نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

( في نقد السّياسة )

05/05/2024 - عبد الاله بلقزيز*

أردوغان.. هل سيسقطه الإسلاميون؟

03/05/2024 - إسماعيل ياشا

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي


فيلم "لبنان"الأسرائيلي يفوز بأسد البندقية وجائزة أفضل ممثل للبريطاني كولن فيرث




البندقية - أ ف ب - فاز المخرج الاسرائيلي صموئيل موعاز (47 عاما) بجائزة الاسد الذهبي عن فيلم "لبنان"، اول عمل له يروي بصيغة السيرة الذاتية جحيم الحرب من داخل دبابة، وذلك في حفل اختتام مهرجان البندقية السينمائي السادس والستين مساء السبت أما جائزة افضل ممثل فذهبت للممثل البريطاني كولن فيرث عن فيلم "ايه ايها الرجل الوحيد "وهو من اخراج توم فورد


الممثل البريطاني كولن فيرث
الممثل البريطاني كولن فيرث
وقال المخرج الاسرائلي معبرا عن مشاعره لدى تلقيه الجائزة "اشكركم على هذه السعادة".
واضاف معلقا على تجربة الحرب "اهدي هذه الجائزة لالاف الاشخاص في العالم الذين عادوا مثلي سالمين من الحرب. هؤلاء الاشخاص يبدون ظاهريا بحالة جيدة، يتزوجون، ينجبون اطفالا، لكنهم في داخلهم اضطروا الى ان يتعلموا كيف يتعايشوا مع معاناتهم".
والفيلم من النوع المشوق ومصنوع على الطريقة الاميركية وقد صور على نحو كامل من داخل دبابة اسرائيلية شاركت في اجتياح لبنان عام 1982.

كما فاز الممثل البريطاني كولن فيرث (49 عاما) السبت بجائزة افضل ممثل عن دوره في فيلم "ايه سينغل مان" (رجل وحيد) حيث يجسد رجلا حطمه الموت تحت ادارة المخرج الاميركي توم فورد.
وقال الممثل متحدثا بالايطالية بعد تلقيه جائزته من الممثلة الفرنسية ساندرين بونير "انه اكبر شرف في حياتي".
وشكر توم فورد قائلا "انت من افضل المخرجين الذين عملت معهم، انك فنان حقيقي صاحب رؤية".

وقد فازت الممثلة الروسية كسينيا رابوبورت (35 عاما) بجائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم "لا دوبيا اورا" (الساعة المزدوجة) للمخرج جيوسيبي كابوتوندي حيث تؤدي دور مهاجرة شابة ذات ماض غامض تعمل نادلة.
وقالت رابوبورت التي بدت متأثرة جدا بفوزها، متحدثة بالايطالية "كأنني دافع للصواعق تلقى صاعقة للتو".
ثم توجهت الى المخرج جيوسيبي كابوتوندي ممازحة "آمل ان اكون حاضرة حين تفوز بجائزة الاسد الذهبي للاخراج عن احد افلامك، وآمل خصوصا ان تحفظ لي دورا صغيرا فيه".

أما فيلم "لبنان " الاسرائيلي فهو مصور على نحو كامل من داخل دبابة اسرائيلية شاركت في الاجتياح لينضم الى اعمال اسرائيلية اخرى سبق وتناولت هذه الحرب مثل فيلم "فالس مع بشير" للمخرج آري فولمان او فيلم "بوفور" (قلعة الشقيف) للمخرج يوسف سيدار.
وقدم "فالس مع بشير" الذي يتناول حرب 1982 وتحديدا مذابح صبرا وشاتيلا في رسوم مصورة في مهرجان كان السينمائي 2008 ضمن المسابقة الرسمية. وقد فاز بجائزة "سيزار" افضل فيلم اجنبي في فرنسا وجائزة "غولدن غلوب" وظل حتى اللحظات الاخيرة مرشحا للاوسكار.

ومثلما عاش الجنود الاسرائيليون الخوف والموت والحصار والعزلة والاحساس بالتخلي في قلعة الشقيف فانهم يعيشونه هنا في قلعة جديدة ليست سوى دبابة الميركافا التي كانت تعتبر فخر الصناعة العسكرية الاسرائيلية والتي كانت تعرف بالقلعة.
غير ان سمعة هذه الدبابة انهارت امام ما حصل من ابادة لواء كامل منها في حرب لبنان عام 2006 وحيث اضطرت القيادة العسكرية الاسرائيلية لاعادة النظر في صنعها وتحصينها كي تنقذ سمعتها.

وتنبع خصوصية الفيلم الاسرائيلي الجديد "لبنان" من كون كل مشاهده وطوال ساعة و32 دقيقة التقطت من داخل دبابة الميركافا لتنتقل الصورة بين مكانين: الداخل والخارج كما يمكن رؤيته من خلال منظار المدفع الرشاش لهذه الدبابة والتي يكون على الجنود عدم مغادرتها مهما حصل.
زاوية الرؤية في الفيلم لما هو خارج الدبابة باستثناء اللقطتين الاولى والاخيرة للشريط تاتيان من منظار القناص وتتعقب حركته.
ولا وجود للعالم خارج هذا المنظار الذي تظل قدرته على الرؤية محدودة ما يعيق حركة الدبابة ويجعلها تضل طريقها في سهول لبنان.

قناص الدبابة "شموليك" (التحوير الاسرائيلي لصموئيل المخرج) الذي يروي القصة بعد عشرين عاما من تجربة اجتياح لبنان في اول دبابة اسرائيلية اخترقت الحدود.
اما داخل الدبابة فيفقد الجنود اعصابهم ويتهاوون واحدا تلو الآخر ويتعقد وضعهم النفسي.
وبعكس ما توحي به من الخارج، تتحول الدبابة التي يفترض ان تحمي من بداخلها، سجنا يحكم اغلاقه على من بداخلها ويقتلهم واحدا واحدا في جحيم تلك الحرب التي يحاول قولها جنود كثيرون للتخلص من عبئها.

ويقول المخرج ان "اخراج هذه الدبابة من رأسي تطلب مني عشرين عاما". وكانت اوكلت اليه مهمة الدخول في اول دبابة تجتاز الحدود مع لبنان ليتحول الى "آلة للقتل" كما يروي والى ضحية كما في افلام اخرى سابقة تخضع بعبثية وسوريالية للقرارات العسكرية العليا التي تحوله الى وقود للحرب عليه مواجهتها بمفرده.
وينتقد المخرج بشكل غير مباشر الادارة العسكرية الاسرائيلية حيث يصور الخوف والارباك والتناقض في الاوامر وغياب الادارة وقت المعركة ليشعر الجندي بوحدة قاتلة في ميدان المعركة.
وهذه النقاط اشتكى الجنود الاسرائيليون منها كثيرا خلال حرب العام 2006 ايضا ما قاد الى تحقيق في طبيعة ادارة هذه الحرب.

غير ان فيلم "لبنان" الانتاج الفرنسي الاسرائيلي المشترك (بمشاركة قنوات آرتي وكانال ) ورغم قول مخرجه وكاتب السيناريو انه حاول ان يكون صادقا بقدر الامكان، يصور "انسانية" الجندي الاسرائيلي في التعامل مع المدني اللبناني وفي مقابلها يصور "وحشية" الفلسطيني في التعامل مع هذا المدني.

في رؤية تدعم الصيغة الدعائية الاسرائيلية، يحتجز الفلسطيني الذي يحمل الكلاشينكوف ويرتدي الكوفية، مدنيين لبنانيين رهائن ويعرضهم للقتل على يد اسرائيليين في حين يساعد جندي اسرائيلي امراة على ارتداء ملابس بدل تلك التي احترقت وهي ترتديها.
وينهج هذا الفيلم ايضا النهج نفسه لناحية تبرئة الجندي الاسرائيلي من جرائم قتل الاسرى حين يصور ميليشياويا في القوات اللبنانية يهدد الجندي السوري الاسير لدى الاسرائيليين بالقتل والاغتصاب وهو الامر الذي يعف عن فعله الجنود الاسرائيليون كما يظهر الفيلم.

ويتبنى الفيلم هذه النظرية الاسرائيلية التي تقول ان اللبنانيين يقتلون بعضهم بعضا من دون تدخل اسرائيلي في حين يصور احترام الجندي الاسرائيلي للجندي السوري ضمن منطق يحاول دائما رفع المسؤولية عن الاسرائيليين فيما يحدث من امور شنيعة تدخل في طبيعة كل حرب.
ويقول المخرج "حاولت ان اكون صادقا بقدر المستطاع".

لكن هذا الفيلم الحربي تظل مصداقيته محدودة كما يظهر من عدد من الامثلة التي تجسد في النهاية وجهة نظر اسرائيلية جيدة الصنع لاجتياح لبنان تنشد خلاصا فرديا للجندي





ا ف ب
السبت 12 سبتمبر 2009