تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

المسار التفاوضي بين الحكومة السورية وقسد.. إلى أين؟

01/10/2025 - العقيد عبدالجبار العكيدي

أعيدوا لنا العلم

18/09/2025 - أحمد أبازيد

عودة روسية قوية إلى سوريا

17/09/2025 - بكر صدقي

لعبة إسرائيل في سوريا

10/09/2025 - غازي العريضي

من التهميش إلى الفاشية

10/09/2025 - انس حمدون

الوطنية السورية وبدائلها

04/09/2025 - ياسين الحاج صالح


الفضائيات المصرية أكثر تأثيراً في الناس لذا حلت مكان أحزاب تقتات على فتات السلطة وشعاراتها




القاهرة - عمر الكدي - أعلن وزير الإعلام المصري، أنس الفقي أنه "أصدر تعليمات بإعادة مراجعة القنوات التلفزيونية التي تبث على القمر المصري نايل سات والتأكد من أنها تلتزم بتعاقداتها مع إدارة المنطقة الإعلامية الحرة ومع إدارة النايل سات والتزامها ببنود التعاقد".


المذيعة لميس الحديدي
المذيعة لميس الحديدي
وشدد الفقي بأن القنوات ملزمة وفقا لتعاقداتها "بعدم بث مواد ذات طبيعة دينية متطرفة أو تدعو إلى الطائفية، أو العنف وكذا مراجعة محتوى بعض هذه القنوات ومدى اتفاقه أو تعارضه مع مواثيق الشرف الإعلامي".

مسلمون وأقباط
جاءت هذه التصريحات بعد التوتر الذي شهدته العلاقات الإسلامية القبطية في مصر، في أعقاب تصريحات الرجل الثاني في الكنيسة الأرثوذكسية، الأنبا بيشوي، التي قال فيها إن المسلمين ضيوف في مصر، وفي محاضرة له تساءل إن كانت هناك آيات في القرآن أضيفت إليه زمن الخليفة عثمان بن عفان، وهو ما جعل الأزهر يرد على هذه التصريحات، مما أدى إلى اعتذار البابا شنودة الثالث عن أقوال نائبه، كما أن المفكر الإسلامي محمد سليم العوا صرح بأن الكنائس القبطية بها مخازن تحتوي على أسلحة، وكل هذه التصريحات اعتبرت بداية لفتنة طائفية لا أحد يعلم كيف ستنتهي، إلا أن بعض المراقبين يقول بأن الحكومة وجدت في هذه الأحداث فرصة للتضييق على القنوات التلفزيونية التي احتلت عمليا مكان المعارضة، بل أصبحت فاعليتها أكبر.

ويستشهدون بالأزمة التي حدثت بين شبكة اوربت التلفزيونية، ومدينة الإنتاج الإعلامي، مما أدى إلى إيقاف برنامج "القاهرة اليوم"، الذي كان يقدمه عمرو أديب، بالإضافة إلى توقف الصحفي إبراهيم عيسى عن تقديم برنامجه على قناة "أون تي في"، وبالرغم من أن صاحب المحطة صرح بأن عيسى يريد التفرغ لصحيفته الدستور، إلا أنه من الواضح أن الحكومة ضاقت ذرعا بالانتقادات الحادة التي لم يتوقف عيسى عن توجيهها للحكومة.

محاكمة
وفي مطلع هذا الشهر أحالت النيابة العامة الإعلامي المصري حمدي قنديل إلى محكمة الجنايات، بتهمة السب والقذف في حق وزير الخارجية أحمد أبو الغيط، وكان قنديل قد نشر مقالا في صحيفة الشروق المصرية، في شهر مايو الماضي جاء فيه "إن تصريحاً لأبو الغيط يصف إسرائيل بأنها عدو، سقط سهواً من فم الوزير الذي عادة ما تسقط من فمه الكلمات كما تتساقط النفايات من كيس زبالة مخروم". يذكر أن برنامج "قلم رصاص" لحمدي قنديل تعرض للمضايقة حتى بعد أن تعاقد مع قناة الليبية، التي يملكها سيف الإسلام القذافي، والتي فقدها بعد تدخل والده لمنع بث البرنامج، مما أضطره لتأسيس قناة جديدة عرفت باسم قناة المتوسط، ولكنه هذه المرة تجنب التعاقد مع قنديل، كما أن قناة الساعة الليبية التي يشرف عليها من مصر، أحمد قذاف الدم أبن عم العقيد القذافي أغلقت بدورها، ولكن هذه المرة لأسباب ليبية وليست مصرية.

وفي الآونة الأخيرة كانت شركة نايل سات التي تشرف على القمر الصناعي المصري طرفا في الكثير من الأحداث، ففي يونيو حزيران الماضي دخلت الشركة مع قناة الجزيرة الرياضية، بعد أن انقطع بث افتتاحية كأس العالم في جنوب إفريقيا، كما هددت إدارة نايل سات في يونيو الماضي قناة الناس بالإغلاق، إذا لم توقف برنامج "سهرة خاصة"، الذي يقدمه الشيخ خالد عبد الله، والذي يرد فيه على الطعون الموجهة للإسلام، وخاصة التي تأتي من طرف شخصيات قبطية، وقبل هذا التهديد أغلقت نايل سات قناة الرحمة بعد مطالبة من المجلس السمعي البصري الفرنسي بإغلاق القناة متهما إياها بمعاداة السامية.

شيعة وسنة
ويوم الاثنين الماضي نفت نايل سات أن تكون قناة "فدك" الشيعة تبث من خلال أقمارها، وقالت في بيان إنها تبث من خلال شركة "نور سات" البحرينية، التي أوقفت بث القناة بعد أن نقلت حفلا أقيم في لندن في السابع عشر من شهر رمضان، تهجم خلاله الكويتي الشيعي ياسر حبيب على السيدة عائشة زوجة النبي محمد، التي اتهمها بقتل الرسول، وهو ما جعل حبيب يفقد جنسيته الكويتية.

وبارك الصحفي المصري، سعيد الشحات، مدير تحرير صحيفة اليوم السابع قرار الوزير إذا وضع في سياقه الصحيح، وخاصة ما تبثه القنوات الفضائية الدينية ذات الخطاب السلفي المتشدد، والتي تساهم في إساءة العلاقة بين اليهود والنصارى والمسلمين، ويرى الشحات أنه في الفترة الأخيرة برز على القنوات التي تبث من النايل سات مشايخ يتحدثون عن المسيحية واليهودية، بشكل يساعد في بث الفتنة مع المسلمين، وتكرر هذا الأمر كثيرا، وطالب كثيرون بضرورة إيقاف هذا النوع من الخطابات، وتم أخيرا الاستجابة لهذه الطلبات، ويضرب الشحات مثلا ببعض القنوات التي يتم من خلالها وصف المسيحيين واليهود بأنهم "أبناء القردة والخنازير".

لا يتحدثون إلا عن الفلوس
ما هي الضمانة أن لا تتحول هذه المراجعة إلى رقابة شاملة حتى للنقد الموجه للحكومة؟ يقول سعيد الشحات: "هذا سؤال مشروع لكل المراهنين على أن مصر ستدخل على مرحلة ديمقراطية شاملة، أو يأملون ذلك، وزير الإعلام يقول إن هذا القرار لن يكون رقابة بمفهومها الشامل، وحتى إشعار آخر ليس لنا إلا تصديقه، أما ما يتعلق ببرنامج القاهرة اليوم على قناة الأوربت، من الممكن أن تكون له أبعاد سياسية، ولكن المشكلة أن الأسباب لم تتضح حتى الآن، بمعنى أن المسئولين عن الإعلام في مصر لم يتحدثوا عن الأسباب الحقيقية لما جرى، باستثناء ما قيل عن أن الأوربت تأخرت في دفع الإيجار، كما أن المتضررين من القرار لم يتحدثوا أيضا، ولكن جمهور برنامج القاهرة اليوم لم يكن يتمنى أن تكون له هذه النهاية، والغريب في الأمر أن الطرفين لا يتحدثان إلا عن الفلوس".

معارضة تلفزيونية
ويتفق الشحات مع من يقول إن القنوات الفضائية حلت محل المعارضة مضيفا:
"الأحزاب السياسية في مصر أحزاب هشة لا تمثل أي قيمة، وليست لها جماهيرية لأنها تعمل تقريبا في ظل الحكومة، وتعيش على ما يعطيه لها الحزب الوطني من فتات، وصورة المعارضة صورة سيئة شعبيا، ولا تزال الأحزاب حتى الآن فاشلة في الوصول إلى الجماهير من خلال خطاب سياسي محترم، أمام هذا الأمر تحولت في السنوات الأخيرة الصحف ووسائل الإعلام إلى أصوات معارضة، وخاصة القنوات الفضائية التي تدخل كل بيت، وأصبحت أكثر تأثيرا من الأحزاب، وخاصة برامج (التوك شو) التي أصبحت معادل للكتابة الصحفية، والتي تحظى بجماهيرية واسعة، ووجدت هذه البرامج أن الطبخة تستوجب لكي تنجح أن تكون معبرة بشكل حقيقي عن نبض الشارع، ولهذا وجد الناس فيها حس معارضة أكثر من الحس الرسمي".

عمر الكدي - إذاعة هولندا العالمية
الخميس 30 سبتمبر 2010