وكان من المقرر أن يفتتح الموسيقار السوري حفل عيد التحرير في ساحة الساعة الرمزية بمدينة حمص بتاريخ 8 كانون الأول 2025. إلا أن تأكيد مشاركة جندلي نفسه، وما يرافقها من زخم دولي، حوّل الفعالية إلى حدث ضخم استدعى إعادة تقييم شاملة من قبل الجهات المعنية.
تفاصيل التقييم الأمني واللوجستي
ووفقاً للمعلومات التي حصل عليها مراسلنا من المحافظة، فإن التقييم النهائي للجهات المختصة أظهر وجود تحديات لوجستية وأمنية معقدة، حيث أن المخطط كان يتضمن صعود 80 عازفاً على المسرح للعزف لفترة طويلة في مكان مفتوح، وهو ما اعتبرته المصادر “تحدياً لوجستياً لا يمكن تأمينه بالشكل المطلوب في الساحة”.
إلى جانب ذلك، أضاف المصدر أن وجود عازفين من جنسيات متعددة ضمن الأوركسترا، وعلى رأسهم قائد أوركسترا أمريكي الجنسية، فرض اعتبارات أمنية إضافية وحساسة للغاية.
هذا الطارئ، الذي جاء مع تأكيد مشاركة جندلي وفرقته العالمية، كان سبباً رئيسياً في إعادة النظر بالخطة الأمنية بأكملها، حيث أكد مسؤول أمني خلال اجتماع التنسيق أن “أمنياً لا يزبط معي أبداً، لأنه عدد كبير، فيه استهداف، وفي واحد أمريكي، وساحة مكشوفة”.

وأشارت المصادر إلى أن المنظمين الأوائل ربما لم يقدّروا حجم هذه التحديات في البداية، خاصة وأن جندلي لم ينسق مع المحافظة أو الجهات الأمنية بشكل مسبق، بل أعلن عن الحفل عبر صفحته الشخصية.
وقد عرضت المحافظة بدائل لضمان إقامة الحفل، مثل نقله إلى “المركز الثقافي” في نفس اليوم، أو تأجيله إلى يوم 9 أو 10 كانون الأول لتجنب تزامن الموعد مع مسير عسكري في 8 كانون الأول، إلا أن الموسيقار “رفض أي قاعة مغلقة مثل دار الثقافة “، وطلب بإقامته حصراً في الساحة، مما أدى إلى تعقيد الموقف.

الاعتبارات الأمنية تضع حداً للجدل
يأتي هذا التوضيح الحصري لجريدة “مصدر” ليضع حداً للجدل الذي انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي، والذي فسّر البعض من خلاله القرار على أنه “إقصاء” للموسيقار من قبل “تيار متشدد”. حيث تؤكد محافظة حمص أن القرار كان ضرورياً لضمان سلامة المشاركين والجمهور، ولتقديم الحدث بالشكل الذي يليق به، بعيداً عن أي اعتبارات سياسية.
جهود أمنية متواصلة في حمص
تجدر الإشارة إلى أن محافظة حمص، بتركيبتها السكانية المتنوعة وموقعها الاستراتيجي، تشهد تحديات أمنية مستمرة. وتعمل الأجهزة الأمنية بشكل دؤوب على معالجة أي توترات أو حوادث فردية قد تقع، حيث تفرض الظروف أحياناً إجراءات استثنائية لضمان الاستقرار ومنع أي محاولة لتعكير السلم الأهلي. وفي ظل هذه الأوضاع المعقدة، يمكن القول إن رجال أمن المحافظة لا ينامون، فهم في حالة تأهب مستمرة للحفاظ على أمن المواطنين واستقرار المدينة.


الصفحات
سياسة









