقابلتي، التقيتهم داخل المستشفى الجهوي امام بيتنا وكانوا حينها يجرون لقاء مع عادل العموري وهو احد الثوار الناشطين في الميدان، وهم الصحفيان الفرنسيان Olivier sintiki وBerbard Garni ومعهما لينا بن مهني والمدون اصيل مدينة سيدي بوزيد سليمان الرويسي.
بادرتني لينا بن مهني التي لم اكن اعرفها او اسمع عنها بالحديث قائلة : "علمنا انك تملك مواد مصورة عما يحدث، هل تريدها ان تبث للراي العام الدولي ، انا صحافية من TF1 "، قلت : "نعم انا اصور لأجل النشر".
أحضرت لها تسجيلات مختصرة وطلبت منها ان تبث فقط على الفرنسية الاولى، واصطحبتهم الى بيت الشهيد نزار سليمي بعد ان وعدتني بتحقيق رغبتي، في الاثناء أجرى الفريق الصحفي لقاء مع والد الشهيد نزار ومعي ايضا، وطلبت من الصحفي الفرنسي الا يظهر وجهي ليس خوفا ولكن حرصا على عدم كشفي مبكرا وكان لي ذلك".
وباتصالنا بالنقابي والمدون سليمان الرويسي للسؤال عن مدى صدقية كلام وليد الجلالي ، اكد الرويسي انه فعلا رافق القناة الفرنسية TF1 بطلب من المدونة لينا بن مهني التي تحصلت على رقم هاتفه ايام الحراك الشعبي في سيدي بوزيد، حيث كانت تستقي منه المعلومات
يقول الرويسي : "اتصلت بي لينا يوم التاسع من يناير من تونس العاصمة لتستفسر عن عدد القتلى والجرحى في الرقاب، ونظرا لعدم توفر معلومات مؤكدة سألتني ان كنت قادرا على التنقل الى عين المكان فقلت لها انني انوي القيام بذلك فطلبت مصاحبتي رفقة قناة TF1 "
حوالي العاشرة ليلا وصلوا الى سيدي بوزيد وانطلقنا عبر مسالك فلاحية لدخول الرقاب، واتجهنا مباشرة صوب المستشفى المحلي حيث صادفنا وجود جريح وبعض المواطنين والتقينا بالدكتور الصمودي الذي مدني شخصيا بتقرير مفصل عن عدد القتلى والجرحى ونوعية الإصابات".
ويؤكد الرويسي بالقول : "فعلا حضر الشاب وليد الجلالي واطلعنا على تسجيلات للأحداث من خلال كاميرا شخصية، وطلبنا منه مد القناة بنسخة لفضح ممارسات النظام البوليسي القمعي فوافق شريطة ان تبث فقط بالقناة الفرنسية الاولى، وفي بيت الشهيد نزار السليمي سلم لينا سي دي يوثق لذلك اليوم".
يضيف سليمان : "لم يفوتني الاطلاع على تصريحات بن مهني وتعجبت من تقمصها لشخصية وليد الجلالي، سيما عندما تقول ان هناك شهيدا مات بين يديها، كيف تم ذلك والحال انها دخلت الى الرقاب منتصف الليل في حين سقط الشهداء والجرحى بين الحادية عشر صباحا والرابعة مساء.
وهنا الفت نظر الجميع ان من لا ينتمي لجغرافية المكان لن يكون قادرا على دخولها ومعرفة خباياها وما يدور بين سكانها فما بالك ان يدخل غريبا ويسجل احداث القتل والقنص، اظن ان من يدعي ذلك فستصيبه محنة الجغرافيا، هذه كلمة حق اعترافا لما قدمه وأنجزه الشاب الشجاع وليد الجلالي"...
اقول لمن لا يثق في كلامي ان يبحث في شبكة الانترنت وسيجد ردا على أسئلته، الفيدوهات والصور جميعها وزعت قبل بث الفرنسية الاولى والجزيرة، اما لينا بن مهني المدونة المزيفة فبيني وبينها القضاء".

وحين عدنا لإكمال حديثنا من وليد أضاف بالقول : "يوم 10 يناير اتصلت بي لينا وقالت انها على مشارف مدينة الرقاب ولكنها لم تتمكن من الدخول وفي الثالث عشر من يناير هاتفتني أيضاً وطلبت ان ارسل لها صور وفيديوهات، هنا أتوقف حتى أؤكد للجميع ان اي صورة وأي فيديو خرج من الرقاب يوثق لما حدث في الشارع هو عملي قبل وبعد الرابع عشر من يناير، لكن ما تم بثه على TF1 كتب عليه : الريبورتاج من اعداد Olivier sintiki وBerbard Garni ولينا بن مهني، ورغم ان الامر حز في نفسي لكني لم احتج".
وعن علاقته بلينا بن مهني يوضح وليد : "كانت لينا تتصل من حين لآخر تسال عن احوالي واحيانا تطلب مني مواد من الأرشيف ، واذكر انها اتصلت بي بداية شهر فبراير لتعلمني انها تعتزم نشر كتاب واستشارتني ان تتناول دوري في الثورة، طبعا لم تفوت الفرصة وطلبت مني فيديوهات وصور عن العصيان المدني الذي دام ثلاثة ايام في الرقاب
لكن بعد ان شاهدت عملي يبث في قناة الجزيرة دون موافقتي اتصلت بلينا ولمتها بشدة وطالبتها بحقي المادي والمعنوي، لانها لم تحترم اتفاقنا، واتضح ان TF1 باعت عملا ليس ملكها اصلا ولم يتم حتى ذكر اسمي، والمؤسف ان المدونة المحترمة تحدتني وقالت لي ان كنت املك دليلا واحدا يدينها علي ان أتقدم ضدها بشكوى.
وكعادتها في التمويه وربح الوقت حاولت ارضائي كطفل واخترعت حيلة مع Olivier وهي تصوير فيلم وثائقي عن دوري في الثورة وكان مخطط وهمي .
ومنذ الرابع عشر من يناير ولينا بن مهني تصول وتجول وتتنقل بين عواصم العالم وتتسلم الجوائز على اساس انها دونت وصورت قبل الرابع عشر من يناير، ولكن الحقيقة انها روجت لنفسها بأعمالي انا، نعم لقد كذبت على الأوروبيين وصدقت نفسها الى درجة انها اصبحت تتكلم باسميوتقول ان هناك شهيدا مات بين يديها لتؤكد صور في الفيديو ، انه امر محزن ومضحك.