والعلاقات بين اليونان وتركيا عدائية منذ أمد بعيد. ومنذ انضمام الدولتين للناتو، كانتا مرتين على شفا الحرب، كل منهما ضد الأخرى. وقد تم تجنب نشوب أي حرب، لكن التوترات والانفعالات لم تخمد مطلقا. ومع اكتشاف كميات كبيرة من الغاز الطبيعي في شرق البحر المتوسط، تزايدت الخلافات بشأن الحق السيادي لكل من الدولتين فيها. وتتخذ تركيا موقفا أكثر تشددا, وتعلي مصالحها الوطنية على المصالح المشتركة للناتو.
والمح فؤاد أقطاي، نائب الرئيس التركي، إلى احتمال الحرب بتساؤله في حوار إعلامي جرى معه: " إذا حاولت اليونان توسيع نطاق مياهها الإقليمية، أليس هذا سببا للحرب؟". وعلاوة على ذلك، فإن أنقرة تناطح دولا أخرى وليس فقط اليونان. فالعلاقات بين تركيا وفرنسا مستمرة في التدهور بسبب عدم رضا باريس عن تورط أنقرة الذي يزداد عمقا ضد المصالح الفرنسية في ليبيا. وقد حذر وزير الخارجية الألماني هايكو ماس من أن اليونان وتركيا "تزدادان قربا من الهاوية"، وأنه إذا لم تحسم الدولتان خلافاتهما، من الممكن في أي لحظة أن تؤدى أي شرارة، مهما كانت ضئيلة، إلى كارثة.
وأشار المحللون إلى أنه في ظل هذه الظروف تتزايد الدلائل على أن الناتو فشل في التكيف مع الزمن. فالحرب الباردة التي بدأت في عام 1952 عندما دخلت تركيا واليونان الناتو كانت حربا طرحت فيها مجموعة من الدول الحرة نسبيا خلافاتها جانبا من أجل الصالح العام لها جميعا من أجل تحقيق توازن مع قوة الاتحاد السوفيتي. وقد انتهى هذا العالم مع تفكك الاتحاد السوفيتي.
وقال ديفيس إنه بدلا من الاعتراف بالأحوال العالمية المتغيرة وإدخال تعديلات على الناتو تبعا لذلك، تمسك الغرب بالماضي وحاول ركوب الوضع القائم إلى مستقبل ثابت. وإذا لم يتم اتخاذ إجراء سريع، فإن الاستعداد للاعتراف بالواقع يمكن أن يكلف دول الناتو أكثر من مجرد فقدان هيكل الحلف.
وقد شكى كل رئيس أمريكي ابتداء من ترومان حتى ترامب بشكل مفهوم من أن الدول الأوروبية الأعضاء في الناتو لا تدفع ما فيه الكفاية بالنسبة للحفاظ على أمنها، مما يزيد الأعباء على أمريكا. ولكن القضية الآن لم تعد تتعلق بمطالبة الأوروبيين بأن " يدفعوا أكثر"، إذ أنه مع تكشف احتمال نشوب حرب بين تركيا واليونان، هناك حاجة إلى مزيد من الإصلاح والتغيير.
وأكد ديفيس مرة أخرى أنه يتعين أن يبدأ التغيير بأن تقوم الولايات المتحدة بدور داعم للحلف وأن تكف عن تحمل العبء الرئيسي للدفاع عن دوله، فالدول الأوروبية لم تعد فقيرة كما كان الحال في خمسينيات القرن الماضي، وألمانيا، على سبيل المثال، هي صاحبة أكبر رابع اقتصاد في العالم الآن، وهي أكثر من قادرة ماليا على دفع غالبية تكاليف الحفاظ على أمنها. ومن ناحية أخرى، ينبغي على واشنطن إعادة القوات الأمريكية إلى قواعد بالولايات المتحدة يمكنها أن تركز فيها على الدفاع عن حدود أمريكا ومصالحها العالمية.
وأضاف ديفيس أنه يتعين أن يشمل أي نظام تحالف عسكري تدخله الولايات المتحدة، أو تبقى فيه، مكاسب متبادلة لها وللحلف، وأن تسفر عن تعزيز دفاعات أمريكا.
واختتم ديفيس تقريره بالقول إن صانعي السياسة الأمريكية ظلوا طوال عقود غير مستعدين حتى لمجرد النظر في تعديل هيكل الناتو. وإذا لم تتخذ أمريكا الإجراء المنطقي للقيام بذلك الآن، فإن النتيجة فد تكون التدمير الذاتي للحلف عندما تبدأ الدول الأعضاء فيه إطلاق النار كل منها على الأخرى، مما يرغم الدول الأخرى في الحلف على الانحياز لطرف من الطرفين المتحاربين. وسيكون ذلك أسوأ وقت لبحث الأمر، وأكثر سوءا بالنسبة للمصالح الأمريكية. والآن هو الوقت المناسب للتصرف، حيث ما زال هناك وقت لتجنب الكارثة.
والمح فؤاد أقطاي، نائب الرئيس التركي، إلى احتمال الحرب بتساؤله في حوار إعلامي جرى معه: " إذا حاولت اليونان توسيع نطاق مياهها الإقليمية، أليس هذا سببا للحرب؟". وعلاوة على ذلك، فإن أنقرة تناطح دولا أخرى وليس فقط اليونان. فالعلاقات بين تركيا وفرنسا مستمرة في التدهور بسبب عدم رضا باريس عن تورط أنقرة الذي يزداد عمقا ضد المصالح الفرنسية في ليبيا. وقد حذر وزير الخارجية الألماني هايكو ماس من أن اليونان وتركيا "تزدادان قربا من الهاوية"، وأنه إذا لم تحسم الدولتان خلافاتهما، من الممكن في أي لحظة أن تؤدى أي شرارة، مهما كانت ضئيلة، إلى كارثة.
وأشار المحللون إلى أنه في ظل هذه الظروف تتزايد الدلائل على أن الناتو فشل في التكيف مع الزمن. فالحرب الباردة التي بدأت في عام 1952 عندما دخلت تركيا واليونان الناتو كانت حربا طرحت فيها مجموعة من الدول الحرة نسبيا خلافاتها جانبا من أجل الصالح العام لها جميعا من أجل تحقيق توازن مع قوة الاتحاد السوفيتي. وقد انتهى هذا العالم مع تفكك الاتحاد السوفيتي.
وقال ديفيس إنه بدلا من الاعتراف بالأحوال العالمية المتغيرة وإدخال تعديلات على الناتو تبعا لذلك، تمسك الغرب بالماضي وحاول ركوب الوضع القائم إلى مستقبل ثابت. وإذا لم يتم اتخاذ إجراء سريع، فإن الاستعداد للاعتراف بالواقع يمكن أن يكلف دول الناتو أكثر من مجرد فقدان هيكل الحلف.
وقد شكى كل رئيس أمريكي ابتداء من ترومان حتى ترامب بشكل مفهوم من أن الدول الأوروبية الأعضاء في الناتو لا تدفع ما فيه الكفاية بالنسبة للحفاظ على أمنها، مما يزيد الأعباء على أمريكا. ولكن القضية الآن لم تعد تتعلق بمطالبة الأوروبيين بأن " يدفعوا أكثر"، إذ أنه مع تكشف احتمال نشوب حرب بين تركيا واليونان، هناك حاجة إلى مزيد من الإصلاح والتغيير.
وأكد ديفيس مرة أخرى أنه يتعين أن يبدأ التغيير بأن تقوم الولايات المتحدة بدور داعم للحلف وأن تكف عن تحمل العبء الرئيسي للدفاع عن دوله، فالدول الأوروبية لم تعد فقيرة كما كان الحال في خمسينيات القرن الماضي، وألمانيا، على سبيل المثال، هي صاحبة أكبر رابع اقتصاد في العالم الآن، وهي أكثر من قادرة ماليا على دفع غالبية تكاليف الحفاظ على أمنها. ومن ناحية أخرى، ينبغي على واشنطن إعادة القوات الأمريكية إلى قواعد بالولايات المتحدة يمكنها أن تركز فيها على الدفاع عن حدود أمريكا ومصالحها العالمية.
وأضاف ديفيس أنه يتعين أن يشمل أي نظام تحالف عسكري تدخله الولايات المتحدة، أو تبقى فيه، مكاسب متبادلة لها وللحلف، وأن تسفر عن تعزيز دفاعات أمريكا.
واختتم ديفيس تقريره بالقول إن صانعي السياسة الأمريكية ظلوا طوال عقود غير مستعدين حتى لمجرد النظر في تعديل هيكل الناتو. وإذا لم تتخذ أمريكا الإجراء المنطقي للقيام بذلك الآن، فإن النتيجة فد تكون التدمير الذاتي للحلف عندما تبدأ الدول الأعضاء فيه إطلاق النار كل منها على الأخرى، مما يرغم الدول الأخرى في الحلف على الانحياز لطرف من الطرفين المتحاربين. وسيكون ذلك أسوأ وقت لبحث الأمر، وأكثر سوءا بالنسبة للمصالح الأمريكية. والآن هو الوقت المناسب للتصرف، حيث ما زال هناك وقت لتجنب الكارثة.