نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

عن روسيا وإيران شرق المتوسّط

08/05/2024 - موفق نيربية

( في نقد السّياسة )

05/05/2024 - عبد الاله بلقزيز*

أردوغان.. هل سيسقطه الإسلاميون؟

03/05/2024 - إسماعيل ياشا

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام


بلاتيني والصحوة من خارج الصندوق!






الصحوة ـ كما تعلمون ـ من أقارب الصحو في المعجم، الذي يدل على توقف المطر وانحسار الغيم، أو على انتهاء أثر السكرـ بضم السين ـ، فالسكران يصحو، أما النائم فإنه يستيقظ على الأرجح.


 ثم إننا دخلنا في التيه سنين عددا، فلا نعلم هل «الأمة» صحت من غيبوبة أم من سبات أم من سكرة، أم إن كل ما في الأمر أنها فترة انقطاع الغيث. صديقي ـ المغرض ـ يقول بأن الصحوة منتج حكومي، كان وجوده ضروريا للدولة والمجتمع في وقت ما، ثم إن الدولة نفسها قررت إيقاف صناعة هذا المنتج. وهذه رأي مريح يغني عن البحث والتنقيب. لكن الأمر ليس بهذه البساطة، فالمجتمع نفسه تقبل الصحوة لأنها وافقت هواه الميال إلى التشدد، ولم يبد أي مقاومة تذكر لفكرة الصحوة من أي شيء.

وأظن أنا أن الفكرة في حد ذاتها لم تكن سيئة كفكرة في العودة إلى التراث والتمسك بالقيم الإسلامية، لكنها مثل أي فكرة ناجحة أخرى تبدأ في فترة ما في جذب المنتفعين والوصوليين والمعتمدين عليها كوسيلة لغاية لا علاقة لها بأساس الفكرة. ثم إنها في مرحلة ما لم تعد مجرد وسيلة، وأكثر ما يفسد الوسائل أن تصبح هي ذاتها الغاية. وأسوأ ما يمكن أن تصل إليه الأفكار الجميلة كالدين والوطنية وغيرها من القيم العليا هو أن تصبح «سبوبة» ومصدر دخل.

وإذا كان الدين نفسه يستخدم كوسيلة لغايات أخرى فإن هذا ليس عيبا في الدين، ولكنه خطيئة من يستخدمه، وهذا في رأيي ينطبق على ما دون الإسلام كالصحوة والغفوة وكافة إعدادات المنبهات.

وأظن الحديث عن الصحوة ومن أوقدها ومن عبث بها ومن استغلها ومن استخدمها ومن استفاد منها محل بحث جاد وحر وأكبر من أن يكون في مقال فكرته الأساسية هي «السوالف» المكتوبة.

لكن ومع هذا فإن مما يتسع له المقال تساؤلين، الأول يتعلق بأبرز عيوب الصحوة، وهو مصادرة حق الاختلاف وتجريم الرأي المخالف، والغلظة في التعامل مع المختلف، وإقصاء الرأي وصاحبه واستعداء الدولة عليه، ومحاولة فرض الوصاية على الناس وطريقة تفكيرهم ومن وما الذي يفترض أن يحبوا ومن وما الذي يفترض أن يكرهوا. والتساؤل يقول: لماذا يحاول بديل الصحوة الآن ممارسة ذات الأمر بذات الطريقة، وإن الاختلاف بينهما في الشكل وليس في المضمون، فالأول يسعى لفرض وصايته على المجتمع وقمع المخالف بلحية وثوب قصير، والآخر يمارس الوصاية والقمع بوجه حليق وربطة عنق أنيقة؟

وعلى أي حال..

فإن التساؤل الآخر ربما لا يكون تساؤلا ولكنه مجرد تفكير بصوت مقروء، وهو أني أتمنى أن يكون لدى معارضي الصحوة مشروع حقيقي. إن كان لديهم شيء حقيقي للمجتمع وللناس وللبشرية فهذا وقته فلم يعد هناك من يعارضهم، وإن كان مشروعهم الوحيد هو مهاجمة الصحوة فقط، فلينضموا إلي في رابطة تهاجم حكم نهائي دوري الأبطال عام 1984 ، الذي احتسب ضربة جزاء ليوفينتوس من خارج منطقة الثمانية عشرة سجل منها بلاتيني هدف المباراة الوحيد. ربما نستطيع تغيير نتيجة المباراة وتذهب البطولة لليفربول العظيم، أو على الأقل إجبار بلاتيني على الاعتذار.
------------
صحيفة مكة

الجمعة 10 ماي 2019