ووفقاً للمصادر فإن خطة توطين المقاتلين الأفغان بدأتها قيادة الحرس الثوري بشكل فعلي مطلع العام الجاري، بعد أن كان التركيز منصباً على توطين عائلات المقاتلين الإيرانيين، وبنسبة أقل على العائلات الأفغانية، وبدأت على عدة مراحل هدفها النهائي توطين 1800 عائلة أفغانية في أحياء "تشرين" و"برزة" و"ركن الدين" و"السعدية"، نهاية العام الحالي.
وتعتمد إيران في تنفيذ خطتها هذه والسيطرة على ممتلكات المدنيين في الأحياء المذكورة آنفاً على عدة عوامل أبرزها المخالفات الفنية المنتشرة على مستوى هذه الأحياء والتي تمنح وزارة الإدارة المحلية التابعة للنظام السوري صلاحيات الإخلاء والهدم، إضافة إلى نزوح عدد كبير من أبناء المنطقة منذ سنوات بسبب ملاحقة الأجهزة الأمنية التابعة لنظام الأسد لهم.
وتأتي هذه الخطوة بالتزامن مع محاولات إيرانية لفتح قنوات حوار مع مشايخ الطائفة الدرزية في محافظة السويداء والتي تعتبر شبه خارجة عن سيطرة النظام السوري، وذلك في مسعى إيراني لتعزيز وجودها في المنطقة الجنوبية من سوريا ومنافسة الهيمنة الروسية عليها عبر ذراعها في درعا المتمثل بـ"الفيلق الخامس".
وقال مصدر خاص لنداء سوريا إن السفارة الإيرانية في دمشق طلبت منتصف شهر تشرين الأول/ أكتوبر الجاري عقد اجتماع على مستوى الشخصيات الدينية في محافظة السويداء بهدف مناقشة الملفات الخلافية بين القيادة العسكرية للحرس الثوري والفصائل المحلية، وحث شيوخ الطائفة الدرزية على لعب دور أكبر والتوسط لحل هذه الخلافات.
وكلفت إيران عضو "مجلس الشعب" السابق "عبد الله الأطرش" بطرح الموضوع على الشخصيات الدينية ودار الطائفة في المحافظة، إلا أن الأخيرة رفضت الأمر وأكدت استعدادها لمناقشة أي ملف مع السفارة الإيرانية عبر قنوات روسية ممثلة بالسفارة الروسية بدمشق أو بقيادة مكتب الشرطة العسكرية الروسية في محافظة السويداء.
وبحسب المصدر فإن السفارة الإيرانية كررت محاولات التواصل مع الشخصيات الدينية ومشيخة العقل بهدف احتواء التوتر بين تشكيلات "الحرس الثوري" و"حزب الله" من جهة والفصائل المحلية في السويداء من جهة أخرى، مضيفاً أن القيادة الدينية (مشايخ العقل) والعسكرية (الفصائل المحلية) طالبت بإخلاء كافة مناطق المحافظة من أي تشكيلات مرتبطة بالحرس الثوري، وإخراج كافة المقرات التابعة لحزب الله من السويداء بشكل نهائي لتورطها بعمليات أمنية استهدفت قيادات من الفصائل المحلية.
جدير بالذكر أن إيران تبذل جهوداً كبيرة لمواجهة نفوذ "الفيلق الخامس" التابع لروسيا والذي يضم فصائل درعا الموقعة على اتفاق التسوية، حيث أجرت قيادات إيرانية وأخرى من حزب الله اللبناني زيارة إلى مدينة الحراك شرق درعا قبل أيام بهدف تشكيل مجموعات محلية من أبناء المنطقة يكون ولاؤها لطهران، كما أكد العديد من التقارير قيام مجموعات من "حزب الله" بنقل أسلحة إلى الفصائل المحلية في السويداء أثناء المعركة التي خاضتها ضد الفيلق الخامس قبل أسابيع.