نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

التريمسة...حين يلتقي العائد بظلّه

24/06/2025 - عبير داغر إسبر

انهيار إمبراطورية إيران

17/06/2025 - براءة الحمدو

حزب حاكم جديد في سورية

08/06/2025 - بشير البكر

المفتي قبلان صاحب الرؤية

02/06/2025 - يوسف بزي

المثقف من قرامشي إلى «تويتر»

24/05/2025 - د. عبدالله الغذامي :

التانغو" فوق حطام المنطقة

22/05/2025 - عالية منصور


مصور إسرائيلي يتسبب في إغلاق معرض فني في بيروت




بيروت - محمد الأمين - حظي خبر إقفال المحطّة البيروتيّة لمعرض «وورلد برس فوتو» باهتمام الصحافة العربية نظرا لأهمية المعرض ومكانته المرموقة في الأوساط الفنية، ويعود سبب إغلاق المعرض لتضمنه مساهمة للفوتوغرافي الإسرائيلي آميت شعال الذي قال إنه تفاجأ بخبر إغلاق المعرض الذي كان مقررا له أن يستمر لغاية الأول من حزيران يونيو القادم.


الفوتوغرافي الإسرائيلي آميت شعال
الفوتوغرافي الإسرائيلي آميت شعال
وبينما أشارت «وكالة فرانس برس» إلى أن وسائل إعلامية تابعة لـحزب الله أو مقربة منه شنّت هجوماً على المعرض، في إشارة إلى قناة المنار وصحيفة الأخبار اللبنانية، أكد المحرر الثقافي في صحيفة الأخبار والناقد اللبناني بيار أبي صعب أن "استقلاليّة ’الأخبار‘ لا تتناقض مع مبادئها الأساسيّة، وأوّلها خيار الممانعة. من أبسط واجباتنا، وخصوصاً في هذه المرحلة، تسليط الضوء على كلّ ما يخدم مشروع التطبيع الثقافي. وهذا لا يتناقض مع أننا من أشرس المنابر الإعلاميّة في مواجهة الرقابة".

ومن جهته قال شعال "يسعدني جدا أن أعرض أعمالي لجمهور عربي، مثلما يسعدني أن أقيم معارض في كل بقعة من العالم، وقد حضرت قبل أسبوعين في أمستردام في حفل توزيع الجوائز، وعلمت أنه سيتم نقل المعرض إلى بيروت خلال يومين وتساءلت في قرارة نفسي كيف سيكون رد فعل اللبنانيين على مشاركتي، لكنني لم أتوقع أن يتم إغلاق المعرض بسبب مساهمتي".

وكانت السلطات اللبنانية قد طلبت من منظمة ’وورلد برس فوتو‘ وهي منظمة غير ربحية ومقرها أمستردام، سحب أعمال المصور الفوتوغرافي الإسرائيلي آميت شعال من المعرض الذي يشارك فيه 54 مصوراً من 23 بلداً . وفيما أرجعت وكالة فرانس برس السبب إلى ضغوط غير مباشرة من حزب الله، رأى الفريق الآخر أن المطالبة بسحب مساهمة شعال تعود إلى احتجاجات شعبية نقلها الإعلام، وأن المنظمين الهولنديين فضّلوا الانسحاب الكامل لحماية معرضهم من أي تدخّل. وهو الموقف الذي يستحقّ التحيّة بالمطلق بحسب صحيفة الأخبار اللبنانية. وخلافا لذلك تؤكد الوكالة الفرنسية أن إغلاق المعرض جاء وفقا للنظام الذي تتبعه منظمة ’وورلد برس فوتو‘ والذي يقضي بإلغاء المعرض كلياً في حال لم يكن ممكناً عرض صوره كافة، وهكذا ألغي المعرض.

إلا أن المصور الفوتوغرافي الإسرائيلي آميت شعال يرى أن "لا ضرورة لخلط السياسة بالفن. المعرض يتضمن صورا فائزة بجوائز رئيسية وحذفها سيجعل المعرض ناقصا. أنا شخصية غير سياسية وإن كان علي أن أتخذ مواقف من سياسة حكومة بلادي فسأتخذها من خلال عدسة الكاميرا . إن الرقابة لم تعد مؤثرة في العصر الراهن، لأن عالم الانترنيت يتيح لأي شخص مشاهدة صور المعرض بغض النظر عن مكان إقامته".

وجهة نظر شعال تبدو مقنعة في تركيزه على ضرورة الفصل بين الموقف السياسي والأثر الفني، لكنها لا تصمد أمام القراءة النقدية لأعماله والتي تركز على تأثره بالموقف السياسي الرسمي. وكتب الصحافي اللبناني أحمد محسن في ’الأخبار‘ أن شعال "ليس بريئا وأن مشروعه أشبه بممحاة تعبر الزمن وقراءة تحريفية للتاريخ".

ولعل الدلالات السياسية التي تضمنتها صورة شعال هي التي تقف وراء الضجة التي أثيرت حول مشاركته في معرض «وورلد برس فوتو» حيث تقدم الصور الست التي تلخص مساهمة شعال في المعرض البعد التاريخي للمدينة الفلسطينية إلى جانب التطور الكبير الذي طرأ عليها في عقود المنتصف الثاني من القرن العشرين، في تناوله لرؤية شعال. يكتب أحمد محسن: "أما نوافذ ’هافيف‘، أولى المدارس العبرية داخل فلسطين، فتتبدّل (في صورة شعال) من شبابيك متناسقة مع النسيج العمراني المتوسطي عام 1929، إلى واجهات زجاجية مربعة على النسق الكولونيالي. ذلك يذكّر بعنوان كتاب شهير لإيلان هاليفي: "تحت إسرائيل... فلسطين".

محمد الأمين – إذاعة هولندا العالمية
الاربعاء 25 ماي 2011