نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

انهيار إمبراطورية إيران

17/06/2025 - براءة الحمدو

حزب حاكم جديد في سورية

08/06/2025 - بشير البكر

المفتي قبلان صاحب الرؤية

02/06/2025 - يوسف بزي

المثقف من قرامشي إلى «تويتر»

24/05/2025 - د. عبدالله الغذامي :

التانغو" فوق حطام المنطقة

22/05/2025 - عالية منصور

واقع الديمقراطية في سورية الجديدة

09/05/2025 - مضر رياض الدبس


متحف "بيت العثمان"... تأريخ ومحاكاة لرحلة العمارة في الكويت




الكويت - أحمد المصري - تشعر عندما تقف أمام متحف "بيت العثمان" في شرقي شارع عبدالله العثمان وشارع ابن خلدون التابع لمحافظة حولي، إحدى اكبر محافظات الكويت بالحنين إلى الماضي والعودة للعيش في هذه الحقبة ، إذ يحاكي المتحف التاريخ الكويتي بكل تفاصيله.


متحف "بيت العثمان"... تأريخ ومحاكاة لرحلة العمارة في الكويت
تزين الأنوار ، بجميع ألوانها، المتحف من جميع الجوانب ، بينما يرحب بك الحراس الذين يرتدون ملابس عسكر الكويت القديمة التي يعود تاريخها إلى الخمسينيات وكأنك  من أهل الدار .
وعند دخولك ساحة المتحف تجد نموذجا رائعا صمم بحرفية عالية لرحلة الحياة في البادية وهي عبارة عن "بيت شعر"  وجمل وصقور الصيد وجميع ما لدى رحلة البادية من أغراض.
وعندما تلتفت إلى اليمين تجد نماذج تخطف البصر من روعتها مثل الغرف القديمة والمراكب التي كان يبحر بها الكويتيون قبل النفط وفي الأمام بوابة الكويت القديمة وعلى اليسار معارض للشرطة والجيش والمطافي وتترجم هذه النماذج تاريخ فترة الخمسينيات.
وتزين ساحة المتحف صور جميلة لرواد الكويت وحكامها حيث أن كل صورة تحكي موقف معين.
 
يقول أنور الرفاعي رئيس فريق عمل الموروث الشعبي لوكالة الأنباء الألمانية ( د. ب. أ) إن بيت عبدالله عبد اللطيف العثمان بني في عام 1947 خارج أسوار مدينة الكويت القديمة بناه عبداللطيف العثمان وكانت مساحته تتجاوز 9400 متر ويعتبر من النوادر والبيوت الجميلة في الكويت لما يحتويه من شكل العمارة القديمة في نهضة الكويت في بدايتها وكانت البيوت قديما تقسم إلى خشب وصخر البحر والطين ثم تطورت مراحل البناء وظهر البناء الأسمنتي والخرسانة الحديثة في أواخر الخمسينيات لذلك يعتبر هذا المتحف نموذجا مصغرا لرحلة العمارة في الكويت.
 
  وحسب الرفاعي فإن عبداللطيف العثمان عاش في المنزل فترة من الزمن بعدها ترك المبني واشترته الدولة من الورثة وبعدها قام فريق الموروث الكويتي الذي يتبع مركز العمل التطوعي بإبرام عقد مع المجلس الوطني للفنون والآداب لتجهيز وإدارة هذا المتحف في عام 2010 وفي منتصف هذا العام انهي ترميم هذا المبنى .
 
وأضاف "في مطلع عام 2011  بدأ تأسيس المتحف وجلب المقتنيات حتى بلغت الغرف الآن 60 غرفة مجهزة بطريقة تحكي تاريخ الكويت وهي عبارة عن أربعة متاحف، الأول متحف البيت الكويتي ويسلط الضوء على مرحلة الثلاثينيات من القرن الماضي ويعرض ما يحتويه البيت من مقتنيات وأثاث وأطقم الطبخ والصور التاريخية والوثائق التي تجسد تلك المرحلة في زمن الكويت".
 وتابع الرفاعي "هناك متحف يتحدث عن رحلة الحياة في تاريخ الكويت يتكون من عدة غرف كل واحدة تحاكي جزءا من مؤسسة كويتية عريقة لكيفية نشوء النفط في الكويت وغرفة أخرى تتحدث عن كيفية ظهور العملة والباقي مقسم على غرف تتحدث عن بداية التعليم والصحة والداخلية والدفاع".
ويضيف "هناك متحف آخر يتحدث عن الفن والدراما الكويتية والمسلسلات القديمة التي ظهرت في مطلع الستينيات والسبعينيات في تليفزيون الكويت ولدينا جميع ما تم عرضه في هذه المسلسلات من الملابس الأصلية للفنانين والفنانات والأكسسوارات ولدينا مجسمات لسوق قديم فيه الحلاق القديم والبقالات والمهن البسيطة كالخراز وكل هذا يعكس ماضي الكويت".
 وطبقا للرفاعي ، هناك متحف رابع وهو يحتوي على آليات أول طائرة كويتية حربية وأول سيارة إسعاف وإطفاء ومرور وجميع آليات الحفر النفطية في بدايتها وهناك عدة مركبات ودرجات نارية تمثل وزارة الداخلية والدفاع ومجموعة من الآليات التي استخدمت في تاريخ الكويت وكل هذه المقتنيات عبارة عن مجسمات تحكي ماضي الكويت .
 ويتميز متحف بيت العثمان الكويتي في دول الخليج بكبر حجمه وبأن من قام على تجهيزه شباب كويتي متطوع بدون أي مساعدة من أي جهة حكومية لتقديمه  إلى قائد  البلاد الأمير الشيخ صباح الأحمد الصباح الذي افتتحه في الأسبوع قبل الماضي في احتفالية تراثية جرى فيها استضافة الفرق الشعبية لإعادة الموروث الشعبي في الغناء البحري .
 ويقول الرفاعي إن ما يميز المشروع هو تكلفته البسيطة لان جميع من عملوا فيه لا يتجاوز عددهم 45 فردا عملوا بايديهم في الصبغ والنجارة والتأثيث بدون أي مقابل وهو ما جعل التكلفة منخفضة جدا وكانت هناك رعاية بسيطة من الأمانة العامة للأوقاف تتمثل في تجهيز بعض كاميرات المراقبة وغيرها والكم الأكبر تم التبرع به  من قبل الأهالي. 
وتتوزع كاميرات مراقبة في المتحف خشية تعرضه للسرقة ويبلغ عدد هذه الكاميرات  حوالي  70 ليزر حراري وهناك كنترول روم للتحكم، كما أن الزي الذي يرتديه الأمن هو الزي العسكري الذي كان في مطلع الخمسينيات بدولة الكويت . 
 ويقول الرافعي إن القطع الأثرية وجميع المقتنيات أصلية ولم يتم استخدام أي نوع من التصوير وكلها تتمتع بعبق الماضي الكويتي ، ومن أجمل النماذج في المتحف وأشهرها سفينة أهداها الشيخ ناصر المحمد لعرضها في المتحف وتدلل على ماضي الكويت البحري . 
 
وأشار إلى انه لم تجر الاستعانة بأي شركات ديكور في المتحف ولكن كلها إبداعات فريق الموروث الكويتي كما أن ترميم الأبواب جرى بنفس المواد التي بنيت به .
 وكان العثمان متزوجا من اربع زوجات ولديه 37 طفلا وهذا سبب كثرة الغرف في البيت ، وعندما تدخل متحف بيت العثمان تجد نماذج للبيوت القديمة في ساحة المتحف لتخليد الماضي القديم.
 
 ويقول الرافعي إن اهم ما يجذب الزوار للمتحف انه يجسد نماذج لتطور الحياة في الكويت حيث توجد مخطوطات ووثائق وصور نادرة جدا ولا يوجد لها مثيل في أي متحف بمنطقة الخليج .
 
وأشار إلى أن بعض الدول تستعين بالمتحف لتوثيق تاريخ المنطقة حيث تتواجد بعض القطع الأثرية التي يتجاوز سعرها مليون دولار بالإضافة الوثائق التاريخية التي تحاكي نشأت الكويت منذ 400 سنة وهي أوراق عثمانية وكلها أصول بالإضافة إلى مقتنيات شخصية لحكام الكويت فضلا عن قطع بحرية نادرة تفوق ما لدى منطقة الخليج بالكامل .
ورغم انه لم يمر على افتتاح المتحف سوى 10أيام إلا أن عدد زاره يبلغ حتى الآن 800 زائر يوميا .
 
 ويرى الرفاعي " هذا رقم كبير للغاية بالنسبة لعدد سكان الكويت حيث نقيم لهم احتفالات أسبوعية تتعدد من شعبية للتراث الكويتي والفرق البحرية بالإضافة معارض الصور والمشغولات اليدوية".
 
ويقول فواز العجمي وهو أحد الزائرين "أعشق الأماكن القديمة واشعر براحة نفسية عندما اكون موجودا في مثل هذه الأماكن التي تذكرنا بالحياة البسيطة " بينما يتمنى حمد المري / زائر آخر / عندما يزور بيت العثمان أن يعود إلى الماضي والعيش في هذه الحقبة التي كانت تسود فيها محبة الناس لبعضها البعض.
 
و قالت لولوة الملا إنها تعشق القطع الأثرية وتشعر بسعادة عندما تزور بيت العثمان الذي يحوي قطع أثرية نادرة 
 ولوحظ انتشار اللون الأحمر بكثرة في المتحف حيث ارجع المسؤولون ذلك إلى أن علم الكويت القديم كان باللون الأحمر ، كما لوحظ أنه لم يتم تغيير أي شيء عند الترميم حيث تبين الصور أن المبنى بعد الترميم هو نفسه قبل الترميم .
 
ويؤكد ذلك بوابة قديمة جدا في المدخل وهي نموذج لبوابات الكويت القديمة والتي يرجع عمرها لـ 140 سنة وصنعت في الهند ، كما تحيط ساحة المتحف مجموعة من صور نواخذة الكويت "البحارين" وصور لرواد لجميع المهن بالكويت كما توجد غرفة تجسد تاريخ الشهداء الكويتيين كنجوم مضيئة .
 ويزخر المتحف بقصص لصاحبه حيث تردد أن عبدالله العثمان لديه صولات وجولات في تاريخ حياته ، ويقول الرفاعي "وجدنا في سجلات العثمان انه في يوم واحد تبرع لمكتبة مكة المكرمة بمبلغ 100 ألفروبية وهو مبلغ كبير جدا وفي نفس اليوم قام بالتبرع بمبلغ 100 ألفروبية لكنيسة في لبنان وهذا يدل على أن العمل الإنساني الكويتي متوافر منذ القدم".

أحمد المصري
الاثنين 3 يونيو 2013