ومع مغيب نهاية كل اسبوع يفتتح الباحث والاستاذ الجامعي عمر عبد العزيز حلاج لقاء " البيت السوري " لتلتقي فيه افواج من السوريين يمثلون مختلف المشارب الاجتماعية والفكرية والسياسية والدينية يجمعهم قاسم مشترك لعله "الهم" السوري بكل تجلياته لينخرطوا في مناقشات متنوعة ، منها اوضاع النازحين والحنين إلى العودة وكيفية تدبر أمور الحياة المعيشية و ايجاد فرص العمل و الدراسة او تنمية ابداعات و مهارات تسهم في اعطاء انطباع أن الحياة مستمرة ...
يعتبر عمر عبد العزيز الحلاج ، ان هذا اللقاء الاسبوعي الذي يجمع فيه ، هو وزوجته الاميركية ساندي " كل من يرغب بالمشاركة من السوريين الذين اضطرتهم الحرب في بلدهم للرحيل كل بحسب ظروفه ، مرحب به وما نقوم به نحن هو مبادرة متواضعة لجمع شمل السوريين لبضع ساعات هو أقل من الواجب اتجاه اهلنا رغم اننا لا نعرف اغلب الذين يرتادون منزلنا بشكل شخصي ، وكثير منهم يتحولون مع مرور الوقت إلى اصحاب لنا و أصدقاء ... و بالتالي الضيوف يصبحون هم فيما بينهم اصحاب و اصدقاء " .
ويقول الاستاذ الجامعي في هندسة التخطيط العمراني والمدير السابق للهيئة السورية للتنمية " الباب مفتوح للجميع ، كثير من جيل الشباب والشابات السوريين المقيمين مؤخرا في لبنان ، يحتاجون ان يجدوا انفسهم في اجواء عائلية و اجتماعية سورية ، فيها الفائدة والمتعة و تبادل الآراء، الجميع متعب ، كثير من المشاركين يبحثون عن بوصلة تساعدهم في مجتمع جديد ، البعض منهم يحتاج عمل، البعض يحتاج ان يعبر عن طاقاته في الموسيقا، أو المسرح، أو القصة، أو الشعر حتى أن بعض الصبايا و الشباب اقاموا علاقات و اعمال مشتركة فيما بينهم عندما تعارفوا هنا في ملتقى البيت السوري المفتوح ، طبعا و ليس كل الضيوف يحتاجون ذلك لعل البعض أحب فكرة التواصل و التشبيك ... "
يرفض الحلاج الاتهامات من البعض أن جهة سياسية تحسب على النظام في دمشق تدعم نشاطه وبقول إن هذا " التشبيك بين الناس و خلق طاقة ايجابية و بث الامل في نفوس السوريين و السوريات عمل رائع ففي ظروف الحرب هذه يزداد حجم الانقسام السياسي و الاجتماعي ، يزداد الاحباط ... نحن نريد ان نكون قاسما مشتركا نحو السلم الاهلي ، لا مشكلة عندنا ، زوجتي وانا ، فيما إذا كان الضيوف من المؤيدين للسلطة أو للمعارضة ... "
يتسع المنزل قرب منارة بيروت لعشرات الاشخاص، أحد جدرانه تمتد فيه مكتبة كبيرة نسبيا ، بعض من طقوس المفروشات يجمع بين الشرق و الغرب ، يواظب عمر على تقديم المأكولات و المشاريب لضيوفه بنفسه و يسترق بعض الوقت للحديث مع الضيوف الجدد ، قبل ان ينصرف لمتابعة تحضير اطباق الطعام في المطبخ مع زوجته التي تجمع في كلامها بين الانجليزية و العربية و تحافظ كما زوجها السوري على ابتسامة الترحاب و المجاملة ...
ترى دينا قباني الشابة السورية المليئة بالحيوية أن " هذا اللقاء عرفني على سوريين من مختلف المحافظات و من مختلف الانتماءات.. اشعر كأنني اكتشف سورياة من جديد ولذلك احرص كل اسبوع على الحضور في الموعد ، كل مرة هناك جديد من هذه اللقاءات ، فيها من الايجابي اكثر مما فيها من السلبي ... "
سمر رستم طبيبة من حلب تقول ان " هذه اللمة تخلق لنا افقا متجددا ، ننسى اننا في غربة و نشعر اننا في بيت العز ، هي فرصة للحوار و التأمل و التعرف نطرح مشاكلنا و نحاول معالجتها ومساعدة بعضنا قدر الامكان ... "
وعن طريقة تعرف السوريين لهذا اللقاء يقول محمد عبد الرحمن " أتينا عن طريق معارف سبق لهم ان اجتمعوا في هذا اللقاء ، الاجواء هنا حميمية نجد ذاتنا ننسى خلافات السلطة و المعارضة و نعبر بحرية عن ارائنا امام بعضنا ، لم نعد نكترث بالخوف " .
اما عمر خياطة ونور حناوي فقد اتفقا على انجاز اعمال لها علاقة باختصاص كل منها في المسرح والسينما وهما يتفقان بالقول " هذا مكان يسمح لنا باستثمار ذواتنا لبعض الوقت، الحياة التشاركية باتت مطلبا للسوريين رغم الألم والدم ...نريد الذهاب مستقبلا الى سورية مدنية تقبل تداول السلطة وأن يصبح الحلم بحياة آمنة حقا لكل السوريين و ليس كما كان يقال بلد الأمن ( اجهزة المخابرات ) نحن نريد الامان .. لقد تم منذ فترة فيلم عن اللاجئين السوريين ".
اما أحد نشطاء المعارضة السورية البارزين في بيروت ( رفض الكشف عن اسمه ) الذي حضر مرة ولم يكررها لأنه رأى ان التجمع يساير النظام يقول " إن عدد من الحضور من صقور المولات أو ممن يدورون في فلك النظام أو في محيطه ، هم من كانوا يحضرون عندما كنت موجودا ، انا لا اعمم ، فمن حيث المبدأ التجربة مهمة و حيوية لكن لا احد يقنعني انها غير موظفة.. هي ليست خيرية أو مجانية ... "
ليست هذه التجربة اختراع سوري او انجاز غير مسبوق لكنها كما يرى جاد الحلاج الابن البكر لعمر الذي يقول " إن اهميتها هي في هذه الظروف الصعبة ، اوبن هاوس هكذا اسمها بالثقافة الانجليزية ، الصالون في الثقافة الفرانكوفونية، في الثقافة العربية ربما اسمها الديوان ، اذن هي موجودة في كل الثقافات ، كنت اتناقش مع والداي عندما فكرا اقامة هذا النشاط كنت اتوقع ان يفشل ، في البداية كان الاقبال بسيطا ، طبعا الناس لم تكن تسمع به ، لكن مع مرور الوقت اصبح الحضور يصل الى نحو 70 شخصا في بعض الاسابيع ، ويتراجع الى 20 شخصا احيانا ، الكثير من الافكار تطرح ، النتائج غالبا مفيدة ، المهم في الامر ان سورية هي الكلمة الاولى و الاخيرة في كل مناقشاتنا ، هي ذاتنا المجروحة ".
و يقول عمر خياطة أحد الشباب الذين اعتادوا ارتياد البيت السوري " هنا لا اشعر بالغربة ابدا ، هنا الاجواء تعيدني إلى سورية ما قبل الحرب انسى الخلافات السياسية و إن كانت المناقشات تحدث في هذا الاتجاه و تحصل مشاكل احيانا إلا ان المكان ملاذ سوري حقيقي "... و يضيف الشاب السوري الذي يعمل في مجال التصوير الفوتغرافي و السينما " هنا نستثمر بعضا من ذواتنا نتلمس سوية خريطة طريق جديدة لحياتنا السورية مستقبلا ".
و تعتقد سارة نداف الشابة السورية التي كانت جربت العمل في بار ثم في محل بيع المفروشات الشرقية إلى ان جاءتها المفاجئة من خلال البيت السوري الذي اوجد لها عملا يليق بها و بشهادتها الجامعية تقول سارة " تعرفت على ساندي زوجة عمر عندما كنت اعمل في محل الشرقيات فدعتني و لبيت الدعوة .. فرحت كثيرا بالفكرة و احببتها ووجدت اني بين ناسي و اهلي ، ثم ساعدني الدكتور عمر في ايجاد عمل مناسب.. السوريون هنا لطفاء وظرفاء و تجمعنا الكثير من القواسم المشتركة ... هنا وجدت كأنني لا ازال في سورية ، لكن للأسف هي ساعات و تنتهي .."
يعتبر عمر عبد العزيز الحلاج ، ان هذا اللقاء الاسبوعي الذي يجمع فيه ، هو وزوجته الاميركية ساندي " كل من يرغب بالمشاركة من السوريين الذين اضطرتهم الحرب في بلدهم للرحيل كل بحسب ظروفه ، مرحب به وما نقوم به نحن هو مبادرة متواضعة لجمع شمل السوريين لبضع ساعات هو أقل من الواجب اتجاه اهلنا رغم اننا لا نعرف اغلب الذين يرتادون منزلنا بشكل شخصي ، وكثير منهم يتحولون مع مرور الوقت إلى اصحاب لنا و أصدقاء ... و بالتالي الضيوف يصبحون هم فيما بينهم اصحاب و اصدقاء " .
ويقول الاستاذ الجامعي في هندسة التخطيط العمراني والمدير السابق للهيئة السورية للتنمية " الباب مفتوح للجميع ، كثير من جيل الشباب والشابات السوريين المقيمين مؤخرا في لبنان ، يحتاجون ان يجدوا انفسهم في اجواء عائلية و اجتماعية سورية ، فيها الفائدة والمتعة و تبادل الآراء، الجميع متعب ، كثير من المشاركين يبحثون عن بوصلة تساعدهم في مجتمع جديد ، البعض منهم يحتاج عمل، البعض يحتاج ان يعبر عن طاقاته في الموسيقا، أو المسرح، أو القصة، أو الشعر حتى أن بعض الصبايا و الشباب اقاموا علاقات و اعمال مشتركة فيما بينهم عندما تعارفوا هنا في ملتقى البيت السوري المفتوح ، طبعا و ليس كل الضيوف يحتاجون ذلك لعل البعض أحب فكرة التواصل و التشبيك ... "
يرفض الحلاج الاتهامات من البعض أن جهة سياسية تحسب على النظام في دمشق تدعم نشاطه وبقول إن هذا " التشبيك بين الناس و خلق طاقة ايجابية و بث الامل في نفوس السوريين و السوريات عمل رائع ففي ظروف الحرب هذه يزداد حجم الانقسام السياسي و الاجتماعي ، يزداد الاحباط ... نحن نريد ان نكون قاسما مشتركا نحو السلم الاهلي ، لا مشكلة عندنا ، زوجتي وانا ، فيما إذا كان الضيوف من المؤيدين للسلطة أو للمعارضة ... "
يتسع المنزل قرب منارة بيروت لعشرات الاشخاص، أحد جدرانه تمتد فيه مكتبة كبيرة نسبيا ، بعض من طقوس المفروشات يجمع بين الشرق و الغرب ، يواظب عمر على تقديم المأكولات و المشاريب لضيوفه بنفسه و يسترق بعض الوقت للحديث مع الضيوف الجدد ، قبل ان ينصرف لمتابعة تحضير اطباق الطعام في المطبخ مع زوجته التي تجمع في كلامها بين الانجليزية و العربية و تحافظ كما زوجها السوري على ابتسامة الترحاب و المجاملة ...
ترى دينا قباني الشابة السورية المليئة بالحيوية أن " هذا اللقاء عرفني على سوريين من مختلف المحافظات و من مختلف الانتماءات.. اشعر كأنني اكتشف سورياة من جديد ولذلك احرص كل اسبوع على الحضور في الموعد ، كل مرة هناك جديد من هذه اللقاءات ، فيها من الايجابي اكثر مما فيها من السلبي ... "
سمر رستم طبيبة من حلب تقول ان " هذه اللمة تخلق لنا افقا متجددا ، ننسى اننا في غربة و نشعر اننا في بيت العز ، هي فرصة للحوار و التأمل و التعرف نطرح مشاكلنا و نحاول معالجتها ومساعدة بعضنا قدر الامكان ... "
وعن طريقة تعرف السوريين لهذا اللقاء يقول محمد عبد الرحمن " أتينا عن طريق معارف سبق لهم ان اجتمعوا في هذا اللقاء ، الاجواء هنا حميمية نجد ذاتنا ننسى خلافات السلطة و المعارضة و نعبر بحرية عن ارائنا امام بعضنا ، لم نعد نكترث بالخوف " .
اما عمر خياطة ونور حناوي فقد اتفقا على انجاز اعمال لها علاقة باختصاص كل منها في المسرح والسينما وهما يتفقان بالقول " هذا مكان يسمح لنا باستثمار ذواتنا لبعض الوقت، الحياة التشاركية باتت مطلبا للسوريين رغم الألم والدم ...نريد الذهاب مستقبلا الى سورية مدنية تقبل تداول السلطة وأن يصبح الحلم بحياة آمنة حقا لكل السوريين و ليس كما كان يقال بلد الأمن ( اجهزة المخابرات ) نحن نريد الامان .. لقد تم منذ فترة فيلم عن اللاجئين السوريين ".
اما أحد نشطاء المعارضة السورية البارزين في بيروت ( رفض الكشف عن اسمه ) الذي حضر مرة ولم يكررها لأنه رأى ان التجمع يساير النظام يقول " إن عدد من الحضور من صقور المولات أو ممن يدورون في فلك النظام أو في محيطه ، هم من كانوا يحضرون عندما كنت موجودا ، انا لا اعمم ، فمن حيث المبدأ التجربة مهمة و حيوية لكن لا احد يقنعني انها غير موظفة.. هي ليست خيرية أو مجانية ... "
ليست هذه التجربة اختراع سوري او انجاز غير مسبوق لكنها كما يرى جاد الحلاج الابن البكر لعمر الذي يقول " إن اهميتها هي في هذه الظروف الصعبة ، اوبن هاوس هكذا اسمها بالثقافة الانجليزية ، الصالون في الثقافة الفرانكوفونية، في الثقافة العربية ربما اسمها الديوان ، اذن هي موجودة في كل الثقافات ، كنت اتناقش مع والداي عندما فكرا اقامة هذا النشاط كنت اتوقع ان يفشل ، في البداية كان الاقبال بسيطا ، طبعا الناس لم تكن تسمع به ، لكن مع مرور الوقت اصبح الحضور يصل الى نحو 70 شخصا في بعض الاسابيع ، ويتراجع الى 20 شخصا احيانا ، الكثير من الافكار تطرح ، النتائج غالبا مفيدة ، المهم في الامر ان سورية هي الكلمة الاولى و الاخيرة في كل مناقشاتنا ، هي ذاتنا المجروحة ".
و يقول عمر خياطة أحد الشباب الذين اعتادوا ارتياد البيت السوري " هنا لا اشعر بالغربة ابدا ، هنا الاجواء تعيدني إلى سورية ما قبل الحرب انسى الخلافات السياسية و إن كانت المناقشات تحدث في هذا الاتجاه و تحصل مشاكل احيانا إلا ان المكان ملاذ سوري حقيقي "... و يضيف الشاب السوري الذي يعمل في مجال التصوير الفوتغرافي و السينما " هنا نستثمر بعضا من ذواتنا نتلمس سوية خريطة طريق جديدة لحياتنا السورية مستقبلا ".
و تعتقد سارة نداف الشابة السورية التي كانت جربت العمل في بار ثم في محل بيع المفروشات الشرقية إلى ان جاءتها المفاجئة من خلال البيت السوري الذي اوجد لها عملا يليق بها و بشهادتها الجامعية تقول سارة " تعرفت على ساندي زوجة عمر عندما كنت اعمل في محل الشرقيات فدعتني و لبيت الدعوة .. فرحت كثيرا بالفكرة و احببتها ووجدت اني بين ناسي و اهلي ، ثم ساعدني الدكتور عمر في ايجاد عمل مناسب.. السوريون هنا لطفاء وظرفاء و تجمعنا الكثير من القواسم المشتركة ... هنا وجدت كأنني لا ازال في سورية ، لكن للأسف هي ساعات و تنتهي .."