نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

عن نافالني… بعد أربعين يوماً!

27/03/2024 - موفق نيربية

أوروبا والسير نحو «هاوية»...

18/03/2024 - سمير العيطة

( خيار صعب لأميركا والعالم )

18/03/2024 - عبدالوهاب بدرخان*

لماذا لم يسقط نظام الأسد؟

17/03/2024 - يمان نعمة


مؤشرات الصراع الاقليمي على الورقة الفلسطينية




القاهرة - حسين سميح : تحذير اللواء عمر سليمان للفلسطينيين من خطورة التوازنات الاقليمية على قضيتهم وضرورة الأبتعاد عنها لم يأت من فراغ ومثله أيضا ما جاءت من فراغ دعوة طهران لعقد مؤتمر لنصرة القضية الفلسطينية كان أول من يدعى اليه الشيخ يوسف القرضاوي من قطر قبل أن يسمع بالمؤتمر شيخ الأزهر فمدير المخابرات المصرية - وعنده ملفات الجميع - يعرف أن القرار الفلسطيني خلال سنتين من الصراع المرير بين الاشقاء لم يكن بيد الفلسطينيين انما بيد من يحركهم من قوى اقليمية وجدوا في الورقة الفلسطينية مناسبة للتجييش والتعبئة .


مؤشرات الصراع الاقليمي على الورقة الفلسطينية
ويبدو أن ايران تستعجل مؤتمرها قبل ان ىيستوعب الفلسطينيون تحذير عمر سليمان فهي تريده خلال ايام وفي الانباء - حسب ما اوردت يو اي بي - ان رئيس مجلس الشوري الإسلامي الايراني علي لاريجاني دعا رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي إلي المشاركة في مؤتمر سيعقد في طهران دعما لغزة وللقضية الفلسطينية، وقالت وكالة الأنباء الايرانية الرسمية إرنا إن هذه الدعوة جاءت خلال اتصال هاتفي أجراه أمس لاريجاني مع الشيخ القرضاوي، وأشار لاريجاني إلي إن المؤتمر سيعقد يومي 4و5 من مارس المقبل في طهران.وفي تحديد التاريخ ما يؤشر الى اسراع ايران بالتحرك قبل ان تفلت من يدها الورقة التي استثمرت فيها الكثير
وكان عمر سليمان مدير المخابرات العامة المصرية اللواء قد طالب الفلسطينيين في افتتاح مؤتمر الحوار الوطني الفلسطيني ان يتخذوا قرارهم بشكل مستقل ودعاهم للابتعاد عن التوازنات الاقليمية.
وقال اللواء سليمان في كلمته "اجعلوا قراركم بايديكم وابتعدوا عن التوازنات الاقليمية" مشددا على ان الهدف من الحوار الوطني الفلسطيني الشامل هو وضع "الية لتحقيق هدف رئيسي وهو انهاء الانقسام".
وحذر سليمان، الذي يتولى منذ عدة سنوات الملف الفلسطيني وسبق ان رعى مؤتمرا للحوار الوطني عقد في القاهرة في كانون الاول/ديمسبر 2005، من اهدار فرص تسوية تحقق تطلعات الشعب الفلسطيني قائلا "اننا جميعا نتطلع الى فهم مدقق للمتغيرات الدولية والتحديات التي تواجه الشعب الفلسطيني والفرص المتاحة والممكنة والتي ان ضاعت لن تعود ابدا كسابقاتها".
وقد أسفر اجتماع القاهرة عن اتفاق لا يعرف أحد مدى حظوظه من النجاح فمنذ مؤتمر مكة الذي رعته السعودية اتفق الفلسطينيون واختلفوا عشرات المرات ولا شئ يمنع ان تكون هذه ىالمرة كسابقتها الا الموقف الغربي الذي بدأ يلين باتجاه حماس ويبلور موقفا لتشكيل حكومة تكنوقراط وليس حكومة وحدة وطنية
ومصر التي رعت الحوار الفلسطيني ليست بعيدة عن هذا الموقف لانه لا يوجد غيره فهي تتمنى كما قال مسؤول مصري كبير ان "يتم التوافق على برنامج مقبول فلسطينيا ودوليا لهذه الحكومة على ان تترأسها شخصية مستقلة مدعومة من جميع التنظيمات وتضم عناصر من حماس وفتح وكل التنظيمات ومستقليين وتكنوقراط مع اسناد رئاسة الوزراء ووزارات السيادة لمستقلين حتى لانعطى أى فرصه لمقاطعتها من بعض الجهات الدولية". يعني حكومة توافق بدل حكومة وحدة وطنية
من جهته شدد الرئيس محمود عباس الذي يبدو اضعف الجميع في الصف الفلسطيني على ضرورة التزام حكومة الوحدة الوطنية التي ستنبثق عن الحوار بالاتفاقات الموقعة بين منظمة التحرير الفلسطينية واسرائيل.
وكانت حركتا فتح وحماس اعلنتا في القاهرة انهما توصلتا الى اتفاق حول وقف الحملات الاعلامية واطلاق معتقلي حماس في الضفة الغربية تدريجيا.وتأتي هذه التطورات بعد شهور وبعد ان اجهض مؤتمر الحوار الفلسطيني الذي كانت مصر دعت اليه في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي،
أن دخول ايران على الخط الفلسطيني في هذه المرحلة لا يمكن ان يتم دون التنسيق مع سورية التي لا ترغب ان ينظر اليها كمعطلة للحوار الفلسطيني وبالتالي لا مانع ان ينطلق المؤتمر الفلسطيني من طهران التي تريد ايضا ان تقنع الاوربين والاميركيين قبل حوارها معهم بأنها ايضا لها دور في تحريك الورقة الفلسطينية وقد جرت العادة ان تستعين طهران بسورية وقطر في اي تحرك يمس القضايا العربية لذا لم يكن مستغربا ان يكون القرضاوي اول المدعوين الى مؤتمر لاريجاني
اوربيابدأ الممثل الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا اليوم زيارة الى قطاع غزة هي الاولى له الى القطاع الفلسطيني منذ سيطرة حركة حماس عليه في حزيران/يونيو 2007،كما يصل اليوم لغزة ايضا يوناس غار وزير الخارجية النرويجي وتأتي الزيارتان قبيل مؤتمر دولي لاعادة اعمار غزة مقرر عقده الاثنين في شرم الشيخ في مصرففي هذا المؤتمر الذي سيعقد قبل يومين من مؤتمر لاريجاني سيتحدد ابعاد الموقف الدولي من النقلة المقبلة في المسألة الفلسطينين لذا يبدو مؤتمر طهران متأخرا بعض الشئ دون ان يعني هذا انه لن يستطيع التأثير على حملة الورقة الفلسطينية الاقوياء ممن خرجوا سالمين بعد العدوان الاخير على غزة
أن الصراع على الورقة القلسطينية كان موجودا على الدوام وسيستمر ولن يوقفه الا قدرة الفلسطيننين على اتخاذ موقف موحد مستقل فهل هم قادرون على ذلك ..؟


حسين سميح
الجمعة 27 فبراير 2009