وقوبل الاتفاق برفض وتنديد كبير من القيادة الفلسطينية المتمسكة بمبادرة السلام العربية، لعام 2002، والتي تربط بين التطبيع، والانسحاب الإسرائيلي من الأراضي المحتلة عام 1967.
**هزيمة للعرب في بيتهم
يقول الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، عمر الغول، إن الدول العربية "تخلت عن القضية الفلسطينية، لا سيما أنها، لأول مرة لم تصدر بيانا يدين التطبيع بذريعة أن الخطوة الإماراتية، قرار سيادي".
وأضاف "عندما اتخذت مصر، قرار بالذهاب إلى توقيع عملية سلام مع إسرائيل (عام 1979) وقف كل العرب ضدها، وكان هناك موقف عربي محدد وصريح، بأن القضية الفلسطينية مركزية، وما يمسها يمس كل المصالح العربية القومية".
وتابع الغول "الموقف العربي اليوم، وصل إلى محطة بائسة، وهزيمة للعرب في بيت العرب (جامعة الدول العربية)".
وأشار إلى أن جامعة الدول العربية تتجه نحو "الأفول، والانهيار بشكل تدريجي، عبر الذهاب نحو التطبيع مع إسرائيل بشكل تدريجي".
وقال إن "الموقف ضوء أخضر، لمزيد من اتفاقيات التطبيع العربية مع إٍسرائيل".
وعلى الرغم من تراجع الاهتمام العربي بالقضية الفلسطينية، يرى الغول، أن على القيادة الفلسطينية أن "تتعامل بحكمة وتكون الأحرص على بقاء وحدة موقف عربي تجاه القضية الفلسطينية قدر الإمكان".
**تحالف التطبيع
بدوره، يقول أستاذ العلوم السياسية في جامعة الخليل، بلال الشوبكي، إن "التحالف الداعم للتطبيع في جامعة الدول العربية، هو الأقوى، من الرافض".
وأشار إلى أن مُخرجات الاجتماع، تفتح شهية عدد من الدول التي تعلن عن رغبتها في إقامة علاقات مع إسرائيل بالإقدام على هذه الخطوة، وعقد اتفاقيات تطبيعية.
وقال "واضح أن تحالف الإمارات البحرين ومصر، هو الأقوى".
وأضاف "مُتوقع رفض مشروع القرار الفلسطيني، لكن لم يكن يتوقع أن تخرج الأمور بهذا الشكل، وأن يكون الاجتماع ضوءا أخضرا للبدء بتطبيع العلاقات مع إسرائيل، بدلا من أن يكون إدانة وتحذير، لمن يقدم على مثل هذه الخطوة".
**انهيار جامعة الدول العربية
من جانبه، يرى الكاتب السياسي الفلسطيني، طلال عوكل، أن "مخرجات الاجتماع، تشير إلى انهيار جامعة الدول العربية".
وأضاف "كان العرب يجدون منصة لاتخاذ مواقف مشتركة في قضايا هامة، لكن اليوم هناك انقسام كبير بشأن القضية الفلسطينية، بعد أن كانت القضية التي تجمعهم".
وأشار إلى أن البيان الختامي "ضربَ، عمليا القضية الفلسطينية، ومبادرة السلام العربية".
وقال "نلاحظ أن العرب فاقدين للاستقلالية، إن ضغوط الولايات المتحدة الأمريكية على عدد من الدول دفعتها نحو التطبيع".
ويرى الكاتب الفلسطيني، أن دولا عربية ستلحق بالإمارات، قريبا.
وأضاف "المؤشرات واضحة، عندما توافق البحرين والسعودية على فتح أجوائها أمام الطيران الإسرائيلي فهذا تطبيع، حتى لو تأخر إعلانه رسميا، واضح أن عدد من الدول تُحضّر نفسها للحاق بالإمارات".